راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

أبناء يبحثون عن مصر

 

مصطفى محمود
مصطفى محمود

بقلم : مصطفى محمود

كثيرون هم أبناؤك يامصر.. ولكن من ينقب عنهم ومن يعلمهم .. قليلون.. فى الوقت الذى تحاول فيه مصر إقناع العالم بموقفها السياسى فيجب أن يوازى هذا الجهد جهد أخر خاص وهو القوة الناعمة التى نتحدث عنها كلما كانت هناك مشكلة .. سواء أكانت هذه القوة علمية أو ثقافية أو فنية و المهم من يحمل هذا النوع من القوة يكون له مصداقية عالمية ومن أبرز الوجوه التى لديها مصداقية .. عمر الشريف .. د. مصطفى السيد .. د. أحمد زويل و آخرون ولكن يبقى احد أشهر هؤلاء وللأسف دائما ما ننساه على الرغم من أنه يتمنى أن يموت فداءا لهذا الوطن. انه الموسيقار المتفرد صانع الأجيال "عبده داغر". رجل عادى بالنسبة للمصرين لكن للغرب هو رجل نادرا جدا أن يجود الزمان بمثله, لم يذكره أحد ولم تستعن به مصر للدعاية لها- على الرغم من أنه يجلس فى محرابه نسيا منسيا – وعلى الرغم من أن كل العالم يعرفه و يقفون له احتراما ومع انه لا يعرف القراءة ولا الكتابة , فهو يظل مثله مثل عباس محمود العقاد بل أكثر وأعمق ويكفى القول أن جامعة جينيف منحته الدكتوراه الفخرية لعبقريته وعلى الرغم من انه ظُلم كثيرا كثيرا فترة حكم مبارك من مهدها إلى لحدها , فهو مازال عاشقا لمصر.

انه الفنان الموسيقار العالمى عبده داغر.. الذى يعرفه العالم والذى يمكن أن يدر على مصر مليارات الدولارات بدون مجهود يذكر ولكن ماذا نفعل مع أناس لا ينزلون العظماء منازلهم ويبحثون عن فتات طعام العالم ليزلهم العالم به بعد ذلك أناس لا تعترف إلا بالشهادات حتى لوكان أصحابها قد اشتروها من أمريكا أو انكلترا أو غيرها فهم جهلاء فى امة موجوعة تلملم أشلاءها وهم يعيشون على جهل أبنائها  ولكنهم يرتقون بأموال الفقراء.أما أمثال هذا الموسيقار العالمى فلا مكان له فى بلد نبذته ورحب به العالم ولكنه أبى إلا أن يعيش فى وطنه الذى لا يقدره بل لا يعرفه.

    عبده داغر انبهر به النمساويون وكانوا يقفون له فى الحفلات مصفقين لمدة 10 دقائق متوالية فى كل فاصل لحنى.. وأحدثت موسيقاه خبلا فى عقول الألمان لدرجة أقاموا له تمثالا فى حديقة الخالدين بجانب العظماء .. بيتهوفن .. باخ .. تشايكوفيسكى.. عبده داغر.. فلا يستطيع احد ولا يجرؤ احد الاقتراب أو الحديث أو نقد هؤلاء العظماء لكن الغرب يسمح فقط لعبده داغر فينتقد بيتهوفن ويتقبل الألمان .. ويبدى ملاحظات على باخ وتشايكوفيسكى ويتقبل العالم .. هل عرفتم من هو عبده داغر .

عبده داغر حاولت معه أم كلثوم أن يكون معها فى فرقتها ولكنه لم يكن يحب هذا .. كان يحب التفرد ويحب تأليف الموسيقى الكلاسيكية المصرية الخالصة .. فمعظم الموسيقى التى نسمعها .. مستقاة من الموسيقى التركية من أيام الخلافة العثمانية .. أما الموسيقى التى يؤلفها عبده داغر فهى موسيقى مستقاة من القرآن الكريم بحركاته السبع .. وقام بتأليف سيمفونيات وأعمال أعظم بكثير جدا من أوبرا عايدة التى ينبهر بها العالم.. و الغريب أن مصر تتبنى أوبرا عايدا وتعتقد انه العمل الوحيد الذى يعبر عن مصر على الرغم من أن الذى ألفها الإيطالى فيردى بناء على طلب من الخديوي إسماعيل وتردد فيردى كثيرا ولم يكن يريد تأليفها ولكن تم هذا العمل بعد ضغوط كثيرة.   فى حين أن سيمفونية مثل إخناتون أو المحمدية التى ألفها عبده داغر قد تفوق أوبرا عايدة بمراحل . وإذا تم تبنى هذين العملين سيكونا مصدر دخل كبير جدا لمصر , فالعالم يعرف هذه الأعمال ولا نعرفها .. ويقدرها ويقدره ولا نقدره.. ومازلنا نحن هنا لا ندرك أهمية العظماء .. فهذا الرجل إذا قال للألمان إن ما حدث فى 30 يونيو ثورة لصدقوه و انقلبوا على أنجيلا ميركل .. عبده داغر وحده يستطيع إقناع الغرب كله بما تريد مصر أن تقوله .. إذن فلماذا تتجاهله مصر ولماذا تتجاهله وزارة الثقافة ولماذا لاتتبنى أعماله ؟!! لو كان التجاهل عن علم إذن فمصر لم ولن تتقدم خطوة واحدة لأن الأمر مازال لعبة مصالح , و إن كانت لا تعلم فمازالت الفرصة قائمة للتعامل مع أحد عظماء العالم و احد عظماء التاريخ المصرى الحقيقيين فى مجاله فهو يبلغ من العمر 77 عاما ومازال يريد أن يخدم هذا الوطن .. فهل من عاقل يدرك ما نقول؟!

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register