تفاصيل زيارة "حقوق إنسان البرلمان" لـ"أقسام الشرطة"
كشفت الزيارات المفاجئة التي أجرتها لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان لعدد من أقسام الشرطة بالقاهرة، بينها "روض الفرج، الشرابية، عين شمس، ودار السلام"، اليوم الخميس، عن عدد من المواقف الإنسانية التي تعاملت معها الأقسام، من ضمنها مساعدة مواطن للحصول على معاشه، وآخر لشراء علاج بعد إصابته بشلل.
وأكدت قيادات الداخلية بقطاع شمال وشرق القاهرة، أن هناك حالة من الاستقرار الأمني، مع مراعاة حقوق الإنسان ومحاسبة المتجاوزين".
من جانبه قال العقيد علي عبد الجواد مأمور قسم روض الفرج، في أثناء استقباله وفد لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إنه ورد بلاغ من غرفة عمليات النجدة في 29 أغسطس الماضي، يفيد باتصال مواطن يدعي "محمد طه" ويقول إنه عاجز وغير قادر على النزول لإحضار بعض الأدوية، لأنه يعاني من إعاقة "شلل أطفال" وطلب المساعدة.
وأكد "عبدالجواد"، أن قسم روض الفرج كلف بانتقال دورية لمحل إقامة المواطن، البالغ من العمر 59 عاما، الذي طالب بإحضار أدوية من صيدليات التأمين الصحي.
وأضاف أنه تم تكليف رئيس وحدة حقوق الإنسان بالقسم بالانتقال مع رئيس الدورية، لإحضار الأدوية اللازمة، إلا أنهم لم يجدوا تلك الأدوية بصيدليات التأمين الصحي فتم توفيرها بمعرفة القسم من إحدى الصيدليات الخارجية.
وفي قسم الشرابية، سرد الرائد عبدالحميد سلامة، حالة إنسانية أخرى بعدما استعان أحد المواطنين -مصاب بقدم سكري وغير قادر علي الحركة- بشرطة قسم الشرابية، لعجزه عن خروجه من المنزل، للحصول على المعاش الشهري الخاص به، فلجإ الى القسم.
وأشار "سلامة"، إلى أنه تدخل بالتعاون مع النائب إيهاب العمدة عضو مجلس النواب عن قسم الشرابية، لتوفير المعاش الخاص به بشكل شهري، علاوة على كرسي متحرك يساعده على التنقل بحرية.
ومن جانبه قال اللواء هشام لطفي مساعد وزير الداخلية لقطاع الشمال، إن منطقة شمال القاهرة تتميز بوجود أعداد كبيرة من الأقباط، حيث يوجد أكثر من 100 كنيسة، ومع ذلك لا وجود على الاطلاق لأي أحداث طائفية فالعلاقة طيبة جدا بين المواطنين، وحال حدوث أي مشكلة يتولى ضباط حقوق الإنسان الصلح بينهم.
وأضاف "لطفي"، خلال حديثه مع وفد لجنة حقوق الإنسان الذي يجري زيارة لقسم روض الفرج، أن قطاع الشمال من أكثر القطاعات التي يوجد بها هدوء أمني على مستوى العمليات الإرهابية، فحتى المطلوبين في الجرائم الإرهابية بقطاع شمال محدودين جدا.
وأشار "لطفي"، إلى أن هناك خدمات دورية أمام المساجد والكنائس لتوفير أكبر قدر من الأمان للمواطنين ف أثناء تأديتهم شعائرهم الدينية.
من جانبه قال النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان خلال زيارة روض الفرج، أن النواب لديهم استعداد لسن كافة التشريعيات اللازمة التي تحتاجها الداخلية لتطوير أدائها، سواء على مستوى الميزانية أو مستوى تعديل قانون الحبس الاحتياطي، لتقليل التكدس بأماكن الاحتجاز.
وفي قسم عين شمس، قال اللواء عزت زهران حكمدار القاهرة: "كل اللي بنطلبه ثقة الشعب فينا".
وأضاف "زهران"، أن "الشعب المصري طيب وأن الشرطة جزء من هذا الشعب لذا فإنها تتعامل بمنتهي الرحمة مقارنة بتعامل الجهاز الشرطي في أمريكا"، مضيفا: "هناك تجاوزات تمارسها الشرطة ضد السيدات هناك حيث أظهرت إحدى الفيديوهات، شرطي يضبط إحدى السيدات بطريقة لاعبي المصارعة، بعكس الوضع هنا فالأمر به رحمة واحترام شديد في التعامل مع السيدات".
وقال اللواء طارق مرزوق، مدير قطاع شرق القاهرة، إن وزارة الداخلية حريصة بشكل كبير على السير بشكل محسوس في مجال حقوق الإنسان: "أقسم بجلال الله الوزارة ماشية بخطوات محسوسه تجاه تنفيذ حقوق الإنسان، فهناك 4 جهات رقابية بتدبح وتشنق وتراقب اللي يحاول يخرج عن الطريق، مش هنغطي علي حد، وأي متجاوز بنقومه فورا".
وأضاف "مرزوق"، في أثناء حديثه مع وفد حقوق الإنسان، أن سيارات الترحيلات مكيفة تماما، حرصنا منا علي سلامة المحتجزين".
كما تفقدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة النائب علاء عابد، قسم دار السلام، في إطار زيارتها إلى أقسام الشرطة.
وفي بداية الزيارة التقى الوفد البرلماني بسيدة وطفل يدعى "س. ع." يحرران محضرا داخل مكتب حقوق الإنسان بالقسم، ضد مواطن آخر في واقعة الاعتداء على الطفل ما أصابه بالكسر، وطمأن "عابد" والدة الطفل بأنها ستحصل على حقوق نجلها، وأن النائب سعيد شبايك سيتولى شأن الطفل لا سيما بعدما شكت والدته أنه يحتاج لعمليّة بسبب هذا الاعتداء.
وتفقد الوفد، أماكن استقبال المواطنين وطالب القائمين عليها بالمعاملة الحسنة مع المواطنين، والتبسم في وجوههم، قائلا: "لو المواطن لقي الابتسامة هيستحمل وينتظر"، كذلك شملت الجولة تفقد غرف الاحتجاز للاطمئنان على حسن المعاملة.
وخلال لقاء مأمور القسم العقيد بدوي هاشم، وضباط حقوق الإنسان الرائد محمد علوي، مع وفد اللجنة البرلمانية، أكد النائب علاء عابد، أن الشرطة تؤدي دور وطني، ولم يعد هناك تعذيب ممنهج منذ أيام الملك، باعتراف المنظمات الحقوقية الوطنية والمجلس القومي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن منظمة "هيومان وايتس ووتش" الذراع اليمني لقطر تحاول إحداث فتنة بأكاذيبها.
وأضاف "عابد"، أن هناك أخطاءً فردية وليست ممارسات ممنهجة، وأيضا هناك مبدأ الثواب والعقاب، قائلا: "الكلام عن ناس متعلقة وبتضرب مش حقيقي.. معندناش الكلام دا في مصر، المطلوب المواطن ياخذ حقّه".
ومن جانيه قال النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أنه على الأقسام الاهتمام بالبحث الجنائي وتطوير أدواته لأنه بمثابة عامل مهم للكشف عن الجرائم، مشيرًا إلى أن البرلمان لديه كافة الاستعدادات لدعم الداخلية في مهمتها سواء على المستوى التشريعي أو المالي.
وأشار "الغول"، إلى أنه يجب الاهتمام برجل الشرطة أيضا باعتباره مواطن.