علاء ثابت

لقد خلق الله البارئ عزّ وجل الإنسان ووهبه ما يمكنه من العيش على هذه الأرض واستغلالها لينعم هوو ابناؤه بخيراتها.
إن اعتراف الإنسان بفضل القدرة الإلهية عليه يجعله يحاسب نفسه ويفكر بنتائج أعماله قبل أن يقدم عليها باندفاع وبلا ترو مقدرا بذلك نعمة الله سبحانه وتعالى عليه وعلى أجياله فكثيرمن الوسائل والتقنيات الحديثة التى يستمتع بها الإنسان فى الوقت الحاضر تمتلك وجهين الأول مفيد لتطور الإنسان ماديا ومعنويا والثانى وجه شرير مدمر للقيم الروحية والاجتماعية . ولا يختلف الإنترنت وهو أحدث وأوسع وسائل الاتصالات فى العصر الحالى عن بقية الوسائل والمخترعات التى عمّت الأرض خلال هذا القرن الذى أوشك على الانصراف لذلك يجب توخى الحذر الشديد عند استغلال هذه الوسيلة فكما تحمل معها بذرة المعرفة والخير فإنها يمكن أن تستغل لشتى أنواع الشر والفساد والرزيلة خصوصا وأنها أصبحت وسيلة يستخدمها العالم والمدرس والطالب والمحامى والطبيب والكاتب والادارى الحكومى والعاملون فى شتى المهن والحرف والصناعات فلم تعد هناك حاجة لأى من هؤلاء أن يكون متخصصا بالحاسوب ليستطيع استغلاله وكل ما يحتاجه هو تدريب بسيط لتعلم كيفية استخدامه واستكشاف الإنترنت للحصول على ما يحتاجه من المعلومات .
لاتختلف الإنترنت كوسيلة اتصالات حديثة عن غيرها فى اكتساب عن غيرها فى اكتساب حماس مستخدميها ومحاولتهم تهوين مخاطرها المرئية والخفية فالموبايل مثلا اكتسب الشهرة والانتشار التجارى الكبير بسب فوائده الجمة وبالرغم من تكرر التحذير من مساوئ الاستخدام الكثيف لهذا الهاتف
فقرب الجهاز المستلم لموجات كهرومغناطيسية من مدى معين للطول الموجى من الأذن والدماغ قد يسبب على المدى البعيد تلفا لخلايا الدماغ .وكما يحصل بسبب تراكم الجرع الواطئة للأشعة الكهرومغناطيسية بأمداء أخرى مثل الأشعة السينية وأشعة غاما أو الأمواج فوق الصوتية المستخدمة للفحوص الطبية .
فجهاز الكميبيوتر يتكون من شاشة لا يبعد المشغل عنها إلا بمسافة تقرب من ثلاثين سنتمترا بعكس التلفزيون الذى يجلس المشاهد بمسافة لا تقل عن مترين أو ثلاثة بعيدا عنه والقرب من شاشة الكمبيوتر يعرض الفرد إلى جرع من الأشعة لمدة طوية مقارنة مع تلك الناتجة عن مشاهدة التلفزيون .
كما أن جلوس المشغل يتضمن استخدامه ليديه وجلوسه ولمدة طوية أمام الجهاز يسبب على المدى البعيد الكثير من المشكلات الصحية التى قد يغفل أو يتغافل عنها المستخدم .كما أن لتوحيد الشاشة لكل من الحاسوب والتلفاز فتصبح شاشة واحدة يربط إليها التلفاز مرة والحاسوب مرة حسي الحاجة خطورة تكمن فى أن الكثير سيرتبط مع الشاشة لمدة طويلة لأنها ستوفر لهم التعليم والتسلية والتسوق وتبادل الرسائل والحوار ومشاهدة الأفلام وما يتبقى من يوم الفرد سيقتصر على النوم والأكل الذ سيتحول إلى النوع السريع أو الذى يتم شراؤه من الإنترنت ليصل إلى الباب فيأكله المشغل وعيناه على الشاشة .
بالإضافة إلى المخاطر الصحية التى يمكن تجنبها وتقليل آثارها هناك مخاطر اجتماعية تشمل استغلال النت فى نشر الرزيلة والفساد الأخلاقى بين الصغار والشباب والتى يصعب تحديدها والسيطرة عليها . كما أن قضاء الإنسان جل وقته أمام الشاشة سيغير من العلاقات الإنسانية التى تربط البشر فيما بينهم .
ولإجابة سؤال(عدوأم صديق)؟ لابد من التذكر أن الإنترنت وسيلة لاتختلف عن باقى الوسائل والمخترعات الحديثة فالكل صديق ما دام استخدامه محدودا بالاستغلال الصحيح ويتحول إلى عدو عكس ذلك .وقد يشير البعض إلى الصعوبة الفعلية للسيطرة على هذه القناة إلا أن الفوائد الثقافية والعلمية والعميمة للإنترنت لا يجوز أن يحرم منها الإنسان القويم الذى تربى على المبادئ السمحاء بسبب من فساد بعض من بنى جنسه.