وكالات عالمية تبرز توتر العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وتركيا
تناولت الصحف اليوم خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام البرلمان حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول. بعض الصحف رأت أن أردوغان يبقي على السعودية تحت الضغط وأخرى رأت أن هناك منافسة بين أنقرة والرياض حول قيادة الإسلام السني في الشرق الأوسط. في الصحف كذلك قافلة الهجرة الجماعية التي انطلقت من هندوراس متوجهة إلى الحدود الأمريكية الجنوبية.
الردود على مقتل الصحافي جمال خاشقجي، موضوع لا يزال مهيمنا على الصحف. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر محاولة تستر السعودية على مقتل الصحافي جمال خاشقجي هي الأسوأ على الإطلاق، واتهم السعودية بإخفاء جريمة الاغتيال. صحيفة دي تايمز البريطانية وضعت هذه الردود الأمريكية على الغلاف وأشارت إلى العقوبات التي أعلنها وزير الخارجية مايك بومبيو ضد من يُعتقد أنهم متورطون في اغتيال خاشقجي، ووضعت الصحيفة صورة ولي العهد محمد بن سلمان وهو يقدم التعازي لصلاح خاشقجي نجل الصحافي السعودي المغتال.
سلطت الصحف الضوء على خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام نواب حزبه العدالة والتنمية داخل البرلمان التركي، وحاولت الصحف تفسير وتحليل تصريحات أردوغان. صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقول إن اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية يضع الرئيس أردوغان في موقف قوة في مواجهة الرياض. أردوغان لن يضيع فرصة جميلة كهذه للضغط على الرياض، وكتبت ليبراسيون إن تصريحات أردوغان يوم أمس التي وصف فيها الاغتيال بالوحشي والمدبر. هذه التصريحات تدحض الرواية السعودية التي تؤكد أن خاشقجي قتل في شجار مع أشخاص كانوا يحققون معه.
يحاول الرئيس التركي تحويل أزمة إلى فرصة وتحسين صورته على حساب الرياض وزيادة الضغوط عليها، كتبت صحيفة لوريون لوجور اللبنانية. الصحيفة رأت أن أردوغان يبحث عن ربح اقتصادي في وقت تمر فيه تركيا بأسوأ أزمة اقتصادية وتوظيف قضية خاشقجي سياسيا وانتزاع قيادة الشرق الأوسط السني من السعودية.
صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقول إن عداء أردوغان للسعودية يعود إلى نهاية العام 2010. أي منذ اندلاع أحداث ما سمي بالربيع العربي. أردوغان حسب الصحيفة الإسرائيلية دائما كان يريد من الدول التي تشاركه الآراء نفسها حول الإسلام دعم الإسلاميين المضطهدين وقلب الأنظمة الديكتاتورية في موجة الربيع العربي، لكن آمال أردوغان سرعان ما انهارت بعد إطاحة الرئيس السيسي في مصر بأول رئيس مصري قادم من صفوف الإخوان المسلمين، لأن إمارات الخليج تعتبر حركة الإخوان المسلمين تهديدا وجوديا لحكمها.
وبالموازاة مع تفاعل قضية خاشقجي وبالرغم من المقاطعة الغربية انطلقت أشغال مؤتمر دافوس الصحراء في الرياض. صحيفةأراب نيوزالسعودية كتبت إن قيمة الصفقات التي أبرمت فاقت الخمسين مليار دولار وذلك في إطار مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية. هذا المؤتمر صار ينعقد كل سنة بهدف إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط. الصحيفة كتبت إن الاتفاقيات شملت قطاعات النقل والطاقة.
صحيفة لوتومب السويسرية قالت إن قضية مقتل خاشقجي تخيم على أشغال المؤتمر وأشارت الصحيفة إلى زيارة ولي العهد محمد بن سلمان الخاطفة للمؤتمر.. بن سلمان لم يبق أكثر من خمس عشرة دقيقة جلس فيها بجوار العاهل الأردني الملك عبد الله بعدها بدأ بالتقاط السيلفيات مبتسما مع المشاركين في المؤتمر، ثم انصرف دون إلقاء أي كلمة. الصحيفة رأت أن هذا الظهور لولي العهد السعودي متناقض مع حجم الأزمة العالمية التي تسببت فيها قضية مقتل خاشقجي.
في موضوع آخر تهتم الصحف الأمريكية بقافلة المهاجرين القادمة من دول أمريكا اللاتينية والمتوجهة نحو الولايات المتحدة. هذه القافلة ما لبثت تكبر وينضم إليها كل يوم مرشحون جدد. تقول صحيفةدي واشنطن بوست وتشير إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وواتساب في حشد الأعداد الكبيرة من المهاجرين والتي وصلت إلى خمسة آلاف شخص وصلوا إلى جنوب المكسيك يوم أمس تقول الصحيفة، وتنقل عن حكومة هندوراس أن برلماني سابق اسمه بارتولو فوينتس هو من يقف وراء مبادرة الهجرة الجماعية لأجل التقليل من شأن القادة السياسيين في البلاد.
دي وال ستريت جورنال تقول إن قافلة أخرى للمهاجرين تتشكل في غواتيمالا وتحاول اللحاق بالقافلة الأولى الأكبر والمتوجهة إلى الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة. حملات الهجرة الجماعية هذه هي ظاهرة جديدة تقول الصحيفة وتعتبر تحديا جديدا في وجه السلطات في كل من غواتيمالا والمكسيك والتي تحاول كبح موجات الهجرة.