١٠ معلومات لا تعرفها عن قصة حياة أشرف السعد
لم يكن يتصوّر الشاب العشريني محمد أشرف السيد علي سعد الشهير بلقب أشرف السعد، الذي نزح من إحدى قرى مركز «السنبلاوين»، بمحافظة الدقهلية، إلى القاهرة في فترة السبعينيات، باحثًا عن «لقمة العيش»، مثله مثل آلاف الشباب النازحين من الريف المصري في الدلتا والصعيد، أنَ يكون أحد أباطرة الاستثمار في الأموال، وأحد رجال الأعمال الذين تتصدّر أخبارهم الصحف والفضائيات، بداية من الإعلانات الممولة عن شركاته في توظيف الأموال، أو بعد أن تمّ اتهامه بالنصب والاحتيال والاستيلاء على أموال المودعين.
قصة صعود أشرف السعد
وتبدأ قصة أشرف السعد، العامل البسيط، الذي التحق بالعمل بإحدى محلات الحاج محمد التميمي المعروفة، وظل يعمل معه في فترة السبعينيات حتى نال ثقته التامة، وتولى إدارة أكبر فروع محاله، وأصبح مشرفًا على باقي فروع «محلات التميمي» في مصر، وفي نهاية فترة السبعينيات تعرف على بعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وارتبط معهم ببعض «صفقات البيزنس»، ونال ثقتهم، حتى ظنوا أنَّه أصبح واحدًا من كوادر الجماعة الإرهابية، وانتهى الأمر بتكوين شركة «السعد للاستثمار وتوظيف الأموال» في النصف الثاني من حقبة الثمانينيات، وكان الممول له من الباطن بعض قيادات جماعة الإخوان بهدف توفير مورد مالي كبير للإنفاق على أنشطة الجماعة، فضلًا عن حصوله على أرباح مغرية.
واستمرت الشراكة في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وأصبحت شركة «السعد» لتوظيف الأموال هي الأكبر والأشهر ووصل رأس مال الشركة إلى مليار جنيه في فترة التسعينيات، إلى أن وقع في المشاكل مع المودعين، بسبب عدم سداد مستحقاتهم وأرباحهم مقابل ايداع اموالهم لدى شركته، للاستثمار والتوظيف فيها، ولذلك فكر في الهروب خارج البلاد، تحسبًا لوقوع القبض عليه من الجهات الأمنية وملاحقته قضائيًا.
وفي فبراير عام 1991، بدأت رحلته الأولى مع الهروب، حيث سافر إلى فرنسا بحجة العلاج، وبعد هروبه بـ3 أشهر صدَر قرار بوضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، وبعد ذلك حُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة إصدار شيكات دون رصيد.
أما في يناير 1993، كان قد رتب محامو «السعد» القضايا المرفوعة ضده، ليعود فجأة، ولكن أُلقي القبض عليه بمطار القاهرة، لتحيله محكمة الجنايات، بتهمة الاستيلاء على 188 مليون جنيه مستحقات المودعين في شركاته، وفي نهاية ديسمبر عام 1993، تمّ إخلاء سبيله من سرايا النيابة بكفالة 50 ألف جنيه، مع تشكيل لجنة لفحص أعماله المالية، إلا أنَّه سافر مرة أخرى للعلاج في باريس في 4 يوينو عام 1995 حتى عاد منذ أيام.
«السعد» تزوج 11 مرة
وكشفت مصادر، كانت قريبة من أشرف السعد، أنَّه تزوج 11 مرة، وكانت آخر زيجاته، قبل سفره الأخير في عام 1995، والتي سافر بعدها بأشهر قليلة إلى لندن، ليستمر مقيمًا هاربًا في «عاصمة الضباب» لمدة تزيد على ربع قرن خوفًا من الملاحقات القضائية، ولم يعد إلا بعد أن تساقطت عنه القضايا، بعد رد الجهات المسؤولة كجهاز الكسب غير المشروع، ومن قبله المدعي العام الاشتراكي -الملغي- مستحقات المودعين من ممتلكات السعد المتحفظ عليها، لينهي رجل الأعمال أشرف السعد قصة غربة استمرت أكثر من 25 عامًا، خارج البلاد، حيث أفرجت عنه السلطات الأمنية عقب احتجازه بمطار القاهرة، ليلة الخميس الماضي، عدة ساعات للتأكّد من سلامة موقفه الأمني وعدم طلبه على ذمة قضايا أخرى.