أكثر من 9 دول تشارك رسمياً في «معارك سوريا».. هل يشهد العالم الحرب العالمية الثالثة؟
تشارك كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وروسيا، وإيران، ولبنان، وسوريا، واسرائيل، في معارك حربية متعلقة بالدولة السورية، البعض يحارب من أجل الحفاظ على حدوده المشتركة، وأخرين من أجل مصالح سياسية، أو حقوق الإنسان، كما تزعم الولايات المتحدة.
نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة على موقع "تويتر" توعد فيها روسيا قائلا إن الصواريخ "قادمة" لضرب سوريا، وستكون "جميلة وجديدة وذكية". وردا على ذلك قالت موسكو إن صواريخ ترامب يجب أن تستهدف "الإرهابيين" وليس "الحكومة الشرعية" في دمشق.
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا الداعمة الأبرز لنظام الرئيس بشار الأسد من أن الصواريخ "قادمة" لضرب سوريا، ردا على هجوم يعتقد أن تنفيذه قد تم بالأسلحة الكيميائية واستهدف المدنيين في دوما السورية.
وتوعد ترامب عبر "تويتر" قائلا: "تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سوريا. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة و ’ذكية‘! عليكم ألا تكونوا شركاء لحيوان يقتل شعبه بالغاز ويتلذذ".
تبدو الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مصممة على معاقبة النظام السوري بعد الهجوم المفترض بالسلاح الكيميائي في دوما قرب دمشق السبت الماضي، رغم معارضة روسيا التي استخدمت حق النقض بمجلس الأمن ضد مشروع قرار يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سوريا.
يصمم الغربيون على رد حازم على الهجوم الكيميائي الذي نسبته تقارير إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دوما قرب دمشق، ملوحين بشن ضربات عسكرية في سوريا رغم معارضة روسيا.
وقد اتسعت وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا حول الملف السوري مع استخدام موسكو، حليفة دمشق، الثلاثاء حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
واستمر الغربيون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في التلويح برد عسكري. وأعلن سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر أن "فرنسا ستبذل كل ما بوسعها للتصدي للإفلات من العقاب في المسائل الكيميائية"، فيما صرح الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس أن بلاده ستعلن "خلال الأيام المقبلة قرارها "في ما يخص الرد المحتمل.
حرب باردة!
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد اتفقا خلال مكالمة هاتفية "على عدم السماح بالاستمرار في استخدام أسلحة كيميائية".
وعقب توعد ترامب الاثنين بقرار "قريب جدا"، ألغى رحلة كانت مقررة في نهاية الأسبوع إلى بيرو لمواصلة إدارة الملف السوري، معززا التكهنات حول تحرك وشيك. ولم تنجح روسيا الثلاثاء في حشد الأصوات اللازمة لإقرار مشروعي قرارين طرحتهما مقابل مسودة القرار الأمريكي.
ويذكر أن رسالة ترامب تأتي بعد يوم فقط من تصويت روسيا في مجلس الأمن ضد قرار صاغته واشنطن لتشكيل لجنة لتحديد منفذي الهجمات التي وقعت السبت ويشتبه استخدام الغاز السام فيها في مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة السورية قرب دمشق.
موسكو ترد
وأصرت موسكو على أن خبراءها العسكريين لم يعثروا على أي دليل على وقوع هجوم كيميائي وأشارت إلى أن فصائل المعارضة اختلقت أو نشرت شائعات عن وقوع الهجوم لإلقاء اللوم على دمشق.
من جانبها، اعتبرت موسكو أن الصواريخ الأمريكية التي يعتزم ترامب قصف سوريا بها، يجب أن تستهدف "الإرهابيين" وليس "الحكومة الشرعية" في دمشق.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حسابها على فيس بوك "على الصواريخ الذكية أن تصوب باتجاه الإرهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية التي تواجه منذ سنوات عدة الإرهاب الدولي على أراضيها".
دمشق تندد
وصفت دمشق الأربعاء التهديدات الأمريكية باستهداف أراضيها بـ"التصعيد الأرعن" ، على خلفية تقارير حول هجوم كيميائي في مدينة دوما.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية "لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من نظام كنظام الولايات المتحدة رعى وما زال الإرهاب في سوريا (..)، وليس غريبا عليه أبدا أن يساند الإرهابيين في الغوطة ويرعى فبركاتهم وأكاذيبهم لاستخدامها كذريعة لاستهداف سوريا".
أنقرة تدعو للكف عن "الشجارات"
حض رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الأربعاء روسيا والولايات المتحدة على الكف "عن شجارات الشوارع" بشأن سوريا، قائلا إن الوقت حان لأن تضعا خلافاتهما جانبا لأنها تهدد بإلحاق الأذى بالمدنيين.
وقال يلدريم في كلمة نقلها التلفزيون في إسطنبول "إنه شجار شوارع. إنهما يتقاتلان مثل فتوات الشوارع. ولكن من يدفع الثمن؟ إنهم المدنيون". و تابع "ليس الوقت الآن للخصومات. إنه وقت تضميد الجراح في المنطقة والتلاقي وتنحية الخلافات جانبا".