"فيس بوك وجوجل" يدعمون الإرهاب وخسائر ملايين الدولارات في الانتظار..تقرير
كثيراً ما يظهر محتوى إرهابي ومتطرف على مواقع الأنترنت ولاسيما التواصل الإجتماعي فيس بوك وجوجل, قرر المعلنون الهروب من الأزمة قبل التورط فيها وسيسحبون مئات الملايين من الدولارات الخاصة بهم، إذ قامت مجموعة "مارتن سوريل"، التى تشترى مساحات إعلانية بأكثر من 75 مليار دولار نيابة عن العملاء على الصعيد العالمى، بتخفيض توقعاتها للنمو فى الإعلان الرقمى فى المملكة المتحدة وغيرها من البلدان، وألقت باللوم على عدم قدرة شركات التكنولوجيا العملاقة فى "وادى السيليكون" لوقف الإعلانات التى تظهر حول المحتوى غير اللائق.
ووفقا لتقرير من صحيفة "الجارديان" البريطانية، فتشير أحدث التوقعات إلى أن الإنفاق على المنصات الرقمية الرئيسية مثل جوجل وفيس بوك ويوتيوب وغيرها من المواقع على شبكة الإنترنت فى المملكة المتحدة، سوف ينمو بنسبة 11٪ إلى ما يقرب من 10.5 مليار دولار هذا العام، وهو انخفاض من 15٪.
وهذه التوقعات تأتى بعد الخطوات التى اتخذها المعلنين خلال الأشهر الماضية، إذ قام بعضهم بوقف الإنفاق تماما على فيس بوك وجوجل بعد أن رأوا إعلاناتهم تظهر بجانب محتوى إرهابى متطرف، وقال "آدم سميث"، مدير GroupM، أن لا يزال هناك عدد كبير من المعلنين الذين سيعودون إلى الطرق السابقة لاستثماراتهم الإعلانية".
ففى شهر الماضى برز ظهور إعلانات العلامات التجارية الكبرى إلى جانب مقاطع الفيديو على يوتيوب المملوك لشركة جوجل، والتى تروج لآراء المتطرفين أو الكلام الذى يحض على الكراهية، ومع خفض الإنفاق الإعلانى، تم اتخاذ خطوات عديدة ضد هذا المحتوى غير المناسب، والتى يتضمن مقاطع فيديو لمجموعة من الواعظين الأمريكيين الذين يحرضون على العنف.
وتأثرت فيس بوك، التى تعتمد على الإعلان بشكل أساسى فى أرباحها بهذا الأمر بشكل كبير، وتعرضت لكثير من النقد والضغط لمراجعة محتوى الموقع المضلل والأخبار المزيفة وصور وفيديوهات الإرهابيين.
وليس هذا فقط بل واجه فيس بوك وجوجل مقاطعة إعلانية من قبل الشركات الكبرى بما فى ذلك "هافاس" – سادس أكبر مجموعة إعلانية فى العالم، إذ تم سحب 175 مليون إسترلينى فى المملكة المتحدة فقط من إجمالى الإنفاق الإعلانى الرقمى، وفى وقت سابق من هذا الشهر قامت شركة "فودافون"، التى تنفق حوالى 400 مليون إسترلينى فى السنة على الإعلان الرقمى، بعرض سياسة عالمية جديدة تحد من إعلاناتها على بعض المواقع.
وفى محاولة لتجاوز هذا الخطر يقدم كل من جوجل وفيس بوك إصلاحات لوقف انتشار المعلومات الخاطئة وتقليل فرص ظهور الإعلانات بجوار المحتوى غير المناسب، ومع ذلك، برزت أدلة أن هذه الإصلاحات ليست فعالة بنسبة 100٪.
وأوضحت مجموعة GroupM أن التخفيض سيعنى أن الإنفاق الإعلانى على الإنترنت فى المملكة المتحدة سينمو بأبطأ معدل منذ عام 20111، وتشير التقديرات إلى أن خفض الإنفاق المتوقع يعادل مئات الملايين من الجنيهات وسيتم سحبهم بشكل أساسى من فيس بوك وجوجل.
وقال "كيث ويد"، مدير التسويق فى شركة يونيليفر، ثانى أكبر معلن فى العالم، والذى يمتلك علامات تجارية تشمل "دوف" و"لينكس"، والذى ينفق 7.5 مليار يورو عالميا، أنه يعتقد أن الثقة فى الإعلان الرقمى هى واحدة من أهم قضايا الصناعة فى العصر الحديث، لذلك الشركاء بحاجة إلى مزيد من المساءلة بهدف تحقيق بيئة آمنة للعلامة التجارية، ويتم حاليا عقد محادثات مع الشركاء فى وسائل الإعلام المختلفة على رأسها الرقمية للتصدى لتلك التحديثات.
وعلى الرغم من تراجع المعلنين عن الإنفاق على المواقع الشهيرة، لا يتوقع المحللون أن يكون هناك إنفاق بديل على مواقع ناشرى الصحف والمجلات، إذ تظل التوقعات الخاصة بإعلانات الصحف الوطنية والرقمية والطباعة دون تغيير تقريبا، مع انخفاض بنسبة 10.8٪ إلى 835 مليون جنيه استرلينى المتوقع لهذا العام.