رصد لموقف السعودية من مصر بعد أحداث «أحد السعف»
وكالات
مرت العلاقات المصرية السعودية، بفترة باردة قبل القمة العربية الأخيرة، المقامة في الأردن، بسبب اختلاف في الرؤى السياسية، ولكن عادت العلاقات إلى طبيعتها بشكل واضح وأكيد في القمة العربية، ورصدت وكالات الأنباء العالمية، موقف القيادة السعودية من احداث أحد السعف في مصر.
تواصلت أمس، ردود الفعل العربية والدولية المنددة بمذبحة كنيستيْ طنطا والإسكندرية، وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي تلقى أيضاً اتصالاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل.
وأفاد بيان رئاسي مصري بأن خادم الحرمين الشريفين أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن «إدانته واستنكاره الشديدين للعمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا كنيسة مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية»، وأكد الملك سلمان «وقوف السعودية مع مصر وشعبها للتصدي لكل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها». وأعرب عن «خالص التعازي وصادق المواساة في ضحايا الحادثين، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل وأن يحفظ الله مصر وشعبها».
وأعرب السيسي عن خالص امتنانه لحرص الملك سلمان على تقديم التعازي في ضحايا الحادثين الإرهابيين، مؤكداً عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين المصري والسعودي، ومشدداً على أن الإرهاب «أصبح يمثل خطراً وتهديداً للأمن القومي العربي يجب مواجهته بصورة شاملة، من خلال وقوف الدول العربية صفاً واحداً أمام الإرهاب».
كما تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس دونالد ترامب أكد خلاله إدانة الولايات المتحدة الهجومين الإرهابيين، كما أعرب عن خالص التعازي في ضحايا الحادثين، مشيراً إلى ثقته في قدرة مصر وقيادتها على التعامل مع الموقف والتصدي للإرهاب، ومؤكداً دعم بلاده مصر وشعبها في مواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره. فيما أكد السيسي أن تلك الهجمات «لن تثني الشعب المصري عن الاستمرار في مكافحة الإرهاب الآثم، ولن تنجح في إحباط الجهود المبذولة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار والتنمية»، منبهاً إلى أن تصاعد وتيرة الإرهاب في مختلف أنحاء العالم «يؤكد وفي شكل قاطع ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب، وتوجيه رسالة حاسمة لكل من يقوم بتمويل المنظمات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والمقاتلين، وضرورة تبني خطة شاملة لمواجهة هذا الخطر واقتلاعه من جذوره».
وتلقى السيسي أيضاً اتصالا هاتفياً من المستشارة الألمانية مركل، قدمت خلاله تعازيها في ضحايا التفجيرين الإرهابيين، وفق ما صرح الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، الذي كتب في تغريدة على «تويتر»: «نشاطر الأقباط وجميع المصريين الحزن على ضحايا الحادثين الإرهابيين في أحد السعف». كما أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في بيان للرئاسة الألمانية، عن تضامن بلاده وتعازيه لأهالي الضحايا بعد التفجيرين الإرهابيين.
وأصدر مجلس الأمن الدولي (مساء أول من أمس) بياناً أعربت فيه الدول الأعضاء في المجلس، عن إدانتها بأشد العبارات للهجمات الإرهابية «الجبانة والشنيعة» وعميق تعاطفها وتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة مصر. وجددت الدول الأعضاء في مجلس الأمن تأكيدها أن الإرهاب في أشكاله ومظاهره كلها «يشكّل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين»، وشددت على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعاتها إلى العدالة.
وحض المجلس كل الدول على أن تتعاون تعاوناً فعالاً، وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مع حكومة مصر، مؤكداً أن أي أعمال إرهابية «تشكل أعمالاً إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها».