لسه الحكاية ما خلصتش !!!
بقلم : أمجد المصري
« عندما بكت رموز النخبة السكندرية المثقفة فى حفل تأبين حبيبهُم الذى غاب #ياسر_الشرقاوي»
عندما اكتشفنا أننا نحب هذا الرجل أكثر مما كنا نظن فسالت الدموع على وجوه الجميع، رجال ونساء دون مواراة أو خجل ، إنها دموع المحبين الذين جاءوا صائمين فى نهار رمضان ليشاركوا أسرة الفنان الراحل فى تأبين عزيزهم الذى غاب عنا وعنهم .
بينما كانت الكلمات تتوالى محمله بالحب والذكريات الطيبة لهذا الرجل دون رياء أو مجامله كنت أتسائل هذا السؤال الساذج الذى يراودني دائمًا منذ الصغر : لماذا لا نشعر بالقيمة الحقيقية لمشاعرنا تجاه البعض وهم أحياء ؟ فإذا رحلوا أكتشفنا أن فى قلوبنا لهم قدرًا لا يوصف من الحب والتعلق ، وأن فى رحيلهم خسارة ما بعدها خساره .
ماذا بينك وبين الله يا ياسر ليبكى كل هؤلاء من أصحاب الأسماء اللامعة والقامات العالية وهم يتلون شهادتهم فيك، لم يسلم أحد من هذا الضعف البشرى الحميد التلقائي، كنا جميعًا نبكيك جهرًا أو في مكنون أعماقنا ، أو فلتقل أننا كنا حينها نبكى على أنفسنا لأننا فقدناك وإفتقدناك .
فى رحاب كلية التجارة العريقة جاءت تلك الدعوة السباقه من عميد الكلية الوفى الأستاذ الدكتور السيد الصيفي كي نشارك جميعًا فى تأبين صديقنا الذى غاب بجسده وبقى فى قلوب محبيه حاضرًا للأبد ، كنا نظنه تأبين سيمر مثل غيره من أمسيات الوداع التقليدية ، فجاء اليوم مختلفًا فى كل شىء .
القاعة تمتلىء بالشخصيات العامة وأبناء وأهل وأحباء ياسر ، نجلس جميعًا فى صمت وتركيز ممتزج بالحزن والدموع نشاهد فيلمًا تسجيليًا أعده صديقه الوفى الشاعر المبدع أحمد قدرى عن بعض لقطات من حياة الفنان ، لم يتمكن أغلبنا من مداومة النظر طويلاً ، فكل لقطه تحمل ذكرى جميلة عشناها معه ، ولكنها فى النهاية (حياه) تنتهي حين يشاء صاحب الأقدار .
رحم الله الإنسان الطيب ياسر الشرقاوى، وهنيئًا لروحه الطاهرة بحب المخلصين الذين شاركوا فى تأبينه بكلمات ودعوات من القلب لا محل فيها لكذب أو رياء نرجو أن تكون من نصيبه إن شاء الله فيرزقه الله جنة الخلد بدعاء الصائمين المحبين المودعين له . يرحل الرجال يا ياسر وتبقى سيرتهم . فالمجد لمن فاحت من ذكراه العطور …… إنا لله وإنا إليه راجعون .