مودرن.. والانتحار
بقلم :خالد مصطفى
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع … عبارة أو مثل يردده كثيرون وقتما تتعثر خطاهم أو يفقدون القمة ويعودن لمكانه عاديه بين منافسيهم فتجد الحزن على ضياع القمة شديد ولكن يبقى القرار فى النهاية ملك لبعض الأشخاص دون الديمقراطية مع البقية التي تعمل داخل هذا الكيان هكذا الحال يحدث الآن بقناة مودرن الرياضية التابعة لمجموعة قنوات سى بى سى التي يمتلكها رجل الأعمال محمد الأمين بعد قرار غلقها عقب شهر رمضان المبارك بسبب الخسائر المادية .
فمودرن اسم يعنى الحداثة والتجديد ،وفى الرياضة يعنى قناة فضائية ولدت لتكون من الكبار في عالم الرياضة المصرية وبالتحديد كرة القدم والبداية كانت مع أبناء دعبس وهم معروفين أنهم رجال أعمال يحبون الاستثمار ولكن وليد دعبس قد خاض استثمارا من نوع جديد استثمار سماه مودرن سبورت التي دخلت بيوت الناس سريعا عبر النايل سات حيث استعان دعبس مع انطلاقه موردن سبورت ببعض الأسماء الرنانة كمدحت شلبي الذي لا يزال يعمل بالقناة حتى بعد تغيير مسماها وعلاء صادق وهيثم فاروق وعبد الرحمن مجدي الذين رحلوا عن القناة تاركين بصماتهم مع محبيهم واستراح من بعضهم الكارهين لهم .
ولم يقف نشاط دعبس عند ذلك الحد فبعد أزمة شوبير الشهيرة مع المستشار مرتضى منصور ومنع ظهوره إعلاميا عاد شوبير ليظهر على قناة مودرن كوره الوليد الثاني لعائلة مودرن قبل أن تظهر موردن الصعيد وبحري وقبلي والدلتا والتي لم تستمر طويلا فأدمجت جميعا في موردن حرية التي كان يقودها الأشقر معتز مطر .
ولأنه لا يوجد شيء يستمر على حاله فقد تمكنت مجموعه قنوات "cbc" الفضائية بقيادة مضخة الأموال محمد الأمين رجل الأعمال الشهير من شراء قنوات مودرن ليرحل دعبس وتزرق قنوات مودرن وتدمج لتصبح موردن بل يسميها البعض موردن شلبي أو مودرن شوبير أو موردن عبد الغنى أو مودرن يونس
وجاء قرار إدارة القناة بغلقها الذي أثار جدل واسع في الشارع المصري حول تلك القناة التي تغيرت وجوه مذيعيها كثيرا ورأينا فيها جميع الألوان فبين الحدة والصدام والدبلوماسية والحنكة وبين التخبط وعدم اللباقة هكذا كانت تسير السفينة الصفراء المعروفة بمودرن . فشوبير أحد أبرز الإعلاميين المعروفين بالشجاعة والنقد الزائد عن الحد في كثير من الأحيان تسبب هجومه الشديد على الأولتراس إلى اقتحام مجموعات الجماهير لمقر القناة وأوقفوا بث برنامجه وهو الأمر الذي رضخت له إدارة القناة ولعل حده كلماته سببت له العديد من المشكلات أبرزها شوبير ومرتضى وشوبير والأولتراس وشوبير واتحاد زاهر ، وفى المساء يأتيك مدحت شلبى مدحت أو شلبوكه كما يلقبه جمبر ورفاقه بإطلالته ، فشلبي الذي التزم الدبلوماسية والنعومة في كلامه حيث وجدناه يسير في كل الخطوط والاتجاهات ويجيد اللعب على كل الحبال جيدا فتارة مع النظام الحاكم وتارة ضده وتارة مع هذا وتارة مع ذاك إلا أن هذا لا يقلل من قيمته كإعلإمى له شعبيته الجارفة ومتابعيه وهم كثر.
أما الثنائي مجدي عبد الغنى ومصطفى يونس فكان قرار إلغاء برامجهم مريحا للكثيرين من متابعي القناة فعلى الصعيد الرياضي فهم اسمين كبيرين في تاريخ النادي الأهلي وعلى المستوى الإعلامي يفرض هنا سؤال نفسه هل تنطبق عليهم معايير مهنه الإعلام ؟ أو تنطبق عليهم شروط الإعلامي الجيد؟ فلا أعلم لماذا تم الإبقاء عليهم كل هذه الفترة وتركهم يظهرون على الشاشة التي كثيرا ما استخدموها للتحدث عن أنفسهم ؟ واعتقد أن هذا الثنائي كان أقل الإعلاميين حضورا على جميع الشاشات ولكنهم موجودن والمشاهدين بيستحملوهم .
ورغم قرار الغلق الذي أصاب كثيرين بالإحباط لشعبية تلك القناة تبقى مودرن التي تعددت شخصياتها وتعددت أيضا مسمياتها في الشارع الرياضي فالبعض كان يلقبها بمودرن فلول أو مودرن سبوبه أو مودرن إثارة أو مودرن مجاملات أو مودرن حقائق أو موردن إبداع أو مودرن الغلابة كلها مسميات أطلقها كثيرون على القناة وتداولت بين المشاهدين بين المحب والكاره لهذه القناة .
فموردن الذي لم يتبق من عمرها سوى أيام قلائل وتغلق لقيت تأييد الكثيرين وأثارت استياء كثيرا أيضا ،ولكنها فى الحقيقة ظهرت في ربوع متفرقة من أنحاء الجمهورية صالت كاميراتها وجال مراسلوها يبحثون عن أخبار جاملت وكشفت حقائق ولكن للأمانة تبقى موردن هي رائدة الإعلام الرياضي في مصر اتفقت معها أو اختلفت، ولعل الأسباب قد يكون لعدم وجود منافس لها داخل مصر ولكن هذه هي القماشة التي نجدها في سوق الرياضة المصرية ولا مقارنة مع القنوات العملاقة العالمية .
ويبقى قرار الغلق قاسٍ على من يعملون بها الذين يرأون الكيان ينهار فى عز مجده ولكن ربما رغبه رجل الأعمال محمد الأمين وفكره يخبئون الكثير لمشاهدي قنوات سى بى سى مستقبلا ولكن يبقى سؤال الكثيرين ماذا يفعل أبناء مودرن فى الفترة القادمة بعد غلق القناة وتسريحهم سؤال سيشغل كثيرين فى الأيام المقبلة وربما لدى شوبير وشلبي إجابة خلينا ننتظر ونشوف ما ستسفر عنه الأيام القادمة ولكن نهاية أقول حرام انتحار مودرن .