راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

آخرها ٣ هجمات بالعريش.. الأمن يحبط محاولات الإرهابيين لدخول وسط سيناء

بعد الهجمات التي شنها المتطرفين على قوات إنفاذ القانون بالعريش، على مدار اليومين الماضيين، رصدت وكالات الانباء العالمية، جهود قوات الأمن المصرية، لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية لإقتحام وسط سيناء.
واصلت قوات إنفاذ القانون، من رجال القوات المسلحة والشرطة، على مدار اليومين الماضيين، معاركها الشرسة لتطهير مختلف قرى ومدن محافظة شمال سيناء، خاصة فى مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ونجحت فى إحباط أكثر من عملية وهجوم إرهابى على منشآت عسكرية وشرطية ومدنية، آخرها ٣ هجمات متزامنة فى وسط العريش.
وكشف بيان رسمى صادر عن وزارة الداخلية، أمس الإثنين عن تفاصيل التصدى لهجوم إرهابى على فرع البنك الأهلى فى وسط سيناء، ما أسفر عن استشهاد ٣ من رجال الشرطة وأحد أفراد الأمن الإدارى فى البنك، ومواطنة تصادف تواجدها داخل البنك، وإصابة عدد من المواطنين المتواجدين فى المنطقة».
وقال مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية: «فى صباح الإثنين، استهدفت مجموعات من العناصر الإرهابية المسلحة، التمركزات الأمنية المعينة لتأمين المنشآت الهامة فى شارع ٢٣ يوليو دائرة قسم ثان العريش، وأطلقوا الأعيرة النارية تجاه القوات، وفجروا عددًا من العبوات الناسفة».
وفى تلك الأثناء، وخلال تصدى القوات للهجوم الإرهابى، حسب البيان، استهدفت مجموعة من العناصر الإرهابية فرع أحد البنوك الكائن بذات المنطقة (فرع البنك الأهلى المصرى)، مستخدمين العبوات الناسفة وإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات المعينة لتأمين البنك، ما أسفر عن استشهاد ٣ من رجال الشرطة، وأحد أفراد الأمن الإدارى بالبنك ومواطنة تصادف تواجدها داخله، وإصابة عدد من المواطنين المتواجدين بالمنطقة.
وأضاف البيان: «أثناء فرار العناصر الإرهابية قاموا بالاستيلاء على مبالغ مالية من داخل خزانة البنك جار حصرها، وتم التعامل مع عدد من العبوات الناسفة بالمنطقة المحيطة بفرع البنك وإبطال مفعولها، وتجرى القوات عملية تمشيط واسعة بالمنطقة لملاحقة العناصر الإرهابية وضبطهم».
وقال مصدر أمنى: «عدد من العناصر الإرهابية هاجم فرع البنك الأهلى فى وسط سيناء، وزرع ٥ عبوات ناسفة بمحيط الفرع، فتعاملت الخدمات الأمنية المعينة لتأمين البنك معهم، ما أسفر عن استشهاد ٣ من رجال الشرطة، وسقوط عدد من القتلى بين صفوف العناصر الإرهابية».
وكشف شهود عيان من أهالى العريش عن أن «مجموعة مسلحة تقتاد سيارة نصف نقل خضراء اللون يقودها ملثم، و٣ دراجات نارية، دخلت من الطريق الخلفى لوسط العريش، وهاجمت الارتكاز الأمنى المعين لتأمين الصاغة من مسافة بعيدة، فيما اشتبكت مجموعة أخرى مع ارتكاز كنيسة مار جرجس بوسط المدينة، وأطلقت ثالثة الرصاص على مجلس المدينة».
وفيما يتعلق بالهجوم على الارتكاز الأمنى المعين لتأمين كنيسة مار جرجس القريبة من البنك بمسافة ٤٠٠ متر، قالت مصادر وشهود عيان، إن «مجموعة مسلحة هاجمت الارتكاز، وسمع صوت انفجار تبين أنه قذيفة «آر بى جى» أطلقت على إحدى مدرعات التأمين الواقفة أمام المدخل الرئيسى للكنيسة».
وقالت مصادر أمنية وطبية، إن ٦ من رجال الشرطة والمدنيين استشهدوا فى تلك الاشتباكات، فضلًا عن إصابة مجندين و١٥ مدنيًا تصادف وجودهم فى المكان، فضلًا عن إصابة عدد كبير من المهاجمين، مضيفة: «تم نقلهم إلى مستشفى العريش بسيارات إسعاف وسيارات مدنية عبر شوارع خلفية بعيدة عن موقع الاشتباكات».
وأوضحت أن المسلحين كانوا يستقلون سيارة من طراز شيفروليه خضراء اللون مسروقة تحمل لوحات رقم «٦٢١٨ ط ا ع»، فضلًا عن ٣ دراجات نارية وبدأوا بمهاجمة قوة تأمين كنيسة مار جرجس فى العريش بالتزامن مع سرقة البنك.
وقال شهود عيان، إن المهاجمين طوال القامة ويميل لونهم إلى الأصفر، ويبدو من هيئتهم أنهم غير مصريين، وفقًا للهجتهم ولكناتهم، التى كانوا ينادون بها بعضهم بعضا، وأعدادهم تقارب نحو ٤٠ عنصرًا، ٢٥ منهم على الأقل شاركوا فى الهجمات المتزامنة، فيما مثل المتبقون مجموعة دعم فى الشوارع الخلفية للمنطقة.
وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية، عودة الهدوء إلى مدينة العريش، فى أعقاب نجاح الأجهزة الأمنية فى صد الهجوم الإرهابى الذى وقع على فرع البنك الأهلى.
وأضاف المصدر: «تم تكثيف الإجراءات الأمنية بمدينة العريش، ونشر العديد من الأكمنة والأقوال الأمنية المتحركة المدعومة بقوات قتالية من قطاع الأمن المركزى، بالشوارع والمحاور الرئيسية فى المدينة».
وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى: «قوات إنفاذ القانون تجرى عمليات تمشيط ومداهمات وملاحقة للعناصر الإرهابية بطائرات حربية فى مختلف مناطق العريش، ومن بينها: (الجورة والخروبة والرفاعى والريسة والحسنة وميدان السادات وشارع٢٦يوليو وحى المساعيد والبراكين والقواديس».
وأضافت: «توغلت القوات بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال سيناء للقضاء على العناصر التكفيرية وضبط الخارجين عن القانون، وتم تنفيذ حملات مكبرة بمحيط مدن العريش والشيخ زويد ورفح، وأسفرت عن القبض على عدد كبير من المشتبه بهم، جارٍ فحصهم بمعرفة الأجهزة المعنية».
وأشارت إلى اتخاذ الإرهابيين أسلوبًا جديدًا، وهو نقل العمليات إلى وسط المدينة، لاتخاذ المواطنين المدنيين دروعًا بشرية، تحول دون القبض عليهم، إلا أن قوات الجيش والشرطة أحبطتا مخططهم، ونجحت فى تأمين وحماية المواطنين العزل، وتم تصفية والقبض على عدد كبير من العناصر الإرهابية.
وشددت على أن منطقة المثلث المتمثلة فى رفح والعريش والشيخ زويد تعتبر «مقبرة الإرهابيين»، حيث تشهد حصار الإرهابيين ومنع خروجهم، وتدمير سيارات الدفع الرباعى والربع نقل التى يستخدمونها فى تنفيذ العمليات الإرهابية والهروب، وإجبارهم على الترجل أثناء محاوله الهروب، ثم اصطيادهم فرادى، وذلك بالتعاون مع أهالى سيناء.

