راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

رغم مرور 43 عاماً على رحيله.. عبدالناصر مازال رمزاً نابضاً في وجدان المصريين

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

 

تمر غدًا الذكرى الثالثة والأربعين على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر ، الذى رحل عن مصر بجسده فقط وبقى كرمز نابض في وجدان المصريين ، ومازالت أفكاره وتوجهاته وسياساته الأكبر تأثيرا في العالم العربي ، ويصفه المؤرخون باعتباره واحدا من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث في الشرق الأوسط .

شعر ناصر بالفقراء لأنه ولد من رحم الفقر، ذلك الضابط الصعيدي جمال عبد الناصر حسين الذى ولد في 15 يناير 1918 من اسرة فقيرة، وأصبح ثاني رؤساء مصر حيث تولى السلطة من عام 1956 إلى وفاته عام 1970 ، وهو أحد الضباط الاحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق آخر أفراد أسرة محمد على.

قاد جمال عبد الناصر وساند ثورات التحرير الوطني من عبودية الاحتلال واستغلال الاستعمار في مصر والدول العربية والقارة الافريقية ودول العالم الثالث بأسره .

سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة أدت إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية ، الذين سحبوا تمويلهم للسد العالي ، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه ، ورد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس عام 1956، ولاقى ذلك استحسانا داخل مصر والوطن العربي ، وبالتالي قامت بريطانيا ، وفرنسا ، وإسرائيل باحتلال سيناء ، لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية ، وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ ، ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر في المنطقة بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلى الوحدة العربية تحت قيادته ، وتحقق ذلك بتشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا (1958 – 1961).

وفي عام 1962 ، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته "القومية العربية" ، بحلول عام 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية ، و قدم ناصر دستورا جديدا في عام 1964 ، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيسا لحركة عدم الانحياز الدولية.

بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة ، وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 ، واستقال من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة ، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة ، و بين عامي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيسا للوزراء ، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967 ، وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.

وإثر مجهود كبير بذله في القمة العربية عام 1970، تعرض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي ، وشيع جنازته في القاهرة خمسة ملايين شخص ، و يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزا للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية بينما يصفه معارضوه بالمستبد ، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان .

عشق المصريون عبد الناصر الذى رحل وبقيت مبادئه وانجازاته التي عبرت عن ضمير امه ومطالب شعب ، فخرج جماهير الشعب المصري ترفع صوره في كافة ميادين مصر في 25 يناير 2011 ، و30 يونيو 2013 ، مطالبة بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي أرسى قواعدها جمال عبد الناصر بعد 45 يوما فقط من قيام ثورة يوليو 1952 وعمل على تأصيلها .

الكرامة الوطنية خيط يربط شخصي عبد الناصر والفريق أول عبد الفتاح السيسي ، فكلاهما لم يتنازل او يفرط فيها فقد ادرك ناصر قيمة استقلال القرار الوطني على الجيش وهو نفس المبدأ الذى يؤمن به السيسي ، والعدالة الاجتماعية هي المطلب الذى حرص ناصر على تطبيقه حيث كان هو ورفاقه من الطبقة المتوسطة في المجتمع ، ولم يكن بحاجة للاستيلاء على السلطة لتحقيق مطلب اجتماعي ولكنه شارك في الثورة من أجل الفقراء ، وفور نجاح الثورة بدأ في العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ، فكانت أول خطوة هي إصدار قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر بعد اقل من شهرين من قيام الثورة .

وبوفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 بدأ العد التنازلي لانتهاء سياسات العدالة الاجتماعية وبدأت سياسة الانفتاح الاقتصادي استجابة لشروط البنك الدولى والادارة الامريكية الذين رفضوا تقديم أي مساعدات للاقتصاد المصري ، وكانت التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي عانى منها الشعب على مدى اكثر من 4 عقود وراء الانفجار الشعبي في 25 يناير تحت شعار " عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية " ، لتعود مبادئ عبد الناصر الى الميدان .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register