كالنار في الهشيم، انتشرت أمس، أنباء زيادة أسعار كروت شحن شركات المحمول الثلاث في مصر، لكن تطبيق الزيادة، في يومها الأول، جاء بشكل مستفز من قبل التجار، حيث تمت مضاعفة الأسعار، لتكون الزيادة مضاعفة، وتصل إلى 75%.

طالبت جمعية «مواطنون ضد الغلاء» لحماية المستهلك، مستخدمى المحمول، بالامتناع عن شراء كروت الشحن بعد قرار الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات زيادة أسعار الكروت، بدءا من أمس، فيما أشعل القرار غضب مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، الذين دعا عدد منهم إلى مقاطعة الاتصال لعدة أيام، لإجبار الجهاز على التراجع عن القرار.

وقالت «مواطنون ضد الغلاء»، فى بيان، أمس، إنه اعتبارًا من أمس تبدأ حملة مقاطعة لشركات المحمول احتجاجًا على الزيادة 36%. ودعت مستخدمى الخطوط فى الشركات الثلاث أورانج وفودافون واتصالات إلى الامتناع عن استخدام الهاتف المحمول، على أن يكون الاستخدام فى حدود الضرورات أو الطوارئ.

وأوضحت الجمعية أنه بدءًا من اليوم سيتم تشكيل تكتل كبير، يشكّل من خلاله ما يسمى جماعة ضغط على الشركات وعلى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات والذى يحصل على نسبة من أرباح هذه الشركات.

وطالب محمود العسقلانى، رئيس الجمعية، بتعديل نظام المحاسبة على كسر الدقيقة، على أن يكون الحساب بالثانية، وقال: «سوف نتصل بقيادات الشركات الثلاث حتى يمكن فتح حوار جاد وتفاوض لإثناء هؤلاء عن الزيادة الأخيرة وتحسين الخدمة».

ووجه رسالة لمستخدمى المحمول قائلا: «توقفوا عن الاتصال حتى الغد، إلى أن يتجمع التكتل ويقرر الاستمرار أو التوقف، وحتى يصبح يوما الخميس والجمعة بداية حقيقية لنضال المستهلكين لانتزاع حقوقهم ومواجهة الجشع والاحتكار».

وأثارت زيادة أسعار كروت الشحن غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بعد إعلان شركات المحمول تقليل حجم الرصيد الذى يتيحه الكارت بنسبة 30%.

وأطلق مستخدمو موقع التواصل «تويتر» هاشتاجًا جديدًا يحمل اسم «#كروت_الشحن»، جاء ضمن قائمة الموضوعات الأكثر تداولًا فى فترة قصيرة من الإعلان عن ارتفاع أسعار كروت الشحن.

وقال حساب باسم سامى: «إمبارح وزير المالية يطلع يقول إنه مفيش زيادة فى أسعار الوقود، وتانى يوم زودوا أسعار كروت الشحن.. شغل ٣ ورقات زى ما الكتاب بيقول».

وغرد عصام: «يا جماعة هيزودوا أسعار كروت الشحن بعد الساعة 12، كارت الـ100 هيبقى بـ140 وهكذا، فالحقوا اشتروا شوية»، وعلق آخر قائلاً: «مش هنشحن»، وطالب بمقاطعة الاتصالات لعدة أيام لإجبار الجهاز على التراجع عن القرار، وقال «بسام»: «أنا مش مصدق والله لحد دلوقتى موضوع كروت الشحن ده، ومش عارف أصدق»، وتسبب القرار فى استنكار وتعليقات ساخرة من جانب مستخدمى باقى مواقع التواصل الاجتماعى.

من جانبه، قال الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، إن الزيادة التى تقررت على كروت شحن خطوط المحمول لن تكون فى القيمة التى يدفعها المستخدم، لكن فى القيمة الفعلية التى يحصل عليها من الكارت.

وأضاف الجهاز أنه قرر، بدءا من أمس، زيادة أسعار كروت الشحن الخاصة بالشركات مع ثبات قيمتها، على أن تباع الكروت بالسعر المدون عليها مع خفض القيمة الفعلية التى يحصل عليها المستخدم، وذلك للشركات الثلاث «فودافون» و«أورانج» و«اتصالات» بالإضافة لشركة «المصرية للاتصالات». وتابع أن فئة الكارت 5 جنيهات يباع بسعر 5 جنيهات والرصيد الممنوح 3.5 جنيه، وفئة 10 جنيهات بسعر 10 جنيهات والرصيد 7 جنيهات، و15 جنيها بسعر 15 جنيها والرصيد 10.5، وفئة 20 جنيها بسعر 20 جنيها والرصيد 14 جنيها، وفئة 100 جنيه بسعر 100 جنيه والرصيد 70 جنيها، موضحاً أن الشركات أرسلت رسائل نصية لعملائها تخبرهم بالزيادات الجديدة فى الأسعار.

ومن جانبه، قال البرلماني أحمد بدوي، وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، إنه تحدث مع وزير الاتصالات الدكتور ياسر القاضي، ومع رؤساء شركات المحمول، موضحا أن ممثلي الشركات أكدوا أن عمليات صيانة الشبكات تحتاج تكلفة عالية، نظرا لاستيراد قطع غيار من الخارج.

وأضاف في مداخلة هاتفية ببرنامج «90 دقيقة» المذاع على فضائية «المحور» ويقدمه الدكتور محمد الباز، أن إحدى الشركات أكدت أنها تتكبد خسائر كبيرة خلال الفترة الحالية، موضحا أن نواب البرلمان اختلفوا مع جهاز تنظيم الاتصالات في عدة نقاط وعلى رأسها أن الجهاز لم يعرض القرار على اللجنة قبل إصداره، قائلا: «إحنا لجنة مش طيشة علشان يصدر القرار دون عرضه علينا».

وتابع أنه وردت له كثير من الشكاوى بشأن أسعار كروت الشحن بعد تطبيق هذا القرار.