أسباب نقص الكوادر بالوحدات الصحية بدمياط
محافظة دمياط بها 97 وحدة صحية موزعة على مدن وقرى المحافظة أغلبها مغلق ليس بقرار رسمى وإنما لعدم وجود دور رقابي عليها ولغياب الأطباء بها، وأصبح دورها مقتصرا على التطعيمات واستخراج شهادات المواليد والوفاة فقط ولا تقدم أى خدمات طبية تذكر.
تعانى الوحدات الصحية على مستوى محافظة دمياط، من مشاكل عديدة، يتمثل غالبيتها فى نقص الأطباء، وتعطل الأجهزة الطبية، ويشكو المرضى من عدم وجود أجهزة وأدوات طبية جديدة وبحالة جيدة، ووجود أدوات طبية غير معقمة بعيادة الأسنان فى كثير من الوحدات الصحية، ووجود أدوية منتهية الصلاحية، ما يؤكد عدم وجود حملات رقابية ومتابعة على المستشفى من قبل مديرية الصحة أو إدارة التفتيش الصيدلى بالمديرية.
فحسب إحصائية تابعة لنقابة الأطباء بدمياط، فإن دمياط بها 4200 طبيب مقيدون بنقابة الأطباء الفرعية بدمياط، منهم 800 طبيب بالمعاش و450 طبيبا حرا لا يعمل بمستشفيات الشئون الصحية أو الحكومية، والباقي 2950 طبيبا موزعون على المستشفيات التابعة لمديرية الصحة بدمياط.
ومن بين تلك الوحدات ما يسمى "مستشفيات التكامل"، مثل مستشفى التكامل بالسنانية والذى يضم غرفة عمليات صغرى وغرفة عمليات كبرى وغرفة ولادة وغرفة إفاقة وحدة أشعة، ومعمل تحاليل، وسكن للحكيمات، وسكن للممرضات، إلا أنه لا يقوم بالدور المنوط به.
ويؤكد عمرو جاد، أحد الأهالى، أن دور الوحدة الصحية يقتصر على التطعيم واستخراج شهادة الميلاد أو الوفاة وبرغم الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين، خاصة محدودى الدخل، إلا أن الكثير من الوحدات الصحية بمحافظة دمياط يقتصر عملها فقط على تطعيم الأطفال أو تنظيم الأسرة، أو أنها مغلقة لأسباب خاصة بالقائمين عليها، ويكون المواطن هو الضحية.
وقال إنه في العام الماضي أصيب ابنه بالجديري فتوجه إلى الوحدة الصحية بفارسكور للكشف عليه، ولكنه فوجئ بعدم وجود طبيب ووجود ممرضة وفرد أمن على الوحدة، وبالسؤال عن الطبيب للكشف عن ابنه كان رد الممرضة: "اذهب به إلى المستشفى العام أو فارسكور المركزى للكشف عليه فهنا مفيش دكاترة".
وطالب بدعم تلك الوحدات الصحية بأطباء وطاقم تمريض يجيد التعامل مع جميع الحالات الطارئة والأمراض الوبائية.
تقول سميرة الجنانى، موظفة، إن نقص الخدمات بالوحدة الصحية فى كفر سعد البلد يجبرهم على التوجه إلى العيادات الخاصة بمدينة دمياط وتفتيش كفر سعد وتكبد نفقات ومصاريف زائدة للكشف على مرضاهم، فى ظل ظروفهم المادية الصعبة، وأنه فى حالة توافر طبيب بالوحدة الصحية يكون "امتياز" وغير متخصص، لذا يكون غير قادر على الكشف بصورة دقيقة وبالتالى فالتوجه إلى العيادات الخاصة هو الحل الوحيد.
وطالبت بإلغاء الوحدات الصحية واستبدالها بمستشفيات تقدم خدمة طبية للمرضى بدلا من كونها مغلقة بأوامر التمريض وليس بأوامر وزارة الصحة.
وطالبت عزة الشعراوى، ربة منزل، بإصلاح جهاز تعقيم الأسنان الموجود بالوحدة الصحية بالسنانية، حيث إن جميععمليات الأسنان من خلع وحشو وتنظيف متوقفة منذ عام.
كما طالبت مسئولى مديرية الصحة فى دمياط بتوفير ما تحتاجه الوحدة الصحية من أدوات طبية ومعدات وأطباء مقيمين بالمستشفى، خاصة فى الباطنة والنساء والتوليد والأسنان.
يقول الدكتور جمال الزينى، وكيل مديرية الصحة، إن عدد الوحدات الصحية فى محافظة دمياط 97 وحدة صحية تخدم الوحدات القروية المختلفة بمحافظة دمياط.
وأرجع الزينى مشكلة تعطل أجهزة التعقيم بعدد من الوحدات الصحية إلى وجود مشكلة تخص عقد الصيانة المبرمة بين المديرية والشركات المتعاقدة معها، ولم تنته هذه المشكلة حتى الآن، وهو ما أثر بالسلب على صيانة عدد من الأجهزة الطبية فى أكثر من وحدة صحية.
وأضاف أن هناك خطة لإعادة توزيع الأطباء على المستشفيات والوحدات الصحية بالمحافظة.
وأكد أنه جار عمل حصر لجميع الأطباء الذين يعملون بجميع الوحدات الصحية بأنحاء المحافظة، وذلك لإعادة توزيعهم حسب الاحتياج وسد العجز بعدد من الوحدات الصحية، وبما يضمن وجود طبيب على الأقل بكل وحدة طب أسرة أو وحدة صحية، وكذلك تحديد عدد من الوحدات الصحية لتقديم الخدمة الليلية للأهالي، بحيث تكون هناك وحدة صحية بين كل 5 وحدات في كل إدارة صحية تعمل على مدار 24 ساعة.
وأشار إلى أنه تم حظر ندب الاطباء والممرضين والعاملين بمديرية الصحة إلى خارج المحافظة للمرة الأولى، وذلك لوجود عجز شديد بالعاملين، حيث صدر هذا القرار لصالح العمل لحين سد العجز بمديرية الصحة والإدارات والمستشفيات والوحدات الصحية التابعة لها داخل المحافظة.