أسطورة الصاعقة
بقلم: إبراهيم خليل إبراهيم
في مثل هذا اليوم 23 رمضان استشهد أسطورة الصاعقة البطل إبراهيم الرفاعي خلال معارك رمضان 1393 هـ / أكتوبر 1973 م،ومن لايعرف نقول أن البطل إبراهيم الرفاعي من مواليد 1931،التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها فتم تعيينه بسلاح المشاة وبعد حصوله على فرقة المظلات انتقل إلى الصاعقة فأحبها وعشقها، ولذلك عين معلما ومدربا لأبطالها،وكون وقاد المجموعة 39 قتال بعبقرية نادرة،ونفذ 106 من عمليات العبور خلف وداخل الخطوط الإسرائيلية،وهو أول من اشتبك مع الجندي الإسرائيلي وجها لوجه وزرع الألغام وضرب القوات الإسرائيلية داخل سيناء بالصواريخ وأيضا أول من أبتكر الاستطلاع بالمناطيد والملاءات البيضاء وأصاب العدو الإسرائيلي بالفزع والرعب،كما قام بتدريب قوات الصاعقة الليبية والفدائيين الفلسطينيين،وقد عرفت المجموعة 39 قتال بهذا الاسم نسبة إلى عدد العمليات التي نفذتها قبل تشكيلها الرسمي،البطل إبراهيم الرفاعى أكد لرجاله على أن (الفرد لايموت دون أن يأخذ ثمن روحه من العدو على الأقل بعشرة أرواح،فالقتال يجب أن يكون ببطولة والموت أيضا يجب أن يكون ببطولة) ومن البطولات التي سطرها أسطورة الصاعقة مع أبطال مصر نذكر أن بعد نكسة 5 يونيو عام 1967 بثلاثين يوما قامت جماعة الصاعقة بأول عملية عبور للكوماندوز المصرى بهدف تدمير الذخيرة التى تركها جنود مصر بمنطقة الجدى وفى هذه العملية حمل كل بطل صاعقة معه مايشبه الملاءة البيضاء وعندما اقترب أبطال الصاعقة من مكان تشوين الذخيرة كان ظلام الليل داكن فقام الأبطال بوضع الملاءات على أجسادهم وقاموا بحركات عشوائية وعندما شاهد جنود الحراسة الإسرائيليين أبطال الصاعقة المصريين بالملاءات البيضاء فزعوا واعتقدوا أنهم أشباح وفروا هاربين وبعد هروب جنود إسرائيل فتحت الثغرات أمام أبطال مصر وتمكنوا من وضع المتفجرات فى صناديق الذخيرة وبعد ساعة من كسر التيلة التى تؤمن المتفجرات انفجرت تلك المتفجرات وأصبحت سيناء كتلة من اللهب وتحول ظلام الليل إلى نهار،وفى 21 أكتوبر عام 1967 قامت القوات البحرية المصرية بضرب المدمرة الإسرائيلية إيلات ولذلك قام العدو بنشر الصواريخ على طول الجبهة ونظرا لعدم معرفة مصر بنوعية وفاعلية هذه الصواريخ طلب الخبراء الروس إحضار أحد الصواريخ فقام البطل إبراهيم الرفاعى بالاستطلاع واستقر الرأى على أن أنسب مكان لعبور القناة هو منطقة قريبة من الكاب وفى ليلة 13 نوفمبر عام 1967 قام البطل مع رجاله بالعبور والتسلل إلى مكان الصواريخ ولاحظ أن تلك الصواريخ موصولة بأسلاك كهربائية فقام بعمل توصيلة أضافية من السلك حتى يضمن عدم انقطاع الدائرة وبالتالى لايشعر بهم العدو وتمكن أبطال الصاعقة من إحضار ثلاثة صواريخ وقدموها للخبراء الروس فاندهشوا لأنهم صاروخا واحدا فإذا بثلاثة أمامهم وبعد فحص الصواريخ أتضح أنها كهربائية ويتم زرعها بطريقة معينة وإذا فكرت القوات المصرية بالهجوم يقوم العدو بالضغط على مفتاح التحكم فتنطلق الصواريخ فأقترح البطل إبراهيم الرفاعى على القيادة المصرية توجيه تلك الصواريخ بضرب العدو وقد كان حيث عبر مع رجاله إلى الضفة الشرقية وقاموا بعكس الصواريخ وجعلوا اتجاهها إلى داخل سيناء ومن خلال الدائرة الجديدة يتم إطلاق الصواريخ وبالفعل اندفعت الصواريخ إلى القوات الإسرائيلية وألحقت بالعدو العديد من الخسائر الفادحة،راقب العدو حطام المدمرة إيلات لمدة 90 يوما من أجل إحضار خزينتها نظرا لاحتوائها على الكثير من الأسرار ولكنه صرف النظر بعد ذلك فقام البطل إبراهيم الرفاعى بالتسلل إلى مكان المدمرة واستطاع إحضار الخزينة إلى القيادة المصرية،وفى نهاية شهر يوليو عام 1968 قام البطل بزرع الألغام المضادة للأفراد فى منطقة مياه بلاج كبريت وبمجرد نزول الجنود الإسرائيليين مع المجندات بالمايوهات البكينى إلى الماء انفجرت الألغام المائية وقتل القائد العام الإسرائيلى لمدفعية قطاع شرق كبريت بالإضافة إلى الكثير من الجنود والمجندات،وبعد استشهاد البطل الفريق عبد المنعم رياض خلال زيارته لأحد المواقع على الجبهة فى 9 مارس عام 1969 صمم البطل إبراهيم الرفاعى على الأخذ بثأره وأختار الأبطال وسام ومحيى ورجائى ومحسن وذهبوا إلى مبنى إرشاد هيئة القناة وكان الطابق الأخير هو نقطة الاستطلاع وبعد ذلك ذهب البطل إبراهيم الرفاعى إلى القاهرة لاختيار مجموعة من الصف والجنود وتدريبهم وبعد ذلك قسمهم إلى 4 مجموعات ثم أستطلع موقع العدو فى لسان التمساح شرقا وفى ليلة 6 أغسطس عام 1969 تسلل أبطال الصاعقة إلى الضفة الشرقية وانطلقت الصواريخ من الأرض والبحر وتم تدمير مركز الدفاع الجوى الإسرائيلى بمنطقة تل سلام وانطلقت الطائرات المصرية وضربت المعبر الإسرائيلى وتوجه أبطال الصاعقة إلى الموقع الذى ضرب الفريق أول عبد المنعم رياض وتم قتل 26 من كل قوة بالموقع الإسرائيلى وتم نسف المخازن الإسرائيلية،وفى صباح اليوم التالى قام الرئيس جمال عبد الناصر بمقابلة الأبطال وحياهم وتحدث مع النقيب محيى نوح وسأله عن الجندى الإسرائيلى؟فقال:الجندى الإسرائيلى مثل الفأر،وفى 6 أكتوبر عام 1973 قام أبطال الصاعقة بتدمير حقول البترول التى يسيطر عليها العدو فى بلاعيم وذلك لحرمانه من الوقود وفى 11 أكتوبر قام البطل إبراهيم الرفاعى مع 31 من الضباط والجنود بالاشتباك مع القوات الإسرائيلية فى رأس محمد،وفى يوم الأحد 14 أكتوبر عام 1973 دارت معركة بين الأبطال وبين القوات الإسرائيلية فى منطقة شراتيم لتدمير حقول البترول التى بها ثم عاد الأبطال إلى الإسماعيلية وسمح لهم بالذهاب إلى منازلهم وبعد وصول البطل إلى منزله بالقاهرة وتناول الإفطار مع أسرته تم استدعاؤه إلى الجبهة نظرا لحدوث الثغرة فحضر البطل إبراهيم الرفاعى وصدرت الأوامر بتحركه مع رجاله إلى تقاطع سرابيوم على طريق المعاهدة لإيقاف تقدم القوات الإسرائيلية تجاه مدينة الإسماعيلية وعند الكيلو 62 من طريق المعاهدة إذ بالدبابات الإسرائيلية تهاجم أحد مواقع الصواريخ المصرية فصعد البطل إبراهيم الرفاعى لأعلى الموقع ومعه الأبطال يحيى ومصطفى وعويضة وشريف وبدأوا التعامل مع القوات الإسرائيلية فركزت الدبابات ضرباتها نحو البطل إبراهيم الرفاعى وهنا قال البطل مصطفى:يافندم أنت كده واقف مكشوف للقوات الإسرائيلية وواضح أن الضرب مركز فى اتجاهك ثم مد يده ليجذب البطل إبراهيم الرفاعى لإبعاده عن مرمى الضرب فإذا بإحدى الشظايا تخترق قلب البطل إبراهيم الرفاعى وتخرج من ظهره دون ظهور أية دماء،وهكذا استشهد البطل إبراهيم الرفاعى خلال رفع آذان صلاة يوم الجمعة الموافق 19 أكتوبر عام 1973 م،الموافق 23 رمضان 1393 هـ .