والدواعش يتساقطون في قبضة الأمن الفرنسي
تعرفت الشرطة الفرنسية على واحد من الانتحاريين الذين روّعوا العاصمة باريس ليل الجمعة، وشنّوا هجمات أوقعت قتلي وجرحي، واشتبهت السلطات بوجود ثلاث خلايا جهادية نفذت الاعتداءات، متعهدة بتدمير تنظيم داعش الذي تبنّى العملية.
وقُتل في الهجمات سبعة مسلحين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، وعمر إسماعيل مصطفاي (29 سنة) كان أول من تعرّفت السلطات اليه، اذ انه احد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان. وتم التعرف على هويته من بصمات أصبع مبتور عُثر عليه في المكان.
وأوقفت السلطات سبعة من عائلة مصطفاي، بينهم والده وشقيقه وزوجته، لاستجوابهم والحصول على تفاصيل في شأن علاقاته وطابع نشاطاته، وللتحقق ممّا اذا كان أقام في سورية عام 2014، كما اكدت مصادر الشرطة. وكان شقيقه (34 سنة) حضر بنفسه الى مركز الشرطة في كريتوي، بعدما فوجئ لدى تبلغه ان شقيقه الأصغر ضالع في الاعتداءات.
ومصطفاي متزوج وله طفلة عمرها 5 سنوات، وُلِد في كوركورون في ضاحية باريس، وعاش في مدينة شارتر جنوب غربي العاصمة، كما كان يتردد على مسجد لوسيه قرب المدينة.
وأعلن المدعي العام في باريس فرنسوا مولان أن مصطفاي، وهو من أصل جزائري، أدين مرات بجنح متعلقة بالحق العام، وله سجل عدلي لتطرفه الإسلامي منذ عام 2010، لكنه لم يتورط إطلاًقاً بأي ملف متعلق بشبكة او تنظيم ارهابي.
ورجّح المدعي مشاركة ثلاث خلايا جهادية في الهجوم الذي طاول مسرح باتاكلان وملعب إستاد دو فرانس الذي كان يشهد مباراة ودية في كرة القدم بين منتخبَي فرنسا وألمانيا، حضرها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ومقاهي ومطاعم.
وتشتبه السلطات بمشاركة آخرين في الهجمات، خصوصاً بعد العثور على سيارة سوداء من طراز سيات مسجلة في بلجيكا، استُخدمت أثناء إطلاق النار على حانة ومطعم في مونتروي في ضاحية باريس، وفي داخلها بنادق كلاشنيكوف من النوع المُستخدم في الهجمات.
وكان شهود أفادوا عن سيارة سيات سوداء استخدمها المهاجمون في ثلاثة من مواقع الاعتداءات، ضد حانات ومطاعم. وقال شاهد خلال عملية الشرطة ان السيارة كانت سيات سوداء، بلوحات بلجيكية.
وقال احد سكان مونتروي: قُرع جرس الشقة ليل السبت، وطلبت منهم الشرطة إخلاء الشقق، لأن هناك خطر حصول تفجير، وحطمت الشرطة نوافذ السيارة وأخرجت منها بندقيتَي كلاشنيكوف وأجهزة شحن.
وعثر على سيارة أخرى، وهي من طراز فولكسفاجن بولو مسجلة في بلجيكا أيضاً، قرب مسرح باتاكلان، استأجرها فرنسي مقيم في بلجيكا.
وأعلنت النيابة العامة أن بين منفذي هجمات باريس فرنسيَّين أقاما في بروكسيل، احدهما في حي مولنبيك، وقُتلا في موقع الهجمات.
كما أفادت بأن السيارتين المسجلتين في بلجيكا اللتين عثر عليهما المحققون الفرنسيون في باريس وضاحيتها، استؤجرتا مطلع الأسبوع في منطقة بروكسيل، مشيرة إلى توقيف سبعة أشخاص في بلجيكا منذ السبت، في إطار الشق البلجيكي من التحقيق في الاعتداءات.
وقالت رئيسة بلدية مولنبيك فرنسواز شيبمانس: يمكن اعتبارها شبكة، علماً أن المنطقة تقطنها نسبة ضخمة من سكان متحدرين من أصول مهاجرة، وأقام فيها منذ عقدين منفذو هجمات جهادية، بينهم منفذ اغتيال القائد أحمد شاه مسعود في أفغانستان، عشية هجمات 11 سبتمبر 2001، ومهدي نموش المسؤول عن المجزرة في المتحف اليهودي في بروكسيل، التي أوقعت أربعة قتلى عام 2014.
وبين الذين أوقفتهم السلطات البلجيكية، الرجل الذي استأجر سيارة الـ بولو السوداء التي استخدمها الانتحاريون ووُجدت مركونة أمام مسرح باتاكلان حيث قتل المسلحون 98 شخصاً.
إلى ذلك، يرفض مشبوه مونتينغري (51 سنة) اعتُقل في ألمانيا، وفي سيارته متفجرات وبنادق كلاشنيكوف، الحديث عن اعتداءات باريس، ويؤكد انه لا يعرف شيئاً عن الأسلحة المضبوطة، وأنه أراد فقط زيارة برج ايفل في باريس.
وذكرت السلطات أنها عثرت على عنوان في فرنسا مكتوب على ورقة في السيارة وفي نظام جي بي اس الذي يستخدمه، وعلى ثماني بنادق هجومية وثلاثة مسدسات و200 غرام من المتفجرات.
من ناحيتها أعلنت وزارة الداخلية الصربية أن حامل جواز السفر السوري الذي عُثر عليه قرب جثة أحد الانتحاريين، دخل صربيا الشهر الماضي حيث سعى إلى اللجوء.
وفي جدة، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى الوقوف صفاً واحداً ومحاربة الإرهاب العدو الأول للإنسانية.
في المقابل، وضعت إسرائيل ذاتها مجدداً في واجهة الدول المتضامنة مع فرنسا، وأوردت وسائل إعلام أن أجهزة الاستخبارات في إسرائيل تساعد فرنسا في التحقيقات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الإرهاب الذي ضرب باريس هو ذاته التي تتعرض له إسرائيل منذ عقود، إرهاب يقف وراءه الإسلام المتطرف. وعلى العالم أن يستيقظ ويتوحد من أجل دحره.
وقدم وزير الدفاع موشيه يعالون ووزراء آخرون، نصائح للسلطات الفرنسية والأوروبية عن سبل مواجهة الإرهاب، وحض يعالون أوروبا على وضع قوانين تتيح محاربة الإرهاب بفاعلية اكبر، معتبراً أن كفة الميزان تميل كثيراً لمصلحة حقوق الإنسان على حساب الأمن.