كدابين الزفّة
بقلم:سعيد عبد العزيز
سيخرج علينا بعض المشككين عن إنتحار أمين عام مجلس الدولة
منهم من سيقول كان ضحية و كبش فداء و منهم من سيقول لقد أرادت الدولة إغلاق الملف بموته و منهم من سيقول قتلوه الكبار حتي لا يتحدث
كل شيئ في هذا وارد لكن شوية عقل و هدوء
أولاً القضية مازالت في بدايتها و هي ضخمة كوّن أبطالها كانوا قضاة و هم من المفترض حكم الله في الأرض فكانت الهزة عنيفة و المنصب خطير
ثانياً الذي إكتشف القضية هم جهاز الرقابة الإدارية و التحريات إذن الذي أظهرتها هي الدولة
ثالثاً كان موقف مجلس الدولة واضح فكان سباقاً برفع الحصانة عن كل من وردت أسمائهم إذن القضاء عادل و قاسي حتي مع رجال القضاء أنفسهما بالتالي تنفي شائعات قتله بأيدي الكبار
رابعاً وهذا هو الأهم من له مصلحة في قتله و الإجابة بسيطة
لا أحد و لماذا لا أحد لأن خيوط القضية كلها تحت تصرف جهاز النيابة غير منقوصة فالأدلة ثابتة و التسجيلات الصوتية لا تكذب و الإنتحار كان إعترافاً ضمنياً لأن المنتحر كان قاضياً و مستشاراً فأبي علي نفسه أن يقف في نفس المكان الذي كان ينظر إليه كي يقذف بحكمه
إذن نحن أمام حقبة جديدة من الحكم فلا تستر علي فاسد و لا منصب يقف أمام العدل حتي و إن كان المتهم من رجال العدل
و نحن أيضاً أمام تحقيق مطلب طالما نادي به كل مواطن شريف و هو تطهير كل المؤسسات من الفاسدين و علي مستوي كل الوظائف و الوزارات السيادية و الحق أننا طالبنا السيد الرئيس بثورة علي الفساد و ها قد قادها الرجل بل و نشهد جميعاً أنه قال حتي أناحاسبوني إن أخطأت
للأسف الشديد نحن تعودنا علي تكذيب كل ما تقوله الدولة حتي و إن كانت حقيقة فلقد تعودنا علي كذب البيانات و التصاريح علي مدار عقود و عندما تقول لنا الدولة الجديدة أصدقوني القول لا نصدق و كأن آذاننا تعودت علي الكذب هو الطرب و كأن الصدق أصبح هو النشاذ
و الختام هل نستطيع أن نتغير كما تتغير الدولة ؟ أم ستظل آذاننا لا تقبل غير ما تعودت عليه من تزييف و كذب سابقاً هل سنحتاج الي زيارة طبيب أنف و أذن و حنجرة ؟ ام سنكتفي بثقافة السمع و إغلاق العين حتي لا نصدق ما نراه جلياً
يا كدابين الزفة لقد إنتهي الفرح فرح الكذب و الإفتراء علي دولة جديدة
يقودها رئيس مستعد كي نحاسبه