«سحر السينما على أرض الحضارة»..تفاصيل افتتاح القاهرة السينمائي الليلة .. تقرير
خطوط أولية بدأت ترسم ملامح الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائى، التى تُعد من الدورات الاستثنائية، حيث تشهد حضوراً واضحاً للضيوف من صناع السينما والفنانين العالميين بعد فترة غياب، من بينهم الممثلة الأمريكية إليزابيث هيرلى بالإضافة إلى المخرج والممثل والسيناريست بن أفليك، الحاصل على الجائزة نفسها، فئة أفضل نص أصلى، عن فيلم «Good Will Hunting».
تحت شعار «سحر السينما على أرض الحضارة» تتّجه أنظار العالم إلى الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى برئاسة الدكتورة ماجدة واصف، الذى تنطلق فعالياته فى الفترة من 21 إلى 30 نوفمبر الحالى، بدورة استثنائية هذا العام يراهن عليها الكثيرون، ويعلقون عليها آمالهم بعودة المهرجان إلى الريادة مرة أخرى بعد سنوات لم يكن فيها بأفضل أحواله، ويوجد على أرض مصر صُنّاع سينما وفنانون من 53 دولة حول العالم.
وتواجه الدورة الحالية عدداً من التحدّيات، كان أهمها عودة النجوم والضيوف العالميين إلى «ريد كاربت» المهرجان، التى هجروها منذ فترة طويلة، حتى النجوم المصريين، بالإضافة إلى الشراكة مع شبكة قنوات «dmc» التى تضيف إلى الحفل بعداً آخر، خصوصاً فى ما يتعلق بتنظيم الفعاليات والدعاية الإعلامية ولقاءات النجوم الحصرية، وذلك فى استكمال حركة تصحيح مسار للمهرجان يعود فيه إلى رونقه وبريقه المعتاد، خصوصاً بعد زيادة ميزانيته إلى 13 مليون جنيه، مما يسهم فى إقامة فعاليات على مستوى حرفى يليق بتاريخ المهرجان ومكانته فى المنطقة العربية، وبين المهرجانات الدولية على مستوى العالم.
بن أفليك وليز هيرلى يضيفان بريقاً خاصاً لفعاليات المهرجان
خلال دورات المهرجان الماضية، كان هناك حرص من جانب رؤسائها ووزارة الثقافة، على دعوة مجموعة كبيرة من أهم رموز السينما العالمية، حيث شهدت دورته الأولى، مشاركة الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالى، التى عادت لتكون ضيف شرف الدورة الـ37، كما حرص عدد كبير من النجوم والعمالقة، على حضور فعاليات «القاهرة السينمائى» طوال مشواره الممتد منذ عام 1976، وهم كوينتين تارانتينو، مورجان فريمان، آلان ديلون، مصطفى العقاد، نيكولاس كيج، صوفيا لورين، بيتر أوتول، أوليفر ستون، دانى جلوفر، كاترين دينوف، الأمريكية تشارليز ثيرون، وإليزابيث تايلور.
فى الدورة الـ31، ظهر الأمريكى مات ديلون، ليشهد عرض فيلمه «مدينة الأشباح»، وهارفى كيتل بطل فيلم «مستودع الكلاب»، بينما حضر النجم الأمريكى كيرت راسيل فى الدورة الـ32 من المهرجان، بجانب عدد من النجوم أمثال الممثلة البريطانية جوليا أرموند، والأمريكية جولدى هون وزوجها الفنان كيرت راسل، وإليشيا سيلفر ستون، أرملة ألفيس برسلى، وبرسيلا بريسلى، والفنانة الأمريكية سوزان ساراندون، بالإضافة إلى بطلى مسلسل «نور» التركى، كيفانش تاتليتوج وسنجول أودين.
بينما شهدت الدورة الـ33 من المهرجان، حضور عدد كبير من الضيوف، كان من بينهم سلمى حايك، لوسى لو، صامويل إل جاكسون، والمخرج توم برينجر، الذى كان عضواً فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، أما الدورة الـ34، فقد كرمت كلاً من ريتشارد جير والفرنسية جولييت بينوش.
«ثيرون ولورن وحايك» أبرز من حضر المهرجان فى دوراته السابقة
وشدّد الفنان حسين فهمى، الذى ترأس إدارة المهرجان فى الفترة من 1998 إلى 2001، على أهمية وجود النجوم فى المهرجانات، الأمر الذى يُضفى عليها جانباً من الجمال، لكنه اشترط أن يتوافر بها أساس قوى، يتمثل فى طرح أفلام على مستوى عالٍ من الجودة، ولجان تحكيم وفعاليات مهمة.
وتحدث عن تجربته فى إدارة مهرجان القاهرة السينمائى لـ«الوطن»، قائلاً: «طلبات النجوم أهم الصعوبات التى كانت تقف أمامنا فى سبيل استضافتهم، وكان يتحتم علينا توفيرها، كما واجهت مشكلات من قِبل بعض الضيوف، فمنهم من كان متخوّفاً من زيارة مصر بسبب الناحية الأمنية، وكان يستدعى ذلك أن أطمئنهم بأن الأوضاع مستقرة».
وقال «فهمى»: «بذلت جهوداً فى إقناع بيتر أوتول لكى يحضر فعالياتنا، حيث كان لا يترك بلده ولا يحب السفر، وعند وصوله إلى مصر، أرسلت إنجلترا ثلاث قنوات إخبارية لتصويره كانت منها (BBC وسكاى نيوز)، وكانت هناك دعاية كبيرة للمهرجان، حيث اتجهت أنظار العالم كله إلينا، بالإضافة إلى السينمائى الإيطالى مايكل أنجلو أنطونيونى، حيث كان مصاباً بالشلل، وأصررت على دعوته، فهو اسم كبير لا نستطيع نسيانه، وقالوا لى وقتها إنه لن يوافق، لكن عندما تواصلت معه استجاب لنا وجاء برفقة عائلته والممرضة الخاصة به، وقبلت حضورهم جميعاً على الرغم من التكلفة المادية، فكان هذا الحدث بمثابة مفاجأة للإيطاليين والسينمائيين حول العالم، وحضر التليفزيون الإيطالى لتصوير الحدث، وبالتالى كل هذه الأمور تُنشّط المهرجان وتمنحه قيمة وشكلاً».
وتابع: «أطالب النجوم المصريين بحضور فعاليات المهرجان، مثلما شاركوا فى أحداث أخرى، لأنه يمثل السينما المصرية، فخلال فترة رئاستى لم يتغيب أحد عن الحضور، وكل الأجيال حرصت على الوجود بالمهرجان».
«فهمى»: كنا محط أنظار العالم عندما أقنعت «أوتول» بالمشاركة.. والإيطاليون تفاجأوا بحضور أنطونيونى
من جانبه، قال الكاتب والمفكر شريف الشوباشى، الذى ترأس مهرجان القاهرة السينمائى فى الفترة من 2002 إلى 2005: «وجود النجوم فى المهرجان أمر فى غاية الأهمية، لأنه يُسلط الضوء عليه بشكل واضح، ويتبعه اهتمام إعلامى كبير بالفعاليات، كما أن له جانباً آخر فى ما يتعلق بالجذب السياحى، عندما تنشر صورهم فى الأهرامات وغيرها من المناطق الأثرية، وخلال فترة رئاستى طلبت من وزير السياحة أن تدعمنا الوزارة».
وتابع: «حينما زار مورجان فريمان المهرجان، أصررت على أن يذهب إلى الأهرامات، حتى نلتقط له صوراً هناك، وهو ما نقل رسالة إلى العالم كله بأن مصر بلد آمن، وفى الوقت الحالى نحن فى أمس الحاجة إلى إعادة نشر هذه الرسالة، من خلال ضيوفنا من النجوم الكبار».
وأكمل: «من الظواهر غير الجيّدة غياب النجوم المصريين عن المهرجان، فخلال فترة رئاستى كانوا يحرصون جميعاً على الحضور، باستثناءات قليلة من البعض غير المؤمنين بأهمية المهرجان وقيمته، على رأسهم الفنان عادل إمام، حيث يرى أن معيار قياس قيمة الأفلام يتمثّل فى شباك التذاكر وليس المهرجانات، لأنها تجعل الجمهور يهرب من مشاهدة الفيلم، بدعوى أنه معقد وصعب، حسب اعتقاده».
وقال الفنان عزت أبوعوف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى فى الفترة من 2006 إلى 2012: إن «النجوم فى أى مهرجان، يشكلون (الكريزة) التى توضع على قمة (التورتة)»، متابعاً: «تلك الأسماء تعتبر مهمة جداً، وعندما يعودون إلى بلادهم يتحدّثون عما شاهدوه وعاشوه، سواء احتكاكهم بالفنانين والسينمائيين المصريين، أو رؤاهم عن السينما المصرية، وبالتالى وجهة نظرهم مهمة». وأضاف «أبوعوف» لـ«الوطن»: «إقناع النجوم بالحضور إلى مصر، يُعتبر من أصعب المهام، لأنهم معتادون على مستوى معين من المعاملة، وبلادهم توفر لهم أعلى الإمكانات، وهو ما ينعكس على مطالبهم، وعلمت أن أحد النجوم خلال هذه الدورة، طلب توفير غرفة فى فندق تكون غير قابلة للحرق، وهذا الأمر غير متوافر فى مصر، وأثناء فترة رئاستى للمهرجان لم أُعلن عن أسماء الضيوف الأجانب إلا بعد ركوبهم الطائرة، حتى أتأكد من حضورهم، ومعظم النجوم كانوا يفرضون شروطاً، وجدنا فى سبيل تحقيقها صعوبات كبيرة، ومعظم المشكلات تمثّلت فى الجانب المادى، خصوصاً أن ميزانية المهرجان متدنية جداً مقارنة بمثـيلاتها العالمية».