تأكيد التعاون العسكري.. عنوان الاجتماعات الختامية في القمة المصرية الامريكية
قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بزيارة مقر وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، في واشنطن، حيث كان في استقبال سيادته السيد جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي، وقد أجريت للسيد الرئيس مراسم الاستقبال الرسمية وتم عزف السلامين الوطنيين المصري والأمريكي.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس عقد جلسة مباحثات موسعة مع الوزير/ ماتيس وكبار القيادات العسكرية الأمريكية، حيث تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، ولاسيما التعاون العسكري بين البلدين الذي طالما ساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. كما أكد الجانبان تطلعهما لتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة وبما يمكن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم.
كما تم خلال اللقاء بحث التحديات الإقليمية والدولية، وخاصة مكافحة الإرهاب، حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الأيديولوجية، وأكد السيد الرئيس في هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب سواء من حيث إيقاف مدّه بالسلاح والمقاتلين أو تمويله، وبحيث يتم القضاء عليه في أسرع وقت لإنهاء معاناة الشعوب التي يهدد الإرهاب أمنها وسلامتها.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك تباحثاً حول الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث أكد السيد الرئيس أن بذل مزيد من الجهود لتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة من شأنه محاصرة الإرهاب، الذي لم يتمدد ويكرس نفوذه إلا بسبب الفراغ الذي نشأ عن انهيار الدول وتفكك مؤسساتها. وأضاف السيد الرئيس أن موقف مصر الثابت بشأن أزمات المنطقة يستند إلى العمل على استعادة كيان الدولة الوطنية، والحفاظ على سلامتها الإقليمية، وإعادة بناء مؤسساتها، بحيث يتم توفير الأمن والاستقرار للشعوب التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية.
وذكر السفيرعلاء يوسف، أن السيد جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، أكد خلال اللقاء أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، مشيداً بجهودها في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن مواقفها بشأن دعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها، مؤكداً دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية في هذا الصدد. كما ذكر وزير الدفاع الأمريكي أنه يعتزم زيارة مصر قريباً، لمواصلة التباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين.
كما استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم بمقر إقامته بواشنطن كلاً من السيناتور/ جون ماكين رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي، والسيناتور/ ليندسي جراهام رئيس لجنة الاعتمادات بالمجلس.
وأكد السيد الرئيس خلال اللقاء حرص مصر على تطوير وتفعيل علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة على جميع المستويات، معرباً عن تطلعه لأن تنعكس نتائج زيارته لواشنطن بالإيجاب على جميع جوانب العلاقات الثنائية. وأكد السيد الرئيس في هذا الإطار حرصه على التواصل الدائم مع قيادات الكونجرس واطلاعهم على مستجدات الأوضاع على الصعيدين الداخلي والاقليمي، وذلك فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مستعرضاً الجهود التي تبذلها مصر فى مجال مكافحة الارهاب، والخطوات التي تتم للإصلاح الاقتصادي، فضلاً عما تبذله مصر من جهود لدعم مساعي التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
ورحبا جون ماكين وليندسى جراهام بزيارة السيد الرئيس الأولي لواشنطن وأشادا باللقاء المثمر والبناء الذي عقده مع الرئيس الامريكي "ترامب"، كما أعربا عن تقديرهما للدور المحوري الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، وتطلعهما لتعزيز وتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين خلال المرحلة المقبلة فى مختلف المجالات.
ودار خلال اللقاء حوار صريح حول عدد من التطورات السياسية في مصر، منها موضوعات حقوق الإنسان، حيث أكد السيد الرئيس اهتمام مصر بترسيخ دولة القانون، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وفقاً لما نص عليه الدستور المصري، وأهمية الحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار. كما أكد سيادته في هذا الإطار التزام الدولة باحترام استقلال القضاء وأحكامه، بما يرسخ دولة المؤسسات.
وقد تطرق اللقاء كذلك إلى التطورات على الساحة الاقليمية وما تشهده المنطقة من أزمات وسبل تسويتها.
استقبل السيسي ستيف منوشن وزير الخزانة الأمريكي ، وأعرب السيسي خلال اللقاء عن تقديره لموقف الولايات المتحدة الداعم لمصر خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، في إطار تنفيذ مصر لبرنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي. واستعرض السيد الرئيس في هذا الإطار محاور برنامج الإصلاح الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق بقرار تحرير نظام سعر الصرف وما ترتب عليه من نتائج إيجابية من توافر للنقد الأجنبي في الجهاز المصرفي، وخفض في عجز الميزان التجاري. كما عرض السيد وزير المالية خلال اللقاء الجهود المصرية المتعلقة بضبط العجز في الموازنة العامة للدولة، وتطبيق نظام الضريبة المضافة، مؤكداً مواصلة مصر تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي إيماناً بأهميته في وضع الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح، وبما يؤدي إلى تحقيق التنمية الشاملة التي يتطلع إليها الشعب المصري.
و أكد وزير الخزانة الأمريكي أهمية العلاقات المصرية الأمريكية الممتدة عبر عقود، ورغبة بلاده في تعزيزها على كافة المجالات. كما أكد الوزير/ منوشن دعم الولايات المتحدة الكامل لجهود مصر في الإصلاح الاقتصادي الشامل، مشيداً بالتقدم الذي حققته مصر حتى الآن في تنفيذ خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي.
السيد الرئيس عرض كذلك رؤية مصر لتحقيق التنمية، والتي ترتكز على تنفيذ مشروعات تنموية كبرى لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، جنباً إلى جنب مع تشجيع الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي وتذليل العقبات البيروقراطية أمام توسع أنشطته. كما استعرض سيادته الفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمزايا الاستثمارية والتجارية التي تتمتع بها، معرباً عن التطلع لقيام الشركات الأمريكية بزيادة استثماراتها في مصر. وقد رحب وزير الخزانة الأمريكي بالخطوات التي اتخذتها مصر على هذا الصعيد، وتم الاتفاق علي مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين للنظر في سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية بين البلدين.
استقبل السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي صباح اليوم بمقر إقامته بواشنطن السيد/ تيد كروز عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
السيد الرئيس أعرب خلال اللقاء عن تقديره لمواقف السيناتور/ كروز المؤيدة لمصر، مؤكداً أهمية العلاقات المصرية الأمريكية والحرص على تعزيزها في كافة المجالات. كما أكد السيد الرئيس تطلع مصر للبناء خلال المرحلة المقبلة على ما تحقق من نتائج خلال الزيارة، وبما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والعالم.
السيناتور/ تيد كروز أشاد من جانبه بحرص السيد الرئيس على التواصل المستمر مع قيادات وأعضاء الكونجرس، وقيام سيادته بزيارة مقر الكونجرس، مؤكداً دعمه لتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين على كافة الأصعدة. كما أشاد السيناتور/ كروز بمواقف السيد الرئيس الحاسمة تجاه الإرهاب وقيادته للجهود المصرية في التصدي له بشجاعة سواء على المستوى العسكري والأمني، أو من خلال المواجهة الفكرية والأيديولوجية، مؤكداً محورية الدور المصري في استعادة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط ومثمناً جهود مصر في العمل على تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة.
تم خلال اللقاء بحث القضايا الإقليمية والدولية، حيث استعرض السيد الرئيس جهود مصر في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى الثمن المرتفع الذي يدفعه الشعب المصري في التصدي لهذا الخطر الذي لا يهدد مصر وحدها وإنما المنطقة بل والعالم أجمع. كما أكد السيد الرئيس أن جهود مصر في تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة تستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهي معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها، فضلاً عن ملء الفراغ الذي أتاح للجماعات الإرهابية التمدد والانتشار.