«علشان خاطر العيال» .. كلمة السر في استمرار حياة زوجية «زي قلتها»
تحقيق : سماح دسوقى
كثير من الرجال يلهثون وراء المرأة الجميلة والمرأة الغنيه قال رسول صل الله عليه وسلم " تنكح المرأة لاربع لمالها وجمالها وحسبها ولدينه فاظفر بذات الدين تربت يدك "
وكثيراً من النساء يحلمون ويتمنون الرجل الغنى صاحب المركز المرموق والذى يمتلك الوسامه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فمن الواضح ان الكل يجرى وراء الدنيا فقط بلذاتها وشهواتها ضاربين بعرض الحائط نصائح الرسول فى الزواج من المرأة التقيه أو الرجل التقى .
فتجد فيما بعد فى الحياة الزوجيه الكثير من المشاكل والنكد الدائم وعدم الراحة النفسية وكل طرف يتصيد للطرف الاخر الاخطاء وترى كل من الزوجين يعيش فى صمت بعيد عن الاخر رغم انهم يعيشون تحت سقف واحد وربما فى غرفه واحده
لكل بينهم الاف المسافات التى تفصل بينهم وتمر سنوات العمر من بين ايديهم وهم على هذا الحال من الجفاء وعدم التوافق فى كافة شىء .
وعندما تسأل كل من الزوجين لماذا لا يتم الانفصال بينكما او لماذا لاتتزوج بزوجة اخرى يقولا علشان خاطر العيال !!؟
وتعرض «زهرة التحرير» بعض النماذج التى تحملت مر العيشه «علشان خاطر العيال» .
محمود سمير 41 سنة معاش مبكر متزوج منذ 9 سنوات لديه بنتين يقول تزوجت زواج تقليدى فزوجتى قريبه لاحد الاصدقاء وتم ترشيحها لى وبالفعل ذهبت لرؤية العروسه وتمت الخطبه بيننا وفى أثناء فترة الخطوبه اكتشفت فيها بعض الطباع الغير مرغوب فيها مثل العصبيه والبخل فقلت فى نفسى هذه الطباع من الممكن ان تتغير بعد الزواج .
وأضاف: «حياتنا الزوجيه كانت تسير بشكل عادى ومستقر وذلك لان ظروف عملى تقتضى ذلك فان اعمل طوال الشهر وانزل اجازة اسبوع أو عشر أيام ولكن عندما اضطرتنى الظروف بترك العمل تفاقمت المشاكل بيننا وبينها وبين عائلتى فالطباع التى تغاضيت عنها ايام الخطوبه لم تتغير وازدات سوءً بل أنها تريد أن تفرض سيطرتها على وتريد أن اقاطع أهلى وتكون الكلمة الاولى والاخيرة لها».
وتابع: «فى يوم ما سمعها وهى تتفق مع اختها على الخلاص منه وانها تريد أن تضع له السم فى الاكل لانها تريد ان ترثه فانزعجت كثيراً من هذا الحديث فانا لم اقصر معها فى شىء اطلاقاً فكل طلباتها مجابه هى والاولاد فانا والحمد لله ميسور الحال والاولاد فى مدارس أجنبية وعندما واجهتها بهذه المحادثة انكرت هذا وتركت البيت واخذت معها الاولاد ولم أعرف لها طريق».
واستكمل: «بعدها تفأجأت بأنها رافعه ضدى قضايا بالنفقة وتبديد المنقولات وبعد أن عاشت فترة فى بيت أهلها ووجدت الفرق فى المعيشه والانفاق بين بيت زوجها وبيت أهلها سعت للصلح بيننا ولكن بشروطها هى لانها تعرف انى احب اولادى جدا فأستعملت حبى لاولادى كوسيله ضغط على فوافقت على شروطها وتم الصلح ورجعت الى البيت مرة أخرى ونسيت كل شىء علشان خاطر العيال».
أما مدحت إبراهيم 45 سنة صاحب عمل متزوج منذ 16 سنة لديه ولدين فيقول: «زوجتى كانت من اختيار أمى وقالت لى غلبانه وطيبه وبنت حلال فتزوجتها فوراً فوجدت فيها كل الصفات الحميدة الاخلاق والدين والطيبه ولكن لم أرى منها الانثى الذى يتمنها كل رجل رغم أنها جميلة ولكنها لاتتمتع بالانوثه» .
وأضاف: «مع مرور الوقت وكبر الاولاد ازدات المشاكل وازداد اهمالها لى وابسط حقوقى الشرعيه لم أستطيع الحصول عليها فهى تتمتع بالبرود الجنسى وانا على عكسها تماماً فإن العلاقه الحميمة لا تتم بيننا غير مرتين أو ثلاثه كل سنة غصب عنها وهى مضطره لذلك ».
ويستكمل: «تعبت كثيرا من هذا الوضع ومن كثرة المشاكل وعدم الاهتمام ففكرت فى الزواج بأمرأة أخرى أسكن اليها وتكون لى ملاذ من التعب وعدم الراحه وأن اجد عندها الذى لم أجده فى زوجتى ففاتحت زوجتى برغبتى فى الزواج من أخرى فهددتنى بطلب الطلاق وتركها للبيت فتراجعت للبحث عن سعادتى علشان خاطر العيال».
رأفت حسن 40 سنة مندوب مبيعات متزوج منذ 13 سنة لديه ولد وبنت يقول عشت حياة زوجية مستقرة فان زوجتى جميلة وانا احبها جدا، وكنا نعيش حياة فى غاية الرفاهية ولدينا كل الكمليات من سيارة فارهه وشقة فاخمة فى منطقة راقية وكل سنة نصيف فى مكان شكل .
وتابع: «هذا الوضع استمر الى ما قبل ثورة يناير والتي خسرت شركتى التى كنت امتلكها فيها، والدخل قل فأصبح غير الاول فتغيرت معاملتها من ناحيتى 180 درجة وطلبت منى الطلاق فرفضت فرفعت قضيه نفقة ضدى ورفع دعوة قضائية بالطلاق ولكن تم رفض دعوة الطلاق من المحكمة وتدخل الكثير من الاقارب والاصدقاء للصلح بيننا فتقول لهم بكل ثقة وغرور انا اخلعه وقت ما انا عايزة وارجعه وقت ما انا عايزة فانا اعرف انه يحبنى كثيرا فهو مثل الخاتم فى أصابعى واريده ان يقبل بكل شروطى».
ويضيف: «قامت بالفعل برفع قضية خلع وتم الانفصال بيننا ولكن رغم ذلك فأنا على أتم الاستعداد لاردها الى عصمتى مرة أخرى علشان خاطر العيال»
من ناحية أخري، تحدثنا الى بعض المتخصصين لمعرفة تحمل الاب والام لمتاعب الحياة بسبب الأول، حيث قال الدكتور أيمن قطب أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر، والمستشار فى أحد مراكز التنمية الأسرية، أن الاولاد هم امانة ورعايتهم مسؤلية وقت وعلم معا ونبدأ هذة العملية منذ اختيار الشريك الذى على اساسة سيصبح الطرف الآخر في التربية سواء اكان ابا قائدا وربا للأسرة او ام هي مدرسة لرعاية الابناء والامة تقوم على اساسها فكما قيل الام مدرسة »
ويضيف: «في الوقت الذى قد تستمر فية الحياة الزوجية نجد كثير من المشكلات التى تعترض طريق استمرارية العلاقة الزوجية ومن ثم تختلف ردود الافعال لدى الزوجين حيال قرار الانفصال حفاظا على تربية الاولاد ورعايتهم في ظل الابوين او تعرضهم لمشاكل كبيرة عند الانفصال».
ويستكمل: بالطبع زواج احدهما او كلاهما من طرف أخر وتعرض الاولاد لظروف صعبة في ظل اب بديل او ام ووجود ظروف اخرى غير ملائمة، وتجد تفكير الزوجين في الطلاق حفاظا على الاولاد يختلف باختلاف المستوى الاقتصادى الاجتماعى للابوين فعند ارتفاع هذا المستوى الثقافى والاقتصادى الاجتماعى».
ويتابع: «قد يميل الزوجين الى عدم التضحية بسعادتهما من اجل الاولاد على اساس اما نظرة انانية او لانهما عند التضحية بذلك لن يستطيعا التربية الصحيحة في ظل الخلافات والمشاكل وعدم السعادة الزوجية وفي المستويات المنتخفضة لايفكران كثيرا وينفصلا لكن في جميع الاحوال يجب ان نراعى الظروف الملائمة والصحية لرعاية الابناء بغض النظر عن الطلاق او عدمه لان فاقد السعادة والاستقرار لن يستطيع ان يوفرها لابنائه».
وأكد انه قد يتفق الابوين على الانفصال مع الرعاية المتفق عليها بينهما على اساس تغليب مصالح الابناء كحد ادنى مع عدم وجودهما الدائم ومن ثم يراعيا تجنيب الابناء اي شكل من اشكال اظهار خلافاتهما امامهما والاتفاق على تربيتهم في ظل ظروف افضل وشروط ينفقا عليها معا
ويجب على الزوجين سواء اردا الطلاق واصرا عليه ام غير ذلك نجنب الابناء قدر الامكان الاضرار السلبية المترتبة على هذا القرار تقوى لله واحساسا بالمسؤلية وحملا للامانه .