لكن ينظر إلى قلوبكم . خواطر للدكتور حسن أحمد
بعد نقاش حاد بين الزوجين، قال الزوج لزوجته: لن ترجعي في عصمتي إلا في يوم مشؤوم أغبر ليس به نور، ثم ندم بعدها على ذلك، وذهب لشيخ القرية يسأله، فقال الشيخ: ومن أين سنأتي لك بيوم مشؤوم أغبر ليس به نور، سامحك الله لا أجد لك مخرجًا، ثم ذهب لآخر فقال نفس ما قاله الأول..
فخرج الزوج مهمومًا حزينًا، وجلس أمام كشك في المدينة يفكر ماذا سيصنع، فقال له صاحب الكشك ماذا بك؟ فحكى الزوج قصته، وأنه لم يجد من يحل مشكلته، فهمس صاحب الكشك للزوج وقال: أترى ذلك الشخص على يمينك؟
فقال الزوج: الذي يفترش الأرض، وثيابه قديمة، وشعره كثيف غير ممشط؟ قال صاحب الكشك:نعم اذهب وقص عليه مشكلتك، فاستغرب الزوج!! كيف لهذا الرجل أن يجد لي حلًا، وكبار المشايخ لم يجدوا لي حلًا !!!
فذهب الزوح إليه، وحكى قصته..
فقال الرجل له: هل صليت الفجر !! فقال الزوج : لا..
فقال الرجل: كيف حال أمك اليوم؟ فقال الزوج: لم أرَها.. فقال الرجل: كم قرأت من القرآن اليوم؟ فقال الزوج غاضبًا: يا أيها العجوز ما شأن هذا كله بما أسألك عنه؟!!
فقال: إنك لم تصلِّ الفجر، ولم تقرأ القرآن، ولم ترَ أمك أو تستاذنها !! فهل هناك يوم مشؤوم، أغبر، ليس به نور كيومك هذا ؟!!
إذهب وخذ زوجتك.
المستفاد: قد تجد ضالتك في المكان الذي لم تعتَده،
فالعلم في صدور الرجال، لا في الملبس والمظهر ..
إياك أن تستحقر أحدا.
فليكن دعاؤنا:
يارب بالصيام قوِّ عزمنــا ** أنت القوي وكلنا ضعفاء
يارب بالصيام بارك رزقنـا ** أنت الغنـي وكلنا فقــراء
يارب بالصيام وحد صفنا ** كي لا يفرق بيننا الأعداء
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أكرم الأكرمين.
