تقارير: الغياب الروسي الصيني عن قمة العشرين يمنح واشنطن تقدمًا جديدًا
تشهد العاصمة الهندية نيودلهى، السبت، قمة مجموعة العشرين الاقتصادية، التى تضم أكبر 20 اقتصادًا فى العالم، وتأتى القمة فى ظل غياب زعيمى اثنين من أهم الدول الأعضاء، وهما الصين وروسيا، مع استمرار التنافس والعداء بين كل منهما على حدة من ناحية، والولايات المتحدة الأخرى.
وقالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن غياب رئيسى الصين روسيا عن قمة العشرين فى الهند سيسمح للرئيس بايدن بأن يحتل مركز الصدارة ويحشد الحلفاء للرد على ما وصفته بأهداف بكين وموسكو على الساحة العالمية.
وسيتعين على بايدن أيضًا تحقيق التوازن بين تنوع مصالح دول مجموعة العشرين مع إحجام دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا عن الانضمام للولايات المتحدة وشركاء غربيين آخرين فى خطوط السياسة الصارمة التى وضعوها حول روسيا والصين.
ونقلت الصحيفة عن سكوت كيندى، المستشار البارز ورئيس أمناء مجلس الأعمال الصينى والاقتصاديات فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الكثير من هذه الدول لا يريد أن يضطر إلى الانخراط فى معركة بين الولايات المتحدة والصين، ويريدون أن تجد كلتا القوتين طريقة للتعايش السلمى المشترك. ويعتقد سكوت أنه بقدر ما تستطيع إدارة بايدن وضع إطار للقضايا الأوسع بشأن معالجة المشكلات الجمعية التى يواجهها الجميع، فإنها ستكون طريقة فعالة للتفريق بين الجهود الأمريكية للمضى قدما، وتراجع الصين المتواضع إلى الداخل الذى يحدث فى نفس الوقت.
وهناك بند رئيسى على جدول أعمال بايدن، وهو الدفع لإعادة تشكيل البنك الدولى، والذى يهدف إلى مواجهة الصين من خلال توفير وسيلة بديلة لتمويل مشروعات التنمية بشكل منفصل عن بكين.
وقال رالف وينى، نائب رئيس برنامج التنمية العالمية والصين فى مركز أوراسيا، إن بايدن قد تكون لديه فرصة لتحفيز الدول الأعضاء دون الترويج للإصلاحات بشكل صريح على أنها مناهضة للصين.
وتناولت وكالة بلومبرج الأمر نفسه، وقالت إن الرئيس جو بايدن يهدف إلى استغلال غياب أبرز خصمين له فى قمة العشرين المقررة فى مدينة نيودلهى الهندية، من أجل إحراز تقدم جديد مع الدول التى سبق أن توددت إليها الصين وروسيا.
فقد اختار الرئيسان الصينى شى جين بينج والروسى فلاديمير بوتين عدم حضور القمة هذا العام، مما يعطى بايدن، وفقا لتقرير بلومبرج، فرصة لإعادة ترسيخ الولايات المتحدة باعتبارها قائدة النظام الدولى. وسيحاول دعم موقف أمريكا لدى دول مثل البرازيل وجنوب أفريقيا وإندونيسيا، ناهيك عن الدولة المضيفة الهند، والتى تتوق إلى علاقات أوثق مع الصين، ورفضت الانحياز إلى أحد الطرفين فى أزمة روسيا وأوكرانيا.
ومن الأمور الأساسية فى هذه الجهود، الضغط لتعزيز تمويل ونطاق البنك الدولى وبنوك التنمية الأخرى فى محاولة لتعميق العلاقات مع الاقتصاديات الناشئة فى العالم وتقديم بديل للإقراض الصينى المدعوم من الدولة.
كما تخطط الولايات المتحدة أيضًا للضغط من أجل تخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة والإعلان عن تمويل مشاريع البنية التحتية الجديدة، وسيزور بايدن بعد ذلك فيتنام للإعلان عن صفقات تجارية لتعميق العلاقات مع قطاع التكنولوجيا الناشئ فى البلاد.
ويرى البيت الأبيض أن هذا التمويل هام على عدة جبهات، فهو شكل من أشكال دبلوماسية القوى الناعمة، وضمان أن تحافظ المشروعات على معايير عمل عالية ومراعاة المناخ، وأن تكون ثقلا مواز للجهود الصينية والروسية لبناء النفوذ فى البلدان التى ستزيد من أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية.
وكان مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان قد قال فى تصريحات للصحفيين: إذا نظرنا إلى الاقتصاد الأمريكى ونظرت إلى الاقتصاد الصينى، وإذا نظرت إلى تحالفات الولايات المتحدة والقوة التى بنيناها فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ وخارجها، فستشعر بالرضا تجاه الموقف الإستراتيجى للولايات المتحدة فيما يتعلق بالمنافسة التجارية.