عندما يقضي الفنان عمره وهو يجسد أدوارًا منوعة ومتعددة، لا يصبح تكرار شيء قام بتمثيله، ليحدث في الواقع، أمرًا مستغربًا، فالجميع يغضب، والجميع يمرض، ويموت أيضًا، لكن أن يقوم فنان بتجسيد شخصية تُصاب بمرض، نادرًا ما نراه على الشاشة، ويشتهر بإتقان هذا الدور، ليُصبح من أنجح أعماله، ثم يُصاب بهذا المرض في الحقيقة، هذا ما يجعل المحبين للفنان يقولون “سبحان الله”.

هذا بالضبط ما حدث مع الفنان الكبير يوسف فوزي، أو الدكتور “جلال عوني”، وهي الشخصية التي جسدها في مسلسل “أوبرا عايدة”، الذي تم إنتاجه عام 2000، وقام ببطولته الفنان يحيى الفخراني، والفنانة المعتزلة حنان ترك، حيث قدم فوزي وقتها شخصية الجراح الشهير، الذي أقعده مرض “الشلل الرعاش”، عن العمل، وهو نفس المرض الذي بسببه أعلن مؤخرًا الفنان القدير عن اعتزاله التمثيل.

المرض أبعد الدكتور “جلال عوني” عن مهنة الطب، كما في المسلسل، وحرم الفنان يوسف فوزي، من استكمال مسيرته الفنية الكبيرة، والتي بدأت منذ الثمانينات، ليعتذر بذلك عن الأعمال الفنية التي كان من المقرر أن يشارك فيها خلال الفترة المقبلة.

شخصية الدكتور جلال عوني في “أوبرا عايدة”، ابتعدت عن عالمها عقب الإصابة بـ”الشلل الرعاش”، حتى أنه رفض في البداية الشهادة في المحكمة حتى لا يظهر امام الجميع ويشاهدوا مرضه بعد أن كان الطبيب الشهير، أما في الحقيقة، فقد أعلن الفنان يوسف فوزي، بنفسه عن قرار الاعتزال، لإصابته بهذا المرض، الذي يمنعه من التحكم في حركته.

فوزي قال بانه يعلم أن الله وضعه في هذا الاختبار، لكن تظل مشكلة “أكل العيش”، الذي يعتمد الفنان في سبيله على جسده الذي هو أدواته الوحيدة للوصول إلى المشاهد، والتي من المفترض أن تجد اهتمامًا من نقابة الممثلين والدولة بشكل عام، التي من الواجب عليها ان تقف بجوار فنانيها الذين أفنوا صحتهم في خدمة الفن المصري.

إليكم بعض المشاهد التي جسد فيها يوسف فوزي دور الطبيب المصاب بمرض الشلل الرعاش، خلال مشاركته في مسلسل “أوبراعايدة”.