أمل أبو زيدة تكتُب: الحب في زمن .. التيك اواي
في ظل التغيرات التي طرأت على حياتنا اليومية، والثورة التكنولوجية في وسائل التواصل والاتصال التي طالت العلاقات الإنسانية، هل ما زال مفهوم الحب كما هو بين الناس؟ ألم تختلف معانيه وطريقة التعبير عنه عن الأيام التي كانت فيه كلمه احب ترفرف لها أجنحة القلب لتطير به من مكانه، وللنظرات البريئه الجميلة أثر السحر في العقول.
الحب قديما كان نقياً حقيقياً يحمل كل معاني الاشتياق والاحترام بين الرجل والمراه كان الرجل يكتفي بنظره خجل من عيون انثاه تجعله يسهر الليالي يفكر بها وكانت المرأه تكتفي بورده من الحبيب تحتفظ بها بين صفحات كتابها لتشعرها انه معاها دائما
كان للاشتياق معني حقيقي فكلما اراد ان يحادثها كان يرسل تلغراف عبر البريد او ينتظر بالساعات تحت شرفه منزلها ليراها صدفه
كان للاحترام ايضا معني حقيقي فكانت رقي النظرات والعبارات المتبادله بينهم حتي في اوقات الزعل والغضب دون ان يتلفظ احدهم بجرح او اذيه مشاعر الاخر
اما اليوم ومع التقدم التنكنولوجي الذي نعيشه في وسائل الاتصال وظهور السوشيل ميديا من "فيس،واتس اب،تويتر " وخلافه نلاحظ سرعة وسهولة الوقوع في الحب، حيث تحول لحب «تيك أواي» ففي ليلة وضحاها يرتبط اثنان بعلاقة حب قوية، وفجأة ينفصلان، وفي اليوم الذي يليه يرتبط كل منهم بعلاقة جديدة، وهذا الامر لا علاقة له بالحب الحقيقي المبني على اسس متينة. وقد سهلت وسائل التواصل التكنولوجية في الآونة الأخيرة هذا النوع من العلاقات السريعة وقصيرة المدى، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق، فقد كان لكل شيء مذاقه الخاص وجماله وبراءته.
وايضا فقد كل معاني الاشتياق والرومانسيه فاذا اراد الحبيب ان يصل لحبيبه في دقائق يراه صوت وصوره دون ان يبذل المجهود الممتع للوصول اليه
فكم احسد جيل الزمن الجميل والعصر الجميل الذي كان به كل شئ بمعناه الحقيقي فنحن اليوم شباب التيك اواي في المأكل والمشرب والحب ايضا ولماذا؟
“لأننا محونا الفواصل, كسرنا الأسوار، واختصرنا المسافات, تحول الحب بيننا لاتفاق سريع ومباشر, كل شئ به سهل المقابلة والتلامس والاندماج
اصبح الحب مثل الساندويتش التيك اواي نأكله في الطريق ونهضمه قبل الوصول ..