راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

«أبو ليلى».. فيلم يطرح ثنائية الخوف والعنف في ظل «العشرية السوداء» بالجزائر

لا تزال ”العشرية السوداء“ تلقي بظلالها على السينما الجزائرية رغم انقضائها قبل 17 عاما، ويأتي فيلم (أبو ليلى) للمخرج أمين سيدي بومدين ضمن أحدث الأفلام التي تتناول هذه الحقبة ليقدم انعكاسا جديدا لما ما دار فيها من عنف وإرهاب.

يبدأ الفيلم بجريمة اغتيال لرجل أمام منزله في الجزائر العاصمة عام 1994 ينفذه الإرهابي المكنى ”أبو ليلى“ والذي يحمل الفيلم اسمه، ثم تنتقل الأحداث مباشرة إلى الصحراء وتحديدا الجنوب الجزائري حيث لا شيء سوى الرمال الصفراء والسماء الزرقاء اللذين يستغلهما المخرج كديكور طبيعي وبديع لمعظم مشاهد الفيلم.

تنطلق سيارة دفع رباعي سوداء وسط الصحراء بداخلها بطلا الفيلم، ويبدو من خلال الحوارات بينهما أن أحدهما مريض ومتعب بل ومضطرب نفسيا بينما يساعده الآخر طوال الوقت على تجاوز الآلام البدنية والكوابيس التي تهاجمه من آن لآخر واستغلها المخرج في استجلاء بعض الخلفيات عن الشخصيتين من خلال الرجوع للماضي ثم العودة للحاضر.

بعد مشوار طويل يتضح أن الاثنين شرطيان أحدهما يعمل بوحدة مكافحة الإرهاب بينما الآخر شرطي دورية وأنهما يسعيان خلف الإرهابي أبو ليلى، لكن الدافع وراء هذه المطاردة ذات الطابع الشخصي يظل غامضا حتى الدقائق الأخيرة من الفيلم.

مع اقتراب النهاية تتكثف الأحداث وتترابط الخطوط وتتجلى ثنائية الخوف والعنف التي أراد صناع الفيلم إبرازها منذ البداية من خلال اختيار الصراع المسلح الذي خاضته الجماعات المتطرفة في الجزائر خلال العشرية السوداء (1992-2002) ضد الدولة ومؤسساتها كخلفية للأحداث. وتظهر رابطة بين هذه الثنائية وبين الخوف والعنف اللذين يسكنان كل إنسان وصراعه الشخصي في ترويضهما.

يمتلئ الفيلم بمشاهد دموية لشخصية شرطي الدورية المضطرب نفسيا لذا قد لا يكون ملائما للأطفال لكنها تبدو موظفة لخدمة السياق العام.

الفيلم بطولة سليمان بنواري وإلياس سالم وعزوز عبد القادر، وعكف المخرج أمين سيدي بومدين على الإعداد وكتابة السيناريو عدة سنوات بينما جرى تصويره في ثمانية أسابيع.

وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية والعربية قبل أن يعرض أمس الخميس في افتتاح مسابقة أسبوع النقاد الدولي بمهرجان القاهرة السينمائي.

وقال بنواري في مناقشة بعد العرض إن الفيلم لا يتعرض لقضية الإرهاب بشكل مباشر ولا يستعرض ”العشرية السوداء“ بالصورة النمطية المترسخة في الغرب أو الذي تناولته الكثير من الأفلام السابقة لكنه يركز على العنف داخل الإنسان والدور الذي تلعبه الظروف أو يتسبب المحيطون بنا في تنميته واستفزازه إلى أن يظهر على السطح.

وأضاف أنه يتمنى أن يشاهد الجمهور الجزائري الفيلم قريبا إذ لم يحصل إلى الآن على إجازة بالعرض العام رغم أنه من إنتاج وزارة الثقافة، وهو ما تكرر مع أفلام عديدة في السنوات القليلة الماضية دون أسباب واضحة.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register