راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

أحكام نادرة للشعراوي عن المرأة والتعليم والنكسة .. تقرير

شاء الجميع أم أبوا، الرجل هو «إمام العصر»، ولا تصلح كلمة «الإعجاب» للتعبير عن مشاعر ملايين في مصر والوطن العربي نحوه، فعلاقتهم به اقتربت من «التقديس»، ولولا إن الإسلام لا يعرف قديسين، لأصبح هو قديسًا في نظرهم.

لمع الشيخ محمد متولي الشعراوي في فترة الستينات والسبعينات، وتصاعدت شهرته بسرعة الصاروخ، حيث امتلك صفات شخصية دفعت الناس للإقبال على برامجه، ووصلت شهرته إلى حد أن كل حديث له يُسجل على شرائط كاسيت تُباع بالآلاف، وكان مجرد الاقتراب منه والجلوس أمامه حلم يراود الملايين، التي كانت تُطلق سهام التكفير تجاه من يدخل في معارك معه، أمثال زكي نجيب محمود، ويوسف إدريس، وفؤاد زكريا.

لكل شخص محبين وأعداء، و«الشعراوي» الذي حاز على إعجاب الملايين، له أعداء في الأوساط الليبرالية واليسارية، بسبب عدد من الآراء التي اعتبروها «شاذة»، وكشفت عن تشدد الرجل الذي ارتبط اسمه منذ ظهوره حتى الآن بـ«الوسطية».

«المصري لايت» ترصد عددًا من آراء «الشعراوي» في مختلف المجالات، أثارت جدلًا كبيرًا، وصلت إلى حد وصفه بـ«التشدد والعداء للفقراء».

  1. الثقة في المرأة

في شهر رمضان عام 1984، عرض «الشعراوي» خلال حديث تليفزيوني رأيه في أخلاق المرأة، والعلاقة بينها وبين الذي ترتديه، فيقول: «المرأة يجب أن تكون مستورة حتى لا يشك الرجل في بنوّة أبنائه منها»، أي أن المرأة المستورة أو المحجبة هي وحدها التي تنجب لزوجها أبناء يكون واثقًا من أنهم أبناؤه، على حد قوله.

 

رأي «الشعراوي» أثار جدلًا كبيرًا، ما دفع المفكر الراحل فؤاد زكريا للرد عليه في مقال بعنوان «كبوة الشيخ»، نشره في صحيفة «القبس» الكويتية في نفس العام، ثم وضعه بعد ذلك في كتابه «الحقيقة والوهم في الحركات الإسلامية المعاصرة».

يقول «زكريا» في مقاله: «الشعراوي يقرر ببساطة شديدة أن المرأة المحجبة فقط تُنجب لزوجها أبناء يثق من أنهم أبناؤه، أما إذا لم تكن كذلك، فإن الأمر يظل موضوع شكّ.. هنا الشيخ الجليل يحتقر الطبيعة البشرية، فهو لا يرى المرأة إلا موضوعًا لشهوة الرجل، وأنها مصدر دائم للشر والغواية، ولن يستقيم أمرها إلا إذا حجبت عن أعين الناس، وهذا تم اختزالها في عنصر واحد، وهو الجسد والجنس، ونسى المرأة العاملة».

 

ويضيف: «حين يعرض الشيخ الشعراوي نظرية أخلاقية كهذه، لا يملك المرء إلا أن يشعر بالألم والحزن على نوع التفكير الذي يُوصل إلى مثل هذه النتائج، ففي رأي الشيخ لو ظلت المرأة سافرة فإن الشر الكامن فيها، والغواية التي تثيرها في الآخرين، قد توصلها إلى حد إنجاب أطفال من غير زوجها، وهكذا نسى الشيخ المرأة العاملة التي تزامل الرجل في ندية وإخاء دون أن يطل شبح الجنس في علاقتهما».

 

  1. رفض عمل المرأة

وقف «الشعراوي» أيضًا ضد عمل المرأة، حيث قال في كتاب «الشعراوي بين السياسة والدين»، الصادر عن دار الفتح للإعلام العربي عام 1997، وهو عبارة عن حوار مطول مع الكاتبة سناء السعيد: «خروج المرأة للعمل هو هروب من مهمتها الأصلية، وهي تربية الأبناء، المرأة المصرية تقول إن يجب أن تخرج لبناء المجتمع، ونسيت أن قولها هذا هو قول مغلوط، لأن العكس هو الصحيح، فالنساء يخرجن لهدم المجتمع لا لبنائه، لأن الرجل مهمته الكفاح والعمل، والمرأة مهمتها تربية أطفالها، وهناك أمر غريب وهو لجوء المرأة للاستعانة بخادمة لتضطلع بمهمتها الموكلة إليها أصلًا».

 

ويضيف: «إذا أقبل الرجل على امرأة لكي تعاونه في حياته، فهذا سبب كافٍ لردع المرأة عن أن تقبله كرجل، لأن الرجل الذي يريد أن يتخلى عن مهمته ويرى نفسه ضنينًا بأن يدفع ثمن مكوث زوجته بالبيت لكي تشرف على أثارة من الأجناس، رجل لا يمكن للمرأة أن تثق فيه أو تقبله كرجل».

 

  1. موقفه من نكسة 1967

استقبل «الشعراوي» هزيمة الجيش المصري عام 1967 بـ«سجدة شكر»، وفرح أن مصر لم تنتصر وهي في «أحضان الشيوعية»، حيث كان الاتحاد السوفيتي يدعم مصر في مواجهة إسرائيل، ويقدم مساعدات عسكرية للجيش المصري.

وعن هذه الواقعة يقول «الشعراوي»، في لقاء تليفزيوني: «استقبلت نكسة 1967، ونصر أكتوبر 1973 استقبالًا واحدًا، سجدت حينما علمت بالنكسة، وسجدت عندما علمت بالنصر، لكن هناك فارق بين دوافع السجدتين، سجدت بعد النكسة، لأني فرحت أننا لم ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية، لأننا لو انتصرنا ونحن في أحضان الشيوعية، لأُصيبنا بفتنة في ديننا، وسجدت عندما انتصرنا في أكتوبر بعيدًا عن الشيوعية».

  1. الوقوف مع الرأسماليين ضد الشيوعيين

 

كان لـ«الشعراوي» موقفًا واضحًا من الشيوعية، ولهذا سجد بعد النكسة، فهو يرفضها ويعتبرها ضد الإسلام، لذلك كان يرفض تقارب مصر مع الاتحاد السوفيتي، واتضح ذلك أكثر، في مقال كتبه بتاريخ 12 يونيو عام 1984، في صحيفة «الأخبار» بعنوان «الإسلام يتحدى الشيوعية والرأسمالية معًا»، حيث كان الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وتحدث فيه عن الفرق بين عداء المسلمين في عهد الرسول للفرس، وعدائهم للروم، وقال إن الفرس كانوا في ذلك الحين «ملحدين»، والروم كانوا «مؤمنين»، وإن كانت عقيدتهم نصرانية، ومن هنا كان الروم «أقرب إلى قلب الرسول» فلما نشبت المعركة بين الروم والفرس وتمت هزيمة الروم على يد الفرس حزن الرسول وحزن المؤمنون، والسبب أن العداء بين الإسلام وأهل الإلحاد هو عداء في القمة، ولكن الخلاف ما بين الإسلام والديانتين خلاف في تصور الإله فقط.

 

وكان «الشعراوي» يهدف من ذلك الحديث عن موقف مصر من المعسكرين الشيوعي «الاتحاد السوفيتي» والرأسمالي «أمريكا»، وتأكيده في نهاية المقال على ضرورة الوقوف ضد الشيوعيين لأنهم «ملحدين»، ومساندة الرأسماليين لأنهم مؤمنون بالله، وخصومتنا لهم ينبغي أن تكون أخف، كما يجب أن ندعو لهم بالنصر على المعسكر الآخر.

رد فؤاد زكريا على مقال «الشعراوي»، في كتابه «الحقيقة والوهم في الحركات الإسلامية المعاصرة»، قائلًا: «هكذا يحدد الشيخ الجليل علاقتنا بالدول الكبرى على أساس العقيدة الدينية، أما السياسات التي يمارسها بالفعل هذا النظام الدولي أو ذاك، فمن الواضح أنها لا تهم الشيخ في شيء، وهكذا فإن زعيمة المعسكر الرأسمالي التي تزود إسرائيل بالأسلحة التي تقتل بها أبناءنا وتحرق بيوتنا وتستولى على أراضينا، ينبغي أن تظل أقرب إلى قلوبنا من السوفيت، الذين يؤيدوننا في جميع المنظمات الدولية، وما زالوا يقطعون علاقتهم بأعدائنا، ويقفون لهم بالمرصاد، ويقدمون لنا من الأسلحة ما أتاح لنا أن نشن ضد إسرائيل أكثر حروبنا نجاحا (أكتوبر)».

 

  1. معركة بسبب تأليه «فهد والسادات»

في كتابه «أفكار مهددة بالقتل: من الشعراوي إلى سلمان رشدي»، نشر الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، قصيدة كتبها «الشعراوي» يمدح فيها الملك فهد بن عبد العزيز، رفعته إلى مصاف الآلهة، حيث يقول «الشيخ»

 

يا ابن عبد العزيز.. يا فهد شكرًا

 

دمت للدين والعربة فخرًا

 

أنت ظل الله في الأرض

 

تحيا بك البلاد أمنًا وسرًا

 

«ظل الله في الأرض»، هذا الشطر من القصيدة أثار جدلًا، حيث رفع فيه «الشعراوي» الملك فهد إلى مصاف الآلهة، بل دافع بعض العلماء عن «الشعراوي»، مستندين إلى حديث «السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه الضعيف وبه ينتصر المظلوم  ومن أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة».

 

يقول إبراهيم عيسى تعقيبًا على ذلك: «الشعراوي تحدث عن هذا الحديث في صحيفة الأخبار بتاريخ 13 أغسطس 1993، وقال فيه (على العلماء أن يتبينوا)، أي تسائل هو الآخر عن صحة الحديث، الذي لجأ العلماء إليه للدفاع به عنه».

 

ويضيف «عيسى»: «لم يكتف الشيخ بذلك، بل قال في القصيدة أيضًا (أنت زدت المقدسات شموخًا)، لا أعلم كيف سيزيدها شموخًا، فلن يزيد أي شخص مقدسات الله شموخًا، فهي يا شيخنا شامخة مقدسة ليست في حاجة إلى لا ملك، ولا خادم، ولا لك، ولا أنا».

لم يكن هذا الموقف فقط هو الذي رفع فيه «الشعراوي» أشخاصًا إلى مصاف الآلهة، بل فعل نفس الموقف مع الرئيس الراحل أنور السادات، حينما كان «الشيخ» وزيرًا للأوقاف.

 

وقف «الشعراوي» في مجلس الشعب يوم  20 مارس 1978، ودافع عن الرئيس «السادات» ضد المعارضة التي كانت تهاجمه، قائلًا: «لو كان لي من الأمر شيء، لحكمتُ لهذا الرجل الذي رفعنا تلك الرفعة، وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة»، وزاد على حديثه بالآية القرآنية «ألا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون».

 

قول «الشعراوي» أثار غضب عدد كبير من المعارضين، ورجال الدين، حيث وصف «السادات» بأنه شخص فوق السؤال، وأنه منزه بما يفعل عن «غوغاء المعارضة».

 

الشيخ الراحل عبد الحميد كشك، هاجم «الشعراوي» بسبب تلك الواقعة، وقال: «ماذا تقول لربك غدًا يا شيخ شعراوي لما وقفتَ في مجلس الشعب وقلت ما قلته، من الذي لا يُسأل عما يفعل يا شعراوي؟».

  1. مجانية التعليم

 

انتقد «الشعراوي» مجانية التعليم، مستنكرًا تعليم الأغلبية بالجامعة في دولة مثل مصر، وهي من دول العالم الثالث.

 

وقال «الشيخ»، في كتاب «الشعراوي بين السياسة والدين»، الصادر عن دار الفتح للإعلام للعربي: «من قال إن دولة متخلفة (مصر) في العالم الثالث مازالت في بدء المحاولات لكي تنهض تشرع بمهمة توظيف كل أفرادها، وتأخذ على عاتقها تعليم الأغلبية بالجامعة، إننا ننسى أن من يتعلم بالجامعة في الولايات المتحدة يدفع الكثير حتى يمكن له ذلك».

 

وأضاف: «لو حسبنا ما تدفعه الأسرة على الدروس الخصوصية لأولادها لوجدناه يساوي عشرة أمثال ما كانت تتكلفه الدراسة يوم أن كانت بمصاريف، فدعونا من نفاق الجماهير ولنشرع في علاج مثل هذه القضايا بروح جديدة».

 

  1. اختراع « الكلينكس» أفضل من صاروخ في القمر

خلال حديث تليفزيوني في رمضان عام 1984، عرض «الشعراوي» تفسيره للآيات المتعلقة بالسماوات والأرض، ووصل إلى نتيجة مفادها أن «علوم الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية كلها لا تساوي شيئًا، وإن الإنسان الذي اخترع ورق الكلينكس أو عود الكبريت أفاد البشرية بأكثر مما أفادها ذلك الذي اخترع صاروخًا يصل إلى القمر».

 

رأي «الشعراوي» أثار غضب المهتمين بالعلم، على رأسهم فؤاد زكريا، صاحب كتاب «التفكير العلمي»، والذي اتهم «الشيخ» باحتقار العلم والعقل البشري، وذلك في مقال «كبوة الشيخ» الذي نشر في صحيفة «القبس» الكويتية عام 1984.

 

يقول  «زكريا»: «هنا لا يملك المرء إلا أن يتساءل: لمصلحة من يقال هذا الكلام في بلاد تكافح من أجل اللحاق بركب العلم والتكنولوجيا؟، وماذا يكون وقع هذه الكلمات على أسماع الأجيال الشابة الجديدة التي تعيش أعداد كبيرة منها في أسر مفتونة بالشيخ ومتقبلة لكل حرف يقوله وكأنه كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟، ألا يدري الشيخ أن مستقبلنا مرهون بالعلم بكشف طاقة بديلة عن البترول بعد أن ينفذ، وابتكار طرق جديدة لإنتاج الغذاء نحقق به الاكتفاء لأنفسنا، ونحمي أبناءنا من الجوع، والوصول إلى أساليب اقتصادية  لبناء المساكن وتعمير المدن وشق الطرق».

خلال حديث تليفزيوني في رمضان عام 1984، عرض «الشعراوي» تفسيره للآيات المتعلقة بالسماوات والأرض، ووصل إلى نتيجة مفادها أن «علوم الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية كلها لا تساوي شيئًا، وإن الإنسان الذي اخترع ورق الكلينكس أو عود الكبريت أفاد البشرية بأكثر مما أفادها ذلك الذي اخترع صاروخًا يصل إلى القمر».

 

رأي «الشعراوي» أثار غضب المهتمين بالعلم، على رأسهم فؤاد زكريا، صاحب كتاب «التفكير العلمي»، والذي اتهم «الشيخ» باحتقار العلم والعقل البشري، وذلك في مقال «كبوة الشيخ» الذي نشر في صحيفة «القبس» الكويتية عام 1984.

 

يقول  «زكريا»: «هنا لا يملك المرء إلا أن يتساءل: لمصلحة من يقال هذا الكلام في بلاد تكافح من أجل اللحاق بركب العلم والتكنولوجيا؟، وماذا يكون وقع هذه الكلمات على أسماع الأجيال الشابة الجديدة التي تعيش أعداد كبيرة منها في أسر مفتونة بالشيخ ومتقبلة لكل حرف يقوله وكأنه كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟، ألا يدري الشيخ أن مستقبلنا مرهون بالعلم بكشف طاقة بديلة عن البترول بعد أن ينفذ، وابتكار طرق جديدة لإنتاج الغذاء نحقق به الاكتفاء لأنفسنا، ونحمي أبناءنا من الجوع، والوصول إلى أساليب اقتصادية  لبناء المساكن وتعمير المدن وشق الطرق».

  1. الاختلاط في الجامعات

ومن الآراء التي تكشف تشدده، تحريمه اختلاط الرجل بالمرأة، والطالبات بالطلاب في الجامعات.

كان «الشعراوي» أجرى حوارًا مع مجلة «صوت الجامعة» في فبراير 1993، نقل الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، أجزاء منها في سلسلة مقالات بعنوان «هذه شهادتي عن الشيخ الشعراوي»، نشرها في موقع «الدستور الأصلي» وصحيفة «التحرير» في أبريل 2013.

تحدث «الشعراوي» في الحوار عن قضية «الاختلاط في الجامعات»، وأكد رفضه للاختلاط، بقوله: «وجود الطالبات مع الطلاب حرام، متقوليش اختلاط وبعدين تسألني عن حدود العلاقة، لأن وجودهم مع بعض من الأول حرام»، فحاول المحرر أن يحصل على شيء إيجابي واحد من الاختلاط، فيرد «الشعراوي»: «إيجابيات إيه؟، الاختلاط كله سلبيات، واسألوا المشرفين .عن نظافة دورات المياه في الجامعة».

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register