وكالات
شكل مؤتمر الشباب الثاني، الذي يقيمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، محط أنظار العديد من وكالات الأنباء العالمية، ورصدت بعض الوكالات، جرأة الشباب في عرض مشكلات صعيد مصر أمام الرئيس، الأمر الذي أدى إلى التوصية بإنشاء هيئة عليا لتنمية الصعيد.

حيث قرر السيسي اليوم، إنشاء " الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر"، بهدف الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى خمسة مليارات جنيه خلال الخمس سنوات القادمة.

وأطلق السيسي خلال المؤتمر الدوري الثاني للشباب، الذي اختتمت فعالياته اليوم بمحافظة أسوان جنوب القاهرة، " مشروعا قوميا لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، تبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظــات الصعيــد خـــلال الستــة شهور القادمة".

وعقد المؤتمر الوطنى الأول للشباب في مدينة شرم الشيخ خلال أكتوبر الماضـى، والمؤتمـر الــدورى الأول في القاهرة ديسمبر الماضي.

وتستهدف هذه المؤتمرات " إيجاد صيغة حوار حقيقى وموضوعــى، وفتــح قنــوات اتصال فاعلة بيـن الدولة والشباب".

وقرر السيسي الإسراع فــي تنفيذ " مشروع المثلث الذهبى قنا – سفاجا – القصير" على خمسة مراحل متتالية، بغية إنشاء مناطق للصناعات التعدينية واخرى سياحية عالمية، بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار.

وقرر " تحويل أسوان إلى عاصمة للإقتصاد والثقافة الإفريقية، والإحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحى لمصر.

ودعا إلى " مراجعة موقف ما لم يتم تعويضه في الفترات السابقة لإنشاء السد العالى وما تلاها، من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهى اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر على الأكثر".

وشارك السيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري للشباب، وتحـاور بكـل صراحة مع الشباب حول التحديات التى تواجه الصعيد.

وطالب الشباب خلال المؤتمر بتوفير فرص عمل، واشتكوا من ضعف أداء المحليات.

ودعا السيسي، الشاب الذي انتقد عدم تطوير محطتي الصرف الصحي بمنطقة "كيما" فى أسوان إلى الوقوف بجواره، والتأكد من قرب الانتهاء من أعمال تطوير المحطتين بحلول مارس القادم.

وخاطب سكان الصعيد بقوله " إننى على يقين كامل بأنكم لم تحصلوا بعد على ما تستحقونه، وأدرك إدراكاً عميقاً حجم معاناتكم على مدار عقود من مشكلات متراكمة طالت كافة مناحى الحياة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وأقدر حجم تضحياتكم وصمودكم أمام هذه المعاناة".

وأردف " فكان لزاماً علينا أن يكون الصعيد وشبابه على رأس أجندة العمل الوطنى في هذه المرحلة، لذلك قررت أن يكون مؤتمر الشباب في الصعيد، ونصيغ سوياً دولـة وشعبـاً حلولاً واقعية وإجراءات تنفيذية، تحقق لنا الهدف المرجو بأن تتحقق في الصعيد طفرة ملموسة فــي مجال التنميـة".

وواصل " انطلاقاً من هذه الرؤية الواضحة نحو ضــرورة أن يكــون للصعيــد رقــم صحيح في معادلة التنمية الشاملة، فقد كانت توجيهاتى واضحة للحكومة نحو المضى قدماً في مسارات تحسين أحوال أهل الصعيد وعلى مدار 30 شهراً منذ أن توليت المسئولية، فقد تحقق في الصعيد حجماً من الجهود التى تعد بمثابة بداية حقيقية وجادة نحو تحقيق التنمية في الصعيد".

وأشار إلى تغطية أكثر من 1700 قرية بالصعيد بمظلة برنامج "تكافل وكرامة" الذى يوجه 82 % من إجمالى مخصصاته لمحافظات الصعيد بإجمالي 1,1 مليون أسرة، وإنشاء محطة كهرباء بنى سويف باستثمارات ملياري يورو، ومحطة كهربــاء غــرب أسيــوط باستثمارات 746 مليون دولار.

وفــي مجــال الإسكــان الاجتماعــى بالصعيد، فقد تم إنشاء 105 آلاف وحدة سكنية بتكلفة 14 مليار جنيه، وتخصيص اراضي للاستصلاح الزراعي، وتطوير معمل تكرير أسيوط.

وفي مجال تطوير الطرق، فتم إنفاق 4,2 مليار جنيه لإنشاء الطرق والكبارى بمدن الصعيد، واعتماد ثلاثة مليارات جنيه لتطوير منظومة السكك الحديدية من عربات ومزلقانات ومحطات.

وفي إطار دعم وتمكين الشباب سياسياً، فتم إطلاق مبادرة "مستقبلنا في ايدينا"، التى تستهدف الشريحة العمرية من 21 حتى 35 عاما، بهدف التوعية بأهمية المحليات ودورها والمشاركة المجتمعية لعدد 3,7 مليون مواطن.

وتابع " كل ما ذكرته خطوة أولى، ينُم عن إرادة سياسية حقيقية تهدف لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة بالصعيد".

واعتبر أن " مصر تكاد تواجه التحدي الأكبر في تاريخها.. وتستنزف جهود البناء في مواجهة حتمية لا تراجع عنها مع الخطرين اللذين يهددا كل الجهود المتحققة من تنمية واستقرار، وهما خطرا الإرهاب والفساد".

واستطرد إن " الإرهاب أضحى خطراً جسيماً.. بينما يتغول الفساد على كل بناء فيضربه بقلة الضمير واستباحة المال العام وتبديده، لذا فإننى أؤكد أن الدولة عازمة على مواصلة حربها ضد الفساد والإرهاب بلا هوادة للقضاء عليهما نهائياً".

وطالب المصريين بضرورة التصدي للإرهاب، وخاطبهم بلهجة عامية: " متغميش عينيك وتعمل نفسك ملكش دعوة، لا، لو راحت مصر مش هترجع تاني، في دول ظلت أكثر من 40 سنة مرجعتش دول تاني.. اللي بيقع في هذه الهاوية لا يعود ثانية".