مديرة مدرسة قومية للأهرام تُعذب طفلة لعدم استكمال مصروفاتها الدراسية
تقف الطفلة سلمى داخل المدرسة، بجانب الباب الأسود الضخم المغلق بإحكام عبر قفل و"جنزير" حديدي، تحت أشعة الشمس الحارقة، لمدة 4 ساعات في وصلة "تذنيب" مهينة لبراءتها، دون أن يلتفت إليها فرد الأمن أو أي من العاملين، هذه تعليمات المديرة، بالطبع لا أحد يستطيع كسرها، الدقائق تمر، حمل حقيبتها يتثاقل على ظهر الصغيرة، وجهها ملجم بالكمامة، رغم صعوبة التنفس وخطور ارتدائها لمدة طويلة.
"تذنيب سلمى" يشعل الغضب
تبكي سلمى دون صوت، دموعها تنهمر ساخنة بلا توقف، ترتكز دون تزحزح على قدمين أنهكما الضغط النفسي الذي وقعت تحت تأثيره وحقيبتها التي أثنت ظهرها، تنتظر مصيرها على ذنب لم ترتكبه، هنا أجبرتها مديرة المدرسة على البقاء، وهنا ذنبتها، لعدم استكمال دفع المصروفات الدراسية للمدرسة.
عندما علم والديها بتذنيبها، ذهبا إلى المدرسة، وفوجئا بابنتهما واقفة أمام الباب، لا تتحرك، تبكي، وتئن، ولا تنتطق، رأتها والدتها تبكي بحرقة، من فتحة صغيرة في الباب، وندت عليها باسمها: "سلمى"، فنظرت إليهم الطفلة ولم تحرك ساكنا، بكاء متواصل ووقوف دون حركة.
أثارت فيديو "تذنيب سلمى" حالة من الغضب والاستياء الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر روادها عن كامل تضامنهم مع الطفلة، وهاجموا تصرف مديرة المدرسة، مطالبين بتحرك عاجل من وزارة التربية والتعليم.
يحكى والد "سلمى"، عمرو محمود، من المطرية، أن واقعة التذنيب، بدأت بمنع ابنته ووالدتها من دخول المدرسة في الصباح، حين قال لهما مدير الشؤون القانونية، إنها ممنوعة من الدخول: "والدتها فوجئت بمنعها من دخول المدرسة، بأسلوب سيئ ومهين، كأنهم بيطردوها، لكن والدتها أصرت على دخولها، وقالت لهم إن موضوع المصاريف يتناقش مع ولي الأمر، ومع إصرارها وافقت المدرسة على دخول سلمى، ثم تذنيبها بعد مغادرة أمها المدرسة".
تحرك التعليم للتحقيق في "تذنيب سلمى"
كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن فتح تحقيق عاجل في واقعة تذنيب تلميذة 4 ساعات بمدرسة قومية الأهرام التابعة للمعاهد القومية، مشيرًا إلى أنه سيتم أولا التحقق من الواقعة، وإن كانت قد حدثت بالفعل أم لا، وفي حال ثبوتها سيتم التحقيق مع المخطئين في الواقعة. مشددا على أن حضور التلاميذ ليس مرتبطًا بسداد المصروفات الدراسية كاملة، لأن المصروفات تُسدد على دفعات.
والد "سلمى": بنتي اتهانت واتأذت نفسيا
يؤكد والد الطفلة "سلمى" أنه جاري التحقيق في واقعة "تذنيب سلمى"، موضحا أنه قدم بلاغا في وزارة التربية والتعليم، وأن ابنته تنتظر أن تأخذ حقها: "سلمى مستنيه تاخد حقها ويترد لها كرامتها، عشان الذل اللي شافته، اتذلت واتهانت على باب المدرسة، واتأذت نفسياً وجسدياً وتنمروا بيها"، ولم تعد تريد الذهاب إلى المدرسة: "كرهت المدرسة والتعليم كله".