رسالة الي الرئيس .. ماذا ينقصنا كي نعبر معك ؟
بقلم : المستشار الإعلامي سعيد عبد العزيز
لا شك أن الشعب المصري عاني و مازال من توابع أعاصير أحداث ساخنة شهدتها مصر و العالم العربي و طالت العالم أجمع منها من أطلق عليها ثورات و منها من أطلقوا علي الثورات عورة و الحق أن لكل طرف مصداقية في توصيفه للحالة و ليس شرطاً أن الحق مراد به حق بل أحياناً حق يراد به باطل.
لقد شهدت مصر تغير الأنظمة في توقيت لم يسمح التاريخ بأن يصيغها بإستقلالية و دون إنحياز بل كتب كل طرف ما يدعم موقفه و يدافع عن برنامجه و عقيدته.
شاهدنا الشيوخ يقتحمون عالم السياسة و تَرَكُوا الدعوة و كأن السياسة أصبحت تقوم علي مبادئ الأديان و العكس صحيح.
شاهدنا رؤوس الأموال تهرب و كأنها تنفذ بجلدها من غداً لا تعرف له هوية أو أين تميل الكفوف و لصالح من و من سيكسب الجولات .
شاهدنا إقتصاد كاد أن يصل بالدولة الي حالة إفلاس مادي و معنوي و تاريخي لأقدم دولة مركزية في العالم .
شاهدنا إعلام لا تصنيف له غير أنه يسكب البنزين علي النار و يوهمنا أنه ماء برداً و سلاماً و للأسف كثير من الإعلاميون لم يقرؤا الغد و لم يستوعبوا الدرس و لم يكتشفوا شخصية المصري حينما يفهم اللعبة التي تدار حوله و كان إعلام أظهر أسوأ مافي أقدس المهن بعد العلم.
شاهدنا تعليم متدني القارئ فيه جاهل و المفكر بخيل و المثقف حاقد و الأمين يُسرق و الشريف لص .
شاهدنا أحزاب ورقية لا يتعدي أعضاؤها مساحة ورقة و رأينا المعارض الذي يفتح جيبه لمن يدفع للتشويه و رأينا المساند و المؤيد نفاقاً الي حين .
و الآن ماذا ينقصنا سيدي الرئيس و هذا هو مقصدي ؟؟
منذ ثلاث سنوات إختار شعب رجل لا يعرفه إلا من خلال موقف واحد فقط و آلا هو الوقوف في وجه تتار من نوع جديد و هو الإسلام السياسي المنحرف عن المنهج الديني و الذي كشف عن وجهه الحقيقي بعد أن تملك السلطة و سطا عليها في غفلة فاق منها الشعب سريعاً و هي حكمة المصرين التي قدمها للعالم و هي رسالة منه للعالم أنكم لا تستطيعوا خداعي كثيراً و كان أول شعب في التاريخ يزيح حكم شمولي ديكتاتوري دموي عنيف في أيام بل و في ساعات و كان علي وشك الفرقة و الدخول في غيابات الحروب الغبية التي تأكل كل ما يقابلها و كانت خسائرنا كبيرة ندفع الي الآن فاتورتها.
سيدي الرئيس نحن ينقصنا العدل فهو لم يكتمل و ثقتي أنه آت و في عهدك.
ينقصنا من يشد من أذرنا لمحاربة الفساد في كل صوره و إعطاء صلاحية لكل مواطن أن يدافع عن هذا الوطن في أي صورة و بأي وسيلة مشروعة و ينقصنا نزع الخوف من المواطن الذي يبثه في قلبه مسئول أو ذي صفة فتلك آفة مجتمعاتنا الخوف من الضرر حتي و إن كنت تمتلك الحق.
ينقصنا تثقيف و تعليم جيد و ها نحن نري شعاع نور و أمل في منظومة جديدة علها تنجح و شروط نجاحها إتقاء وجه الله و إعلاء كلمة الضمير من كل مسئول عن تعليم الأجيال القادمة .
ينقصنا المعلومة سيدي الرئيس أين نحن من العالم و ما هي خطط الوزراء و توقيت تنفيذها و إسلوب إدارة تلك الخطط.
ينقصنا السعي وراء هدف قومي موحد يأتي بنتائج ملموسة علي أرض الواقع تعطي الأمل و تنشر السعادة بين شعب أنت أكثر الناس تعلم كم عاني و كم ظُلِم و لم ينقطع عن التفاؤل بعد أفضل.
ينقصنا الرحمة سيدي الرئيس بين طوائف الشعب و بين القائمين علي إدارة الدولة لأنهم خادمي هذا الشعب و ليسوا أسياد.
ينقصنا الزيادة العددية من الشباب بإختلاف جنسهم و الظهور في تسيير منظومة الدولة الحديثة بجوار الخبراء كي يكونوا لنا قادة المستقبل و أمننا القومي في الدفاع عن هذا الوطن الحبيب
ينقصنا إعلام شامخ يقف أمام الفساد بأدلة و يعطي الأمل لكل ما هو إيجابي و سانده دون تطبيل أو تهويل .
ينقصنا مهارة العامل و ينقصنا ضمير التاجر و ينقصنا أمانة الكاتب و ينقصنا تفاني المعلم و ينقصنا حكمة الآباء و حنكة الأمهات و ينقصنا مجهود الحركات الوطنية المخلصة للمشاركة المجتمعية و ينقصنا و ينقصنا. و ينقصنا .
السيد الرئيس ما ينقصنا هو نحن البشر أن نكون بشر
السيد الرئيس دون أن نعلم ما ينقصنا و نحاول معالجته فلن نتقدم معك و ستسير بمفردك و إن كان الشعب غالبيته معك فلن تشعر بِنَا لأننا لا ننتج فاليوم نقول ينقصنا و غداً سنقول ليتنا