«يا ليلة العيد».. القصة كاملة لأغنية قربت أم كلثوم من البلاط الملكي بمصر
على أنغام مُبهجة، تشدو كوكب الشرق بأغنية "يا ليلة العيد"، التي تصدح في كل ليلة من ليالي العيد، فيرددها الكبار قبل الصِغار فرحين "يا ليلة العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا"، ورغم مرور أكثر من 50 عامًا على هذه الأغنية التي باتت مُحببة ليس في مصر فحسب، بل في الدول العربية كافة، إلا أنها ما زالت طقسًا أساسيًا ضمن طقوس المصريين في العيد، لكن ما لا يعلمه الكثير أن هذه الأغنية لها قصة عظيمة.
وكانت أغنية "يا ليلة العيد" لكوكب الشرق أم كلثوم، ضمن أحداث فيلمها "دنانير" الذي عُرض عام 1940 –تحديدًا في شهر رمضان- ربما كان هذا هو السبب وراء اعتبار "دراويش الست" هذه الأغنية "غنوة العيد".
4 أعوام مضت على فيلم "دنانير"، فوقفت السِت لغنائها ليلة وقفة العيد في حفلة بالنادي الأهلي، لكن الحظ لعب دوره، وحضر الحفل الملك فاروق، ما جعل كوكب الشرق تشعر بسعادة وفخر لا مثيل له، فقررت مجاملته بتغيير كلمات الأغنية، حين قالت: "يا نيلك مايتك سكر وزرعك في الغيطان نور يعيش فاروق ويتنهى ونحيي له ليالي العيد".
بلهفة شديدة.. وأذن منصتة لصوتٍ لا يختلف اثنان في العالم على جودته وطربه، كان الملك فاروق يسمع أم كلثوم باستمتاع، وعقب غنائها مقطع غُنّي له خصيصًا، قرر الملك فاروق منحها "نيشان الكمال"، الذي يُمنح للسيدات فقط، حيث كانت الأغنية من كلمات أحمد رامي، وألحان رياض السنباطي.
ولم تكن أغنية "يا ليلة العيد" الوحيدة التي غنتّها الست في الحفل الذي حضره الملك فاروق في 17 سبتمبر عام 1944؛ حيث شدت قبله بأغنية "ذكرياتي" لمحمد القصبجي، ثم "رقّ الحبيب"، وتبعها الأغنية الشهيرة لها "يا ليلة العيد"، التي غنّتها كالتالي: «يا ليلة العيد.. هلالك هل لعينينا.. فرحنا له وغنينا وقلنا السعد حايجينا.. على قدومك يا ليلة العيد.. جمعت الأنس على الخلان.. ودار الكأس على الندمان.. وغنى الطير على الأغصان.. يحيى الفجر ليلة العيد.. يا ليلة العيد يا نور العين يا غالى.. يا شاغل مهجتي وبالى.. تعال اعطف على حالي.. وهني القلب ليلة العيد.. حبيبي مركبه تجرى.. وروحي بالنسيم تسرى.. قولوا له يا جميل بدري.. حرام النوم في ليلة العيد.. يا نيلنا ميتك سكر.. وزرعك في الغيطان نور.. يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد.. حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد.. حبيبي زي القمر يبعث نوره من بعيد لبعيد.. والليلة عيد ع الدنيا سعيد.. عز وتمجيد لك يا مليكي»، وهو المقطع الذي ظلّ يُمتع الملك فاروق حتى وفاته، والشعب المصري والعربي حتى الآن، واقتطع هذا المقطع من الأغنية التي يسمعها الملايين الآن، فأصبحت تُذاع ناقصة.