«من وجهة نظر سعودية»..أسباب زيارة السيسي للرياض..تقرير
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيره المصري سامح شكري، أن رؤى الرياض والقاهرة "متطابقتان"، وهناك "مبالغة" في تفسير أي تباين في مواقف البلدين بشأن سوريا واليمن.
جاء ذلك في تصريحات للوزيرين نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عقب لقاء جمع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الأربعاء، على هامش القمة العربية بالأردن، هو اللقاء الأول بينهما منذ عام.
وكشف الجبير، أن السيسي، قبل دعوة وجهها إليه الملك سلمان، لزيارة المملكة في إبريل، للاجتماع معه.
وفي سؤال حول فتور العلاقات السعودية المصرية والأسباب التي أدت إلى ذلك، قال الجبير إن الزعيمين "أكدا خلال اللقاء على عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين في جميع المجالات".
وأضاف أن المملكة ومصر "متطابقتان في الرؤى في جميع المجالات سواء في الأزمات التي توجهها المنطقة أو الحذر من الخطر الذي تشكله إيران وتدخلها في شؤون الدول العربية وإشعال الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب".
وتابع: "مصر من الدول المؤسسة لدعم الشرعية في اليمن، ومن أول الدول المؤسسة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب".
وعن مصير الاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة الملك سلمان لمصر إبريل الماضي، وأسباب عدم تنفيذها، أوضح الجبير أن "التشاور والتنسيق مستمر حيال تلك الاتفاقيات، وأن العمل عليها قائم، والتواصل بين المسؤولين والمختصين في البلدين فيما يتعلق بكل الاتفاقيات مستمر، والعمل قائم على تطبيقها".
وحول تباين موقف المملكة ومصر من الأحداث السورية، قال الجبير إن "هناك مبالغة في تفسير أي تباين بين الموقف السعودي والمصري".
وأشار الوزير السعودي إلى أن البلدين يسعيان إلى إيجاد حل سياسي، ويسهمان بشكل فعال في مجموعة دعم سوريا، إلى جانب التشاور مع الدول الأخرى بشأن هذه الأزمة.
بدوره، كشف شكري، أن الرئيس وجه الدعوة للملك سلمان لزيارة مصر، دون أن يحدد موعدا لتلك الزيارة.
وأكد الوزير على "العلاقة الاستراتيجية بين البلدين لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة".
وعن الاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة الملك سلمان لمصر وأسباب عدم تنفيذها قال شكري، إن "الاتفاقيات كانت متشعبة وعميق أثرها واتساع نطاقها، لذلك سوف تستغرق الوقت اللازم من الدراسة والإعداد".
وحيال موقف البلدين من سوريا، أكد شكري، أن كلمة الرياض والقاهرة خلال القمة "متطابقتان وتحملان نفس العناصر والهدف بأن تستعيد سوريا استقرارها والحفاظ على وحدة أراضيها".
وصدر في وقت سابق من اليوم، بيان للرئاسة المصرية، اطلعت عليه الأناضول، أعلن فيه السيسي، ترحيبه بدعوة العاهل السعودي، لزيارة رسمية للمملكة، دون أن يذكر البيان تاريخ الزيارة.
ويعد لقاء الملك سلمان والسيسي، اليوم، الأول بين الجانبين، بعد نحو عام من زيارة سلمان للقاهرة في إبريل الماضي، والتي تلاها تباينات في وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة.
وتشهد العلاقات المصرية – السعودية تبايناً معلنًا في وجهات النظر خلال الفترة الماضية، على خلفية أزمات المنطقة ورؤية البلدين لحلها لا سيما في القضية السورية.
وفي منتصف أكتوبر المنصرم، نشبت أزمة بين مصر والسعودية عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره، متعلق بمدينة حلب السورية، وكانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة.
وأبلغت المملكة مصر، في نوفمبر الماضي، بوقف شحنات منتجات بترولية شهرية بموجب اتفاق مدته 5 سنوات، تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في إبريل الماضي، قبل أن تعلن القاهرة، منتصف مارس الجاري، عودة الشحنات مرة أخرى.
وفي إبريل 2016، وقعت مصر والمملكة اتفاقية تؤول بموجبها ملكية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى الرياض، وخرجت احتجاجات شعبية مصرية رافضة لها، وصدر حكم قضائي نهائي في مصر بإلغاء الاتفاقية، وسط محاولات حكومية مؤيدة للاتفاقية لمناقشتها في البرلمان .