نجاة الحشاش تكتب: أمي ..عام مضى على رحيلك
- 8 أغسطس, 2019
- بواسطة
زهرة التحرير
- التعليقات على نجاة الحشاش تكتب: أمي ..عام مضى على رحيلك مغلقة
- 133
أمي غاليتي فقيدة قلبي، اليوم قد مضى عام على رحيلك وغيابك لا تسأليني كيف مرت الأيام والشهور، هل تعلمين يا أمي أني كنت أعرف معنى الشوق، ولكن شعرت بأنني لم أشتق قط ولم أشعر بمعنى هذه الكلمة إلا بعد غيابك. وكنت أسمع كلمة (الدنيا ظلام من غيرك)، ولكن لم أستشعر معنى أن تظلم الدنيا بعيني إلا بُعيد غيابك ورحيلك عنا. كنت أعتقد الحزن شعوراً موجعاً وموقتاً يزول، ولكن يا أمي استسخفت كل ما مضى لي من أحزان قبل رحيلك، واستسهلت كل ما كان في حياتي من صعاب مقابل صعوبة فقدك وحزن قلبي وحرقته على رحيلك.
إلى اليوم لا استطيع أن أرى صورك أو أزور بيتك أو حتى أسمع تسجيلاً لصوتك، ليس اعتراضاً على أمر الله حاشا لله، ولكن قلبي لا يتحمل وعقلي قد توقف عند صورتك وأنتِ على سرير المرض، هي التي ظلت عالقة في قلبي وعندما اتذكرها تخفف ألمي وحزني، لأن معاناتك الأخيرة مع المرض موجعة لقلبي وأدخلتني في حالة جنون، نعم يا أمي اسألي عن حالنا بعد غيابك، لا توجد كلمات توصف حجم الفقدان، والفراق الذي تركه غيابك، مهما رسمنا على وجوهنا أنا وأخوتي من بسمات، وحاولنا أن نقف ونستجمع قوتنا، ولكن في الحقيقة يا أمي غيابك كان لنا ضربة موجعة على قلوبنا.
ما زالت انفاسي حبيسة صدري لا استطيع أن أخرجها إلا بآهااات، أمي لا أعلم ماذا أقول أو ماذا أكتب لك، دموعي تحجب عن عيني الرؤية، وتساقطها من عيني يزيد قلبي حرقة.
من يقول إنها أيام وننسى، لا والله كيف أنسى مثل هذه الأيام، كنا نصوم التسع من ذي الحجة، وكنت أفطر معك وعندما يأتي اليوم التاسع لا أعود بيتي إلا بعد أن أتأكد أن كل ما تحتاجينه لاستقبال العيد وضيوف العيد جاهز، وكيف لقلبي أن يتحمل قدوم هذا العيد وأنا في بيتي وليس واقفة عند بابك أستقبلك، وأنت قادمة من صلاة العيد وبيدي البخور والعطور وأقول لك عيدك مبارك يا أمي، يا غاليتي كيف أنسى ما تعودت عليه منذ كنت في مرحلة الثانوية وحتى حين تزوجت أكثر من ثلاثين عاماً وأنت أول أعيادي وأول ناسي أستقبل العيد بقبلة على جبينك، وبعدها نفطر معا فطور العيد ونشرب القهوة مع أخوتي وأبنائنا، وبعد أن أطمئن عليك أعود إلى بيتي وألبس لباس العيد الجديد وأرجع اليك مرة أخرى وأقول (عيدك مبارك بكشخة العيد)، هل تذكرين هذه الكلمة يا أمي.
أمي لديّ الكثير من الأخبار عني وعن أبنائي أود أن أقوله لك، ولديّ كثير من الكلام في قلبي أود أن أفضفض لك، ولديّ مواضيع كثيرة في رأسي أريد أن استشيرك فيها، أمي اشتقت لحضنك ولشقاوتي معك ولبيتك ولدارك وافتقدت كثيراً (كبت أمي)، كأني أراك تضحكين من هذه الكلمة دار أمي، وكبت أمي سر لا يعلمه سوانا نحن أبناؤها.
أمي سأقول لك سراً… صديقاتك وأهلك المقربون ومن تحبين نحن متواصلون معهم، وهم الآن يقرؤون رسالتي هذه ويقولون لك إنهم أيضاً مشتاقون لرؤيتك، وأن رحيلك قد كسر قلوبهم وظهورهم ويدعون لك كل يوم بالرحمة والمغفرة، لأنك كنت لهم نعم الأخت والصديقة البارة بهم.
أمي لو البكاء يُرجعك إلينا ويُرجع أيامك معنا لبكيت أبد الدهر، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا بفراقك يا أمي لمحزونون، وإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. اللهم نسألك في هذه العشر أن تغفر لأغلى من غابوا عن الدنيا، وارحمهم واحشرهم في زمرة المتحابين فيك، واجعل ملتقانا بهم في الفردوس الأعلى يارب العالمين.
Najat-164@hotmail.com