أمل أبو زيدة تكتُب: الدراما التليفزيونية مابين الواقعية والإباحية
وكعاده السباق الدرامي الرمضاني في كل عام يتسارع منتجي ومؤلفي الدراما التليفزيونيه بعرض الاعمال في شهر رمضان وخاصه الاعمال المثيره للجدل لتحقيق اكبر نسب مشاهده وبالتالي جلب اكبر عدد من المعلنين
ولكن حان الوقت للسؤال هل كل مايعرض علي شاشه التلفاز يعرض بشكله الصحيح ؟ ام يجب فلتره اجزائه حفاظا علي القيم الاخلاقيه
الدراما هي تجسيد لاحداث الواقع بكل مميزاته وعيوبه ولكن يسعي دائما كاتبي السيناريو الي ابراز المساؤي لتحقيق النسب العاليه من المشاهده دون مراعاه اي من القيم ولا الاخلاق ولا الدين وخاصه في هذا الشهر الكريم
كما يصعب على الشباب اكتساب الفضيلة من خلال الأعمال الدرامية لكثرة الرذائل الموجودة وأن الشباب والمراهقين ليسوا على درجة من الوعي تسمح لهم بإدراك واقع المشكلات الاجتماعية، وإدراك ما يمكن أن تؤديه الأعمال الدرامية من مشكلات أسرية، خاصة فيما يتعلق مثلاً بمشكلات العنوسة والطلاق والعنف الأسري والخيانه وغيرها وهذا يتطلب ضرورة المعالجة الدرامية لحل المشكلات المجتمعية بدلاً من المساهمة في تكريسها، خاصة أن هذه المشكلات قد ارتفعت نسبة وجودها في المجتمعات العربية، وتؤكد العديد من الدراسات الإعلامية الأخرى للدراما العربية أن تركيزها ينصب على القيم السلبية أو الشاذة بما يفتح المجال لظهور اختلال في القيم، وظهور مجموعة من الأفكار السلبية في الأعمال الدرامية، مثل: تعاطي وتجاره المخدرات ، الخيانه بكافه انواعها ،النظرة المادية للزواج، سهوله الزواج العرفي وعدم تحريمه، وسيطرة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وعدم احترام القانون، وقلة عدد الشخصيات الإيجابية في الأدوار الرئيسة وزيادتها في الأدوار الثانوية.
الدراما التليفزيونية ظاهرة شائكة وخطيرة، فهي نوع من الغزو الثقافي بكل بساطة، لأن بمجرد الضغط على زر “الريموت كنترول” نشاهد مختلف الثقافات بخيرها وشرها لتفرض نفسها وتقتحم خلوتنا ومنازلنا، وإن اخترنا مادة درامية معينة لا نستطع أن ننفصل عنها، وقد نجد انفسنا مضطرين لمتابعتها بإلحاح لحب الاستطلاع، وكثيراً ما يقف المشاهد أمام قاعدة “المرغوب ممنوع”، فنحن نتحايل على الأمور، فكيف نحدد الضوابط التي تحكمنا عند مشاهدة هذه الأعمال
لذلك نناشد صانعي الدراما مراعاه ان اعمار مشاهديهم تختلف وكذلك درجه ادراكهم واستيعابهم لتلك الاعمال التي من الممكن ان تكون سلاح ذو حدين حد يدمر ويهدم مجتمع وحد يبني ويصلح مجتمع وكل ذلك فقط بضغطه زر