حفل "مشروع ليلى".. صفعة توقظ مصر على كابوس المثلية الجنسية
استيقظ المجتمع المصري، في بداية هذا الاسبوع، على صور لمجموعة من الشباب يرفعون علم المثلية الجنسية، في إحدى الحفلات المقامة بالتجمع الخامس، لفريق يدعى "مشروع ليلى"، الأمر الذي سبب صدمة في مختلف الأوساط بمصر.
وأصدر الكاتب الصحفى محسن البلاسى، بيانًا حول واقعة طرده من قبل الإعلامى معتز الدمرداش فى حلقة مساء أمس من برنامج "90 دقيقة"، والتى كانت مخصصة لمناقشة رفع علم المثليين جنسيًا فى حفل مشروع ليلى بالتجمع الخامس.
وكتب البلاسى، خلال بيان له: "حيث إنه حدثت مداخلة من شخصية ادعت حملها جنسية المملكة العربية السعودية وقامت بالتفوه فى حقى بألفاظ غير لائقة وتعليق حاد عن أزمة المثليين الأخيرة فى مصر وحاولت إفهامها أن أزمة المثليين هى أزمة مثارة فى العديد من دول العالم ومنها المملكة السعودية، وهو ما تم تضخيمه وتصويره على غير حقيقته باعتباره إهانة للمملكة والشعب السعودى الشقيق وهو ما لم أكن اقصده على الإطلاق".
وتابع البلاسى فى بيانه: "قطعًا للطريق على المتربصين وراغبى الظهور الإعلامى فإننى أتقدم بخالص التقدير والاحترام للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا عما تم تأويله على لساني ولم أكن اقصده وأؤكد على شديد احترامى للشعوب العربية الشقيقة، وأؤكد موقفي من ضرورة التوصل لحلول سلمية غير أمنية فيما يتعلق بكل المشاكل المجتمعية والحقوقية فى عالمنا العربي واعتذارى للشعب السعودى الشقيق عن أى إساءة تمت بغير قصد أو تعبيرات تم تأويلها دون أن تكون قد تمت بقصد منى".
وعلى صعيد أخر ألقت قوات الأمن المصرية القبض على سبعة أشخاص يوم الإثنين، بتهمة "الترويج للشذوذ الجنسي، والتحريض على الفسق والفجور".
وذكر بيان للشرطة المصرية أن الاشخاص السبعة "مثليون، رفعوا أعلام المثلية الجنسية، وحرضوا على ممارسة الأعمال المنافية للآداب"، وذلك أثناء حفل لفرقة "مشروع ليلى" اللبنانية، أقيم بأحد المراكز التجارية شرقي القاهرة يوم الجمعة الماضي.
وخلال الحفل، رفع أشخاص علم قوس قزح، الذي يشير للتضامن مع مثليي وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا.
وبدأت النيابة العامة المصرية تحقيقا في الواقعة، لكن لم يُعرف بعد ما إذا كانت اتهامات رسمية ستوجه لهؤلاء الأشخاص أو إذا كانوا سيقدمون للمحاكمة.
ومشروع ليلى هي فرقة لبنانية لموسيقى الروك البديل، تشكلت في بيروت عام 2008، وتتكون من خمسة أعضاء، أحدهم يدعى حامد سنّو، ويعلن مثليته الجنسية.
وقالت فرقة مشروع ليلى في بيان يوم السبت إن حفل القاهرة "كان واحدا من أفضل الحفلات التي قدمناها على الإطلاق".
وأضافت: "كان شرفا لنا أن نقدم عرضا أمام مثل هذا الجمهور الرائع! نحبكم كثيرا".
وأثارت صور متداولة للحفل جدلا كبيرا في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
واستنكر الأزهر الواقعة، وقال عباس شومان، وكيل الأزهر، إن رفع أعلام وشعارات تروج لـ"المثلية الجنسية" في إحدى الحفلات "عار يحب ألا يمر مرور الكرام".
ووصف شومان، في بيان مساء الاثنين، الحفل بـ"الشاذ الماجن"، مضيفا: "رفع تلك الأعلام اعتداء على الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية السوية، ويجب أن يُحاسب جميع من شارك فيه ومن سمح به، ويجب منع تكراره مستقبلا".
ولا يجرم القانون المصري صراحة المثلية الجنسية، لكن الشرطة المصرية عادة ما تقبض على الرجال المثليين، بتهم من بينها الفجور والحض على الفاحشة وازدراء الدين.
تغريدة لصفحة مؤيدة للمثلية الجنسية في مصر على موقع فيسبوك
كما قررت نقابة المهن الموسيقية في مصر عدم السماح للفرقة اللبنانية بإقامة حفلات أخرى في مصر مستقبلا، مطالبة بفتح تحقيق عاجل، ومنع أعضاء الفرقة من مغادرة البلاد وإحالتهم لمحاكمة عاجلة.
وقال رضا رجب، نائب رئيس النقابة: "نحن مجتمع متدين ومحافظ، وهذه هويتنا التي يجب أن نحافظ عليها".
وأضاف: "هذه فضيحة بحق تقاليدنا، وأمر بعيد تماما عن الفن الجاد والهادف".
وكانت فرقة مشروع ليلى قد مُنعت من إقامة حفلات في الأردن.
من جانبها، أدانت الناشطة النسوية المصرية، منى الطحاوي، تصرف السلطات المصرية ونقابة المهن الموسيقية، وكتبت على حسابها بموقع تويتر: "من المثير للسخرية للغاية أن يقبض على أشخاص بسبب التلويح بعلم ما. من المثير للسخرية للغاية أن يقبض على أشخاص بسبب ميولهم الجنسية".
وكانت منظمة التضامن مع المثليين وثنائي الجنس والمتحولين جنسيا في مصر، قد أعلنت أواخر العام الماضي، إنها سجلت 114 تحقيقا جنائيا مع 274 شخصا من المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا، وذلك منذ عام 2013 .
وفي أبريل من عام 2016، قضت محكمة مصرية على 11 رجلا بالسجن لمدد متفاوتة، وصل بعضها إلى 11 عاما، بتهمة "الفجور والتحريض على الفجور".
ووقعت أبرز حملات الحكومة المصرية ضد المثلية الجنسية عام 2001، حينما داهمت الشرطة ملهى عائما في نهر النيل، وألقت القبض على عشرات الرجال وحاكمت 52 منهم في القضية، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية وحكومات غربية آنذاك.