روشتة علماء الأزهر للاستفادة من شهر رمضان
عبد الجليل: ينبغي على المسلم ألا يُفرط في مواسم الطاعات
علام: يجب عدم التذمر من الصيام
عاشور: فرصة لتطهير القلب من الأحقاد
كتب: محمود المصرى
طالب علماء الأزهر المسلمين باستقبال رمضان بالصورة المناسبة لضمان الحصول علي الأجر والثواب الخاص به بدلا من أن يكون نصيبهم في النهاية الجوع والعطش، مؤكدين أن السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان كانوا يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات .
أكد الدكتور سالم عبد الجيل وكيل وزارة الأوقاف السابق انه ينبغي على المسلم ألا يفرط في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: " وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" لذا يجب علي المسلم الحرص علي استقبال رمضان بالطرق السليمة وان يقوم بالدعاء بأن يبلغه الله شهر رمضان وهو في صحة وعافية حتى تنشط في عبادة الله تعالى من صيام وقيام وذكر فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" و كان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم . وان يقوم المسلم بالحمد والشكر لله على بلوغه مؤكدا إن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها .
طالب الشيخ عبد الفتاح علام وكيل الأزهر الأسبق المسلمين بالفرح والابتهاج وعدم إبداء التذمر من الصيام مطالبا إياهم الصبر علي الجوع والعطش فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول " جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم" موضحا أن السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان كانوا يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات.
طالب علام كل مسلم كل مسلم العزم علي الاستفادة من رمضان في الطاعات والعبادات فيضع المسلم له برنامجاً عمليًّا لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وان يعقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: " فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ".
أكد الدكتور احمد يوسف الأستاذ بجامعة الأزهر انه يجب علي كل مسلم أن يعبد الله على علم فيكون عالما بأحكام الصيام لأنه لا عذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى .
كما يجب أن نستقبل الشهر الكريم علينا بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب والإقلاع عنها وعدم العودة إليها فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ قال الله تعالى" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" بالإضافة إلي الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه من خلال فتح صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.
والرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. و مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر و الصلة. و مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الناس أنفعهم للناس".
يقول الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق, أن الاستعداد الحقيقي لشهر الصيام والرحمات,هو أن يبدأ الإنسان المسلم في تدريب نفسه علي كيفية الدخول في تقوي الله عز وجل التي هي في مجملها إتيان ما أمر الله تعالي به والنهي عما نهي عنه سبحانه,ولعل تقوي الله تعالي هي المراد من فرض الصيام علي المؤمنين,إذ قال سبحانه في محكم التنزيل ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
وأشار عاشور إلي أن ذلك يستلزم أن يحاول المسلم بقدر الاستطاعة إن يحافظ علي أداء الصلوات الخمس في جماعة,وان يطهر قلبه من الحقد,وأن يحرص على تلاوة القرآن الكريم أطراف النهار وآناء الليل, و لابد أن يعلم أن قراءة القرآن لاتكون مجرد نطق بالألفاظ فقط, وإنما تكون بتدبر المعاني ومحاولة فهم أسرار الآيات ولما جاء في كتاب الله,بل لايتوقف الأمر عند الفهم والعلم وإنما العمل بما فهم وعلم.
وأن يبادر بتدريب يده علي الإنفاق في الخير,ويكف يده عن إيذاء الناس أو أن تمتد إلي فعل مُحرم,وكذلك لابد وأن يمنع لسانه عن التلفظ بالسباب والشتم للآخرين مهما يصدر عنهم من أذي له, وعليه أن يدرب عينيه علي عدم النظر إلي المحرم من شهوات الدنيا الزائلة,وأيضا ألا تتحرك قدماه لمعصية من معاصي الله أو للإضرار بالآخرين, كما يجب عليه أن يمنع أذنيه من التجسس والتنصت والتلصص علي أخبار الناس، وأن يكف عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان.