أهمية معرض الصين والدول العربية
الوافد Wen Yan
تجري الاستعدادات على قدٍم وساق في هذه الفترة للإعداد إقامة فعاليات الدورة السادسة من معرض «الصين والدول العربية» الذي يُقام في مقاطعة "نيغشيا" الصينية، وذلك في ظلّ النجاحات التي حققتها الدورات الخمس السابقة منذ انطلاق فكرة المعرض في عام 2013 ،المنبثق عن المنتدى الاقتصادي والتجاري للصين والدول العربية، الذي يعقد سنويًا منذ عام 2010.
منذ مطلع القرن الحادي والعشرين والحكومة الصينية تعمل على بناء منصة مفتوحة أكثر توازنا وفعالية، فتم على التوالي إطلاق عدة فعاليات تضم العديد من المنتديات والمعارض المؤسسية بالاشتراك مع الدول الأجنبية؛ منها معرض "الصين والآسيان"، ومعرض "الصين وآسيا وأوربا"، ومعرض "الصين وجنوب آسيا"، مما كان له دور إيجابي في تعزيز الانفتاح والتعاون الإقليمي.
منذ عشر سنوات انطلقت فعاليات معرض الصين والدول العربية في نينغشيا رافعًا شعار التعاون، والمنفعة المتبادلة، والنتائج المربحة للجميع، وتعزيز التنمية"، وعلى مدار الدورات الخمس الماضية شارك في المعرض 115 دولة ومنطقة، 24 شخصًا من كبار الشخصيات العربية والصينية، و318 ضيفًا من الوزراء الصينيين والعرب، وأكثر من 6000 شركة محلية وأجنبية، وتم توقيع 1213 مشروع تعاون في مختلف المجالات، منها ما يتعّلق بالزراعة الحديثة، والتكنولوجيا الفائقة، وصناعة الطاقة والصناعات الكيماوية، والمستحضرات الصيدلانية الحيوية، وتصنيع المعدات، والبنية التحتية، والإنترنت ، والتعاون السياحي، بقيمة إجمالية حوالي 147.72 مليار دولار.
وقد نجح المعرض في تحقيق أهدافه من تهيئة الظروف المناسبة للتعاون المتبادل بين الشركات العربية والصينية، وتعزيز التبادلات االقتصادية والتجارية والاستثمارية بشكٍل فعال، وتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية ضمن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
من هنا تأتي أهمية المعرض للصين والدول العربية على حدٍ سواء، تحقيقًا لرؤية الرئيس الصيني "شي جين بينغ" وفكره الديبلوماسي، حيث يرى أن "تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية" وتفعيل تجربة التبادل والتكامل من شأنه تعزيز دور الصين في حل المشكلات العالمية، كما أثبت المعرض نجاحه في الدورات الخمس الماضية، فعلى مدار السنوات العشر الماضية أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، بزيادة في حجم التبادل والاستثمار تبلغ نحو 25 % سنويًا، كما يفتح المعرض آفاقًا جديدة أمام شباب المستثمرين والمبتكرين من الجانبين، من خلال إيجاد بيئة خصبة ترحّب بالابتكار وتدعم الأفكار الجديدة وتوفر فرص النجاح على أساس عنصر الكفاءة.
وفي 21 مايو الماضي انعقد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الاجتماع الترويجي للدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية، والذي حمل عنوان "أوقات جميلة وتطلعات مشتركة"، وتقرر أن تنظم السعودية وفدًا رفيع المستوى لحضور المعرض كضيف شرف، من أجل تعزيز العمل المشترك الشاعي لتحقيق حلم مستقبