بالفيديو.. القصة الكاملة لموسيقى "عيد الميلاد"
محمد أبوزيد
في الخامس والعشرين من كل عام يحل عيد ميلاد المسيح، فيحتفل الأقباط بـ"الكريسماس".. شهد العالم هذه العادة لمدة 2016 عاماُ.. حتى تحولت هذه المناسبة الدينية في بعض البلدان، ومع مرور الوقت إلى مناسة إجتماعية.. لإنها خلفت روحاً احتفالية لدى أغلب الناس، بغض النظر عن ديانتهم.
بدأ الإحتفال بعيد الميلاد بمظاهر بسيطة، كالصلاة في الكنائس، وتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة، ويرجع ذلك للاضطهادات التي كان يمارسها الرومان ضد النصارى في ذلك الوقت، وتطور الأمر بعد ذلك ليشمل بعض المظاهر الإحتفالية الأخرى، كتزيين المنازل والكنئس والشوارع الرئيسة والأماكن العامة، باللونين الأخضر والأحمر، بالإضافة إلى اللون الذهبي او الفضي ، ويرمز "الأخضر" إلى الحياة الأبدية، اما اللون الأحمر فيرمز لـ"يسوع" نفسه، ويرجع تاريخ زينة الميلاد للقرن الخامس عشر، بينما تمت إضافة شجرة عيد الميلاد لمظاهر الإحتفال في القرن السادس عشر في ألمانيا، وضف إلى ذلك عشاء عيد الميلاد، والأطباق المختلفة التي تنصها ثقافات الدول، ومؤخراً أضافت أيضاً الشركات العملاقة عادات تسويقية لزيادة ربحها، كتبادل الهدايا.
وتعد الترانيم والأغاني من أقدم الظواهر التي طرأت على عيد الميلاد بل أكثرها شيوعا.. ويتسابق المطربون الحاليون على إنتاج ألبومات وأغاني تشيع روح "الكريسماس".. وتجني أيضا شركات الإنتاج من ورائها أرباحاً طائلة.
ويدفعنا ذلك للتساؤل عن أقدم أغنية عن عيد الميلاد.. إن كل ما نعرفه عن أغاني عيد الميلاد لا يتجاوز عمره الـ200 سنة، في الوقت ذاته لا يمكننا أن نحدد بدقة تاريخ ظهور أول أغنية تم إنتاجها عن عيد الميلاد، الأمر أشبه بالبحث عن أول أغنية تم غنائها منذ بدء الخليقة.
لكن يمكننا القول بأن أول أغنية عن عيد الميلاد كانت في أواخر القرن الثالث الميلادي، وكانت باللغة اللاتينية.
يعد أفرام السرياني –وهو راهب سرياني من رواد كتاب وشعراء المسيحية- من أوائل من وضع قصائد ملحنة للميلاد، في أواخر القرن الثالث الميلادي، حتى لقّب بـ"شاعر الميلاد" ولا تزال ترانيمه يتغنى بهى الأقباط في هذه المناسبة
و أنتشرت أغاني الميلاد في أوروبا بحلول القرن الرابع واشهرها كانت "نور الأمم" (باللاتينية: Veni redemptor).. ألفها القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو.
وفي الفترة نفسها كتب الشاعر الإسباني برودنتيوس قصيدة لا تزال شائعة حتى الآن بعنوان "من محبة الآب أنجب" (باللاتينية: Corde natus ex Parentis).
وإنهمك القساوسة في أوربا بتأليف أناشيد عيد الميلاد، ومحاولة الربط بينها وبين الأغاني الشعبية، لجعلها شائعة.. حتى بدأت أغاني عيد الميلاد الشعبية بالظهور في فرنسا وألمانيا وإيطاليا في القرن الثالث عشر، مثل أغنية الترنيمة ( "تعال إلى جميع المؤمنين" باللاتينيةAdeste Fidelis)
واستمرت أغاني عيد الميلاد بالتطور حتى وصلت إلى القرن التاسع عشر فظهرت الأغاني الشائعة حتى الأن
ولكن تم تطويرها بشكل كبير مثل "Silent Night" و "Jingle Bells"