الآلاف يُشيعون شهداء الواجب فى ٤ محافظات بـ«الزغاريد والدموع»
شيَّع آلاف المصريين، أمس، بالزغاريد الممزوجة بالدموع، ثلاثة من شهداء الوطن، بمحافظات «دمياط والغربية وبنى سويف والبحيرة»، الذين استشهدوا فى الحادث الإرهابى بمنطقة القواديس والعريش.
وفى قرية شرمساح التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط، تحولت جنازة الشهيد جهاد إبراهيم مصطفى الكيال، إلى مظاهرة تطالب بالقصاص من القتلة، وسط هتافات تدعو للشهيد ورفاقه بالرحمة.
وقالت أم الشهيد: إنها تلقت مكالمة من ابنها الشهيد ليطمئن على أحوالها وأحوال شقيقيه الاثنين، مصطفى وأحمد، وأخبرها بموعد وصوله غدًا، لكونها انهارت وهى تتحدث معه، لأنها لم تره منذ فترة طويلة.
وفى قرية «كفر الديب» التابعة لمدينة زفتى بمحافظة الغربية، شيع الأهالى جثمان الشهيد أحمد رضا عبدالحكم، عريف بالقوات المسلحة، حيثُ خرج الجثمان من المسجد الكبير فى جنازة عسكرية مهيبة ملفوفًا بعلم مصر.
وقالت والدة الشهيد: إن ابنها كان حنونًا جدًا، خاصة عليها وعلى شقيقته، وأن يد الإرهاب والغدر خطفته فى دقيقة واحدة، وظلت تردد حسبى الله ونعم الوكيل.
فيما أضافت شقيقته بدموع مكتومة: «أخى فى مكان أفضل منا، ونفتقده، لكنه ذهب إلى الجنة لأنه شهيد الواجب ومصر كلها حزينة عليه، واليوم يوم عيده وأسأل الله أن يتقبله شهيدًا».
وشيّع أهالى قرية الزيتون التابعة لمركز ناصر بمحافظة بنى سويف، الشهيد أسامة فراج محمد، ٢١ سنة، حيثُ خرج الجثمان ملفوفًا بعلم مصر ومحمولًا على سيارة إطفاء فى جنازة عسكرية انطلقت من مسجد عمر بن عبدالعزيز بوسط مدينة بنى سويف.
وقال مصطفى بدوى، أحد أهالى القرية، إن الشهيد التحق بالقوات المسلحة منذ عام وهو حاصل على دبلوم، ونقل إلى سيناء منذ ٣ أشهر، ووالده يعمل مبيض محارة.
وأضاف: «لديه ٦ أشقاء وكان يتسم بحسن الخلق والاحترام بين أهالى قريته وكان يقضى حوائج غيره ولديه شقيقه متطوع بالقوات المسلحة ويخدم بسيناء أيضا».
فى سياق متصل، شيع أهالى قرية الضهرية التابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة فى جنازة شعبية مهيبة جثمان الشهيد رضا أحمد أبوالنجا، ابن القرية، الذى استشهد خلال هجوم شنه إرهابيون فى العريش، لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس.

الإعلام الغربى: الإرهابيون يستخدمون الأهالى دروعًا بشرية
قالت شبكة «فويس أوف أمريكا»، إن القوات الأمنية تحاول جاهدة مواجهة المجموعات الإرهابية التى تختبئ بين السكان فى سيناء، ويستخدمون الأهالى كدروع بشرية، ما يعرقل عمل الجيش للقضاء على هذه البؤر الإرهابية.
وذكرت الشبكة، أن الحكومة تحاول إصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة فى مصر من إهمال لسيناء، ما أسفر عنه انتشار الجماعات الإرهابية بها بسهولة، موضحة أن التنظيم لم ينجح فى الوجود فى أى بقعة أخرى من مصر.
وأضافت أن النظام الحالى فى مصر يتعاون مع القبائل، ويبحث تنمية سيناء من أجل مواجهة التنظيم، بطرق أخرى بخلاف الوسائل العسكرية.
من جهتها، أكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن «داعش» بدأ فى تغيير استراتيجيته بعد تشديد الخناق عليه من قبل الجيش، وهاجم لأول مرة بنكًا بعد تصفية أكثر من ٢٤ عنصرًا متطرفًا، وسرق جميع محتوياته، وترك به بعض القنابل والعبوات الناسفة.
وأشارت إلى أن قوات الأمن المصرية بدأت فى اتباع أساليب جديدة لمواجهة التنظيم، حيث طوقت وسط المدينة بالكامل، وأخلت السكان الذين يقيمون فى مبنى البنك والفتيات من المدرسة التى تقع فى محيط الكنيسة والبنك.

سياسيون فلسطينيون: الهجوم محاولة
لتقويض المصالحة
قال سياسيون فلسطينيون إن الحوادث الإرهابية الأخيرة فى سيناء، تأتى ردًا على نجاح القاهرة فى تحقيق المصالحة بين حركتى «فتح وحماس»، وفى محاولة لتقويض هذه المصالحة، التى من بين نتائجها حصار العناصر الإرهابية فى غزة وبالتالى فى سيناء.
وأكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ القانون الدولى والقيادى الفلسطينى، أنه كلما تنفس أهل غزة الصعداء بأمل فتح معبر رفح، خرج الحاقدون ليقتلوا هذا الأمل، متقدمًا بالعزاء لشهداء الجيش المصرى. وصرح «الرقب»، بأن الهدف من الأعمال الإرهابية هو حصار قطاع غزة والضغط على السكان وتركيعهم، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطينى يده على قلبه كلما أعلن عن فتح المعبر. وأوضح أن الحادث الإرهابى وغيره من الأعمال الإرهابية لن تؤثر على المصالحة، بل ستعزز العلاقة بين مصر وحماس وترفع مستوى التنسيق الأمنى.
من جهته، قال المتحدث الإعلامى باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، إن من قام بهذه العمليات لا يريد الخير لأهل غزة بمنعهم من المرور عبر معبر رفح، مضيفًا: «حماس لن تسمح لأى جهة بتخريب علاقاتها مع الأشقاء فى مصر، والتأثير على العلاقات الفلسطينية المصرية».

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register