راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

أميرة ألبير: تدريس التربية والثقافة الجنسية «شيء هام» .. وهكذا نصنع «مُجتمع قارئ».. تقرير

حوار: كريم جابر

من أفضل الحوارات الصحفية التي يُمكن إجراؤها تلك المُفعمة بالعُمق و تقديم معلومات جديدة للمُجتمع، وفي حقيقة الأمر عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، أهتم كثيرًا بمعايير الضيف أو الضيفة، بداية من ثقافته وطرائق تفكيره تجاه الأشياء الحياتية، وفي ظل وجود أشياء سيئة للغاية عبر التريند ولا تُضيف للعقل الجمعي أو للأطفال، قررت تطبيق مُبادرة من شأنها تسليط الضوء على كل ما هو جيد من خلال سلسلة حوارات صحفية قائمة على  الفكر والثقافة، فهناك أشخاص ولاسيما المواهب منهم، يقدمون الكثير من الأمور المُمتعة في المجالات المُختلفة ويُحققون نجاحات كبيرة ولكن لا يُسلط الضوء عليهم.

وفي هذا الإطار أجرينا حوارًا صحفيًا مع أميرة ألبير استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، وناقشنا معها العديد من الأمور، وإحقاقًا للحق قُراء وقارئات هذا الحوار، هي سيدة مُثقفة وواثقة بشدة و شهيرة في مجالها .. وإلى نص الحديث:

 

سُعداء للغاية بإجراء هذا الحوار معكِ، نعلم عنكِ الكثير ونود معرفة المزيد؟

أميرة ألبير، خبيرة علاقات أُسرية وزوجية، تخرجت من كلية الألسن قسم اللغة الإيطالية 2005، وقمت بإعداد دراسات نفسية وتخصصت في الأسرة والعلاقات النفسية ثم دراسات في المهارات الحياتية وكيفية إعداد قادة، وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال ثم دراسات في ماسبيرو بالإذاعة وقراءة نشرات الأخبار واللغة العربية، والتليفزيون أيضًا، وعملت في المجال الإعلامي كمذيعة بقناة مصر البلد ومقدمة لبرنامج صباح بلدي، وأيضًا مصر كل يوم بفضائية مصر زراعية، وحاليًا مُقدمة لبرنامج «ليه لازم» على منصات السوشيال ميديا أقوم من خلاله بمُناقشة الأفكار والمُعتقدات والموروثات الفكرية.

 

ما أهم العناصر الصحية التي يجب على الأُسر تربية الأطفال من خلالها؟

توفير البيئة الآمنة، وتثقيف الأهالي بالمعنى الأشمل للتربية لأنها تحتوى على أشياء أخرى غير التزويد بالطعام أو الشراب ولكن هناك التربية النفسية والعقلية والروحانية والإجتماعية والجنسية لأن هذه العناصر ستعمل على تربية طفل سوي وذلك الهدف المنشود، ووجود هدف مُشترك بين الأب والأم في في هذا الجانب أمر هام حتى لا يكون المسار عشوائيًا، وعلى الأسر مُراعاة الفروق الفردية في تربية أبنائهم إضافة إلى التواصل المُثمر مع الأبناء مثل تشجيعهم وتحفيزهم بشكل مستمر، وتعليمهم الإحترام ومهارات حياتية ليكون لديهم القدرة على اتخاذ قرار وحل مُشكلاتهم ليكونوا مُستقلين وليسوا اعتماديين.

 

يتساءل الكثير .. كيف نُجيب على أسئلة الطفل الصعبة أو المُثيرة للجدل؟

في ظل الإنترنت وعالم السوشيال ميديا، أصبح الأولاد على دراية ووعي بأشياء كثيرة، وعلى الأهالي تثقيف أنفسهم لمواكبة هذه المعلومات لكي يستطيعوا إعطاء إجابات لأسئلة أولادهُم ولاسيما في التربية والثقافة الجنسية، وحتى يمنعوهم من الحصول على  معلوماتهم من مصادر خارجية أو من بحث جوجل الذي يحتوي على بعض المعلومات الخاطئة، فالأهل هم المرجع الأساسي للمعلومات، ولابد من إعطاء إجابات منطقية حتى يثق أبنائهم في أذهانهم.

 

وكيف نُعلم الأباء والأمهات عدم توجيه إهانة جسدية أو لظفية ضد أبنائهم ولاسيما منذ الصغر؟

في البداية، علينا ان نشرح فكرة التربية التي تكمُن في تهذيب الأولاد وليس تعذيبهُم، هناك فرق بين التدريب والتعذيب، نحن نُنجب أطفال لنُعلمهم مهارات حياتية وأخلاقيات وفضائل ليكونوا أُناس أخيار يستطيعون خدمة أنفسهم ثم المجتمع.

أما استخدام بعض الأهالي لأداة الضرب في مسار التربية، ستجعل طفلهم شخصًا خائفًا وعدوانيًا طول الوقت، وسيفعل ما يطلبونه منه بدافع الخوف وليس الحب أو الاحترام لهم، ويقوم هذا الطفل بالتنمر على الآخرين في المُستقبل ويكون ضعيفًا للغاية، فعلي الأهالي فهم جيدًا إن الهدف الأسمى من التربية هو تقديم طفل سوي لديه شخصية قوية، بدلًا من ان يقول: «حاضر ونعم بشكل مُذل»، وذلك لا يتم عبر الضرب بل من خلال احترام شخصيته و فتح نقاش وحوار والتفاهم معه بشكل مُستمر.

 

فى رأيك ما هى معايير النجاح وكيف يستطيع الإنسان الوصول إليه والحفاظ عليه أيضًا؟

النجاح هدف كل إنسان ويسعى إليه من بداية الإدراك في كافة جوانب حياته وذلك يتطلب ان يتمتع بمهارات ومؤهلات عالية، ومن ضمن المعايير الثقة في النفس، تبديد المخاوف حول خوض تجارب جديدة، التحلي بالإرادة والعزيمة القوية لمواجهة المواقف الصعبة، الإيمان بالله عز وجل، الاستزادة من التعليم بشكل مُستمر لمواكبة التطور الحالي حتى لا ينقرض، توسيع دائرة علاقاته الإجتماعية وصناعة مصادر بشكل كبير، مهارات تنظيم الوقت، ولكي يصل إليه لابد من الامتلاك الدائم للوعي الذاتي والإنترنت اتاح كل شيء الآن.

 

ما هى الأشياء التى يمكن أن تكون مثل الأعداء فى حياة الانسان وتعرقل وصوله إلى طموحاته؟

1-عدو الإنسان هو نفسه، عدم الثقة في القُدرات الشخصية.

2- عدم تحديد ملامح واضحة لطريقك وهدفك لأن حياة بلا هدف كمُسابقة بلا نهاية.

3-عدم القدرة على مواجهة التحديات الحياتية.

4-التأجيل والمُماطلة.

5- وضع نفسك في مُقارنة مع الآخرين.

6- شماعة لوم فشلك على الآخرين.

7- التشويش الذهني وعشوائية التفكير والتخطيط وعدم تحديد أولويات وبالتالي لابد من وضع خطة جيدة قابلة للتنفيذ في الواقع الفعلي.

8- الخوف من الفشل.

9- فكرة بلوغ الكمال لأن الأخير لله فقط.

ملحوظة هامة: علينا التحلي بالمرونة الفكرية لأنها أحد أهم عوامل النجاح ونستطيع من خلالها مُقاومة الظروف السلبية.

 

لقراءة الكتب لذة ذهنية مُمتعة كيف نشجع من لا يقرأ ليصبح قارئ ليستطيع التعامل مع التحديات على أساس علمي و ثقافي؟

القراءة مثل الرياضة، هي تدريب ذهني، كُلما قُمت بتشغيل ذهنك وتفكيرك بشكل أفضل، حصدت تفكير مُثمر قوي، وسترى الأشياء الحياتية بشكل مُختلف، وستفتح لك آفاق واسعة للغاية، و عالم الإنترنت اتاح آليات كثيرة لها فهُناك الكُتب المسموعة الآن.

والتشجيع يأتي من خلال معرفة الآلية المُفضلة للشخص أو الطفل للقراءة، هل يستمتع بالإستماع أم القراءة الورقية و الآخرى الإلكترونية؟، ومن هنا نستطيع تشجيع و مساعدة كل من لا يقرأ على القراءة، وعلينا مناقشتهم الموضوعات المقروءة لأن الحوار يفتح الآفاق وينشر والأفكار التي أتت من الكتاب.

 

ما هى نصائحك للناس ولا سيما لفئة الشباب لتنظيم وإدارة جدول يومي؟

لقد اشتغلت في العديد من المشروعات التأهيلية للشباب، بينها تابعة للدولة وأخرى مع المهندس نجيب ساويرس، وعلينا معرفة قيمة الوقت من خلال النتائج الناتجة عنه، على سبيل المثال إذا كان يساوى إنجاز أو جمع أموال أو طموح فذلك بمثابة مُحرك إضافة إلى أهمية توظيف الوقت والطاقة بشكل صحيح، وفهمنا لإمكانياتنا وقدراتنا و تقييم كل ما نصل إليه بإستمرار، وأيضًا ترتيب الأولويات لكافة الأشياء ما بين العاجلة والمهمة.

 

العلاقات الزوجية والعاطفية .. ما هو الأمان وكيف يمنحه الرجل لشريكة حياته والعكس؟

الأمان هو أحد الشروط الأساسية في أي علاقة عاطفية، ومن غيره لا يوجد حُب و يجعل العلاقة غير صحية لأن الحب الحقيقي يطرُد الخوف خارجًا، والأمن يُعطي مساحة للشخص للتعبير عن شخصيته ويتصرف براحة شديدة وهو يعلم ان شريكه يُحبه بشكل غير مشروط.

ملحوظة هامة: الأمان يجعل العلاقة تنمو وتنضج بشكل أفضل، وعلي كل شريك فهم ما يُحبه الشريك الآخر، ويتفهم مشاعره وما يجعله سعيدًا و استبعاد المؤثرات التي تجعلُه تعيسًا إضافة إلى فكرة قبول الاختلاف واحترام ذلك.

 

كيف نتعامل مع الوحدة ولاسيما انها احدى عوامل الاكتئاب السريع؟

الوحدة هي رغبة داخلية تُغذي الشعور الإنطوائي، وإذا قام الشخص الذي يُحب الوحدة بالجلوس مع أي فرد يرغب في العودة مُجددًا إلى وضعية وإحساس الوحدة، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة، وهنا فرق بين الوحدة الاختيارية لمراجعة وضبط النفس وتقييم الأمور وما بين الوحدة الناجمة عن ظروف سلبية والشعور السلبي.

والإكتئاب أحد الأسباب الهامة للإتجاه إلى الوحده، والإضطرابات النفسية الناجمة عن الخجل والخوف، وأيضًا الرُهاب الإجتماعي، والقلق الإجتماعي يختلف عن الخجل.

طرائق التعامل مع الوحدة: في البداية لابد من فهم الوحدة، والأسباب التي تؤدي إليها حتى في حالة التواجد وسط الأصدقاء والناس، وعلينا فهم اننا لن نستطيع تغيير شيئًا إلا في حالة معرفة الأسباب والتعامل معها جيدًا.

-تسجيل كل ما حدث في يومك من أفكار ومشاعر كنوع من المُراقبة الذاتية.

-تُنظم أنشطة اجتماعية لذاتك لتغيير مشاعرك وأفكارك ثم تندمج مع أُناس وأصدقاء تُحبهم وتندمج مع مُجتمعهم.

-قضاء وقت مع أُسرتك لأنه شيئًا هامًا.

-الابتعاد عن السوشيال ميديا لأن قضاء وقت كبير عليها يجعلك تقترب من العالم الافتراضي وتبتعد عن الواقع الفعلي.

-تطوير الذات بشكل مُستمر من تعلُم مهارات جديدة.

-وضع أهداف للذات والعمل على تحقيقها.

-مُمارسة الرياضة بشكل مستمر.

 

«التلامس الجسدي» .. كيف نُعلم أطفالنا التفريق بين الحماية ضد التحرش أو حميمية إلقاء التحية؟

علينا تعريف الطفل على جسده بشكل عام، حتى يستطيع التفريق بين اللمسة الصحيحة و الغير، والتشديد عليه إن هناك أمكان في أجسدنا مثل الأعضاء التناسلية ممنوع لمسها إلا من خلال الطبيب رفقة الأب والأم، أو في الحضانة أيضًا، ونعرفهم ان أي شخص لمسك عليك بالصراخ أو التعبير عن ذلك وذلك سيُعلُمه الشجاعة والقوة، وعلى الأهالي احتضان أولادهم في مثل هذه المواقف، وهناك تدريبات تُعلم الأطفال اللمسة العادية أو الخطيرة.

 

ما الفرق  بين التربية والثقافة الجنسية؟

علينا أولًا فهم معنى الثقافة بصورة عامة وهي تُقاس بعُمق المعلومات وعددها، والثقافة الجنسية ترتبط أيضًا بذات المبدأ، الغزارة المعلوماتية التي يمتكلها الشخص حول الجنس والعلاقة الجنسية، وهناك قراءات وكتب وفيديوهات للتعريف عن الجنس والثقافة الجنسية وعلى أُسس علمية وعلينا تأسيس مسار علمي وثقافي لهذا الجانب من حياتنا، حتى نبتعد عن الإبتذال، والكثير تساءلوا حول مدى إمكانية نشر الثقافة و التربية الجنسية عبر الآليات المُختلفة، نعم لابد من ذلك، لأننا إذا تركنا هذا الجانب بدون وعي أو ثقافة، الجهل سينتشر وأيضًا التحرش والكبت، والثقافة هي الجدار الحامي والواقي من الجهل ولكن علينا اختيار السن الذي سيتم تدريس له ذلك، مع الحفاظ على القيم الدينية في هذا الأمر، وإبراز روعة الخالق في مخلُقاته.

ملحوظة هامة: علينا تعليم المُراهقين هذه الثقافة الجنسية حتى يستطيع التفريق بين الأمور الصحيحة والأخرى المغلوطة، وحتى لا ينجرف وراء مشاهدة الأفلام الإباحية الغير حقيقية، وليستطيع الاستمتاع بحياة زوجية سعيدة لاحقًا.

والتربية الجنسية مثل نظيرتها النفسية، العقلية، وهي جزء لا يتجزأ من مفهوم التربية بشكل، ومن خلالها نستطيع تعليم أولادنا وبناتنا الهُوية الجنسية لكي يتعرف على أعضاء جسمه و هي تتعرف على أجزاء في جسمها  عبر شرح كامل، وتعريفهم بكيفية الدفاع عن أنفسهم ضد أي تحرش أو لمسة غير صحية، ويتم تدريس ذلك منذ الصغر من عمر 4 سنوات حيث نُقدم لهم المعلومات الجنسية تدريجيًا في إطار منطقي و استخدام الألفاظ الواقعية خلال تعريفهم على أعضائهم التناسُلية.

ملحوظة هامة: علينا مُتابعة كل ما يُشاهده أولادنا من أفلام كرتون، مسلسلات، أفلام لإختيار الأشياء الجيدة والصحية ومحو الأخرى السيئة وذلك يأتي عبر تكثيف الجلسات معه، وأقول له: «ذلك ينفع وذلك لا ينفع»، وأوضح له ان العلاقة الجنسية تتم في إطار الزواج فقط.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register