راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

ناجٍ من مركب رشيد: لا توجد فرصة عمل في مصر..و إما أن أموت في البحر أو أن أصل إلى إيطاليا

إما أن أموت في البحر أو أن أصل إلى إيطاليا. فلا توجد فرص عمل هنا في مصر، وإذا لم أسافر، فلن أستطيع العيش، ولذا فلابدَّ من السفر سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.

كلمات جرت على لسان سعد القمري، أحد سكان قرية "الجزيرة الخضراء" التي تردَّد اسمها كثيرًا في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام على خلفية حادث مركب رشيد الذي غرق قرب السواحل الشمالية لمصر وهو يقل 500 مهاجرًا غير شرعي كانوا في طريقهم إلى إيطاليا.

وذكرت صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية أن القمري، 17 عامًا، تسلل من بيته في منتصف الليل لمقابلة المهربين الذين وعدوه بتوصيله عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

وما إن استقلَّ القمري مركب الصيد الصغير الذي كان على متنه 500 شخص من جنسيات مختلفة، بدأت تراوده أحلام وردية يقوم فيها بإرسال الأموال باليورو إلى والده المريض وأربعة من أشقائه الصغار.

وفجأة ودون مقدمات بدأ المركب المحمل بأكثر من طاقته في الترنح وسرعان ما غرق قبالة السواحل المصرية، وهنا تحولت أحلام القمري إلى كوابيس وهو يشاهد أمام عينيه أولياء أمور وأبنائهم وهم يهلكون غرقًا في المياه، فقد غرق ما لا يقل عن 203 أشخاص، من بينهم 10 على الأقل من أصدقاء القمري، ولا يزال هناك الكثير في عداد المفقودين.

لكن العناية الإلهية شاءت أن يكون سعد القمري من الناجين بعد أن نجح في السباحة لساعات قبل أن يلتقطه الصيادون المحليون.

وتحدث القمري لـ"فاينانشيال تايمز" وهو بين أسرته في قرية "الجزيرة الخضراء"  التابعة لمركز مطوبس بكفرالشيخ، قائلاً إنه لا يزال يعاني من آثار تجربة مروعة، لكنه لا يزال يرغب في تكرار المحاولة- وهو على عجلة من أمره ويحرص على الإسراع في القيام بتلك الرحلة الخطرة قبل أن يصل إلى سن الـ 18 في سبتمبر المقبل.

وذكرت الصحيفة أن القمري ليس سوى واحد من أعداد كبير ومتزايدة من الشباب المصري الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما والراغبين في المخاطرة بحيايتهم بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا، ولاسيما مع تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستويات الفقر في بلدهم.

وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الشباب ينضمون إلى آلاف المهاجرين الذين يستخدمون ساحل البحر المتوسط المطل على شمال إفريقيا كـ منصة للانطلاق منها برحلتهم، مشيرة إلى أن القمري كان يرافقه على متن المركب المشؤوم أشخاص من السودان وإريتريا وإثيوبيا والصومال والذين كلفتهم تلك الرحلة 5 آلاف دولار للفرد.

وبرغم مئات الغرقى، لا يزال الكثيرون حريصون على تكرار رحلة الموت، وهو ما حدث هذا الأسبوع حينما أنقذت السلطات حوالي 6.005 مهاجر غير شرعي أثناء عبورهم البحر المتوسط في يوم واحد.

وتعد ليبيا التي وقعت في بئر الفوضى في أعقاب الثورة التي أطاحت بالديكتاتور الراحل معمر القذافي في 2011، نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين. لكن ومع تنامي التهديدات التي يفرضها المسلحون والمتشددون في ليبيا، لجأت أعداد متزايدة من المهاجرين إلى مصر لبدء رحلتهم غير الشرعية إلى أوروبا.

وألقت السلطات المصرية القبض على أكثر من 4600 مهاجر إفريقيا حتى الآن أثناء محاولاتهم العبور بحرًا إلى الشواطئ الأوروبية، بزيادة نسبتها 28% تقريبا عن العدد المسجل في 2015، بحسب التقديرات الصادرة عن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

جدير بالذكر أن حوالي ثلثي المهاجرين غير الشرعيين في مصر العام الماضي، كانوا من الأشخاص القُصر الذين لم يرافقهم أحد في تلك الرحلة، بحسب منظمة الهجرة الدولية.

وتعد إيطاليا المقصد المفضل للمهاجرين غير الشرعيين نظرًا لقوانينها التي تحول دون ترحيل القصر إلى بلادهم، وهو ما يدفع الشباب إلى تكرار هذه الرحلة برغم المخاطر التي يواجهونها.

ونوهت الصحيفة إلى أن قرية الجزيرة الخضراء من القرى التي تعيش حالة من "التهميش" والفقر الشديد، ونقص الخدمات، وسوء حالة المرافق العامة، مثل الصرف الصحي، والكهرباء، والتي لا يمكن لأي إنسان الاستغناء عنها، ما يجعل شباب القرية صيدًا سهلاً لتجار البشر المعروفين بسماسرة الهجرة غير الشرعية.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register