تصاعد التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية.. ماذا بعد ؟..تقرير
عادل الكحلاوي
عبرت كوريا الجنوبية يوم الخميس عن اعتقادها أن الولايات المتحدة ستتشاور معها قبل توجيه أي ضربة استباقية لكوريا الشمالية فيما حثت الصين بيونجيانج على وقف برنامجها النووي مقابل أن تقدم لها بكين المزيد من الحماية.
ومع إبحار مجموعة حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة تزايدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية هذا الأسبوع وسط قلق من أن تجري كوريا الشمالية قريبا سادس تجاربها النووية أو تطلق المزيد من الصواريخ في تحد لعقوبات الأمم المتحدة.
ودعت الصين، الحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية، لحل سلمي بعد تزايد حدة التصريحات بين واشنطن وبيوجيانج.
وقال وزير خارجية الصين وانغ يي يوم الخميس إن القوة العسكرية لا يمكن أن تحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية وتوقع أن تتاح فرصة للعودة إلى المحادثات وسط التوترات الحالية.
وقال وانغ للصحفيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية الفلسطيني في بكين إن أي طرف يهيج الوضع في كوريا الشمالية يجب أن يتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك.
وذكرت صحيفة صينية مدعومة من الدولة يوم الخميس أن أفضل خيار أمام كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونج أون هو التخلي عن البرنامج النووي.
وقالت صحيفة جلوبال تايمز، التي تنشرها صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، في افتتاحيتها "بمجرد أن تمتثل كوريا الشمالية لنصيحة الصين المعلنة وتوقف الأنشطة النووية… ستعمل الصين جاهدة على حماية أمن شعب كوريا الشمالية ونظامها بعد نزع السلاح النووي."
وأبرز رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المخاوف من التهديدات المحتملة لكوريا الشمالية وقال في جلسة للبرلمان في طوكيو إن بيونجيانج ربما تكون قادرة على إطلاق صواريخ مزودة بغاز السارين
وبينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الشمالية بأنه لن يتهاون مع أي أفعال استفزازية من جانبها قال مسؤولون أمريكيون إن إدارته تركز استراتيجيتها على تشديد العقوبات الاقتصادية.
وأمر ترامب مجموعة حاملة الطائرات كارل فينسون بالتوجه إلى شبه الجزيرة الكورية والتي قد تستغرق أكثر من أسبوع للوصول إلى هناك في استعراض للقوة يهدف لردع بيونجيانج عن إجراء تجربة نووية أخرى أو إطلاق المزيد من الصواريخ تزامنا مع الاحتفال بمناسبات مهمة.
واكتسبت إمكانية قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية ردا على اختبارات من هذا القبيل زخما بعد أن أطلقت البحرية الأمريكية 59 صاروخ توماهوك على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي بعد هجوم بغاز سام أوقع عشرات القتلى.
وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج-سي إنه يعتقد أن واشنطن ستتشاور مع سول إذا فكرت في توجيه ضربة استباقية للشمال.
وقال يون للبرلمان "في ظل التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يجري اتخاذ أي إجراء مهم بالتشاور مع حكومة كوريا الجنوبية وسيستمر ذلك في المستقبل."
وقال مركز (38 نورث) للأبحاث في واشنطن الذي يراقب الأوضاع في كوريا الشمالية إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت يوم الأربعاء تظهر نشاطا مستمرا في موقع بونجي-ري للاختبارات النووية على الساحل الشرقي مما يشير إلى أنه جاهز لاختبار جديد.
لكن مسؤولين كوريين جنوبيين قالوا يوم الخميس إنه لا توجد دلائل جديدة تشير إلى احتمال إجراء كوريا الشمالية اختبارا نوويا جديدا لكنهم قالوا أيضا إن بيونجيانج أبقت على حالة الاستعداد لإجراء اختبار من هذا القبيل في أي وقت.
وتحتفل كوريا الشمالية بالذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد مؤسس الدولة كيم إيل سونج يوم السبت المقبل. وفي 2012 فشلت في محاولتها إطلاق صاروخ طويل المدى يحمل قمرا صناعيا في هذه المناسبة واختبرت العام الماضي صاروخا متوسط المدى طورته في الآونة الأخيرة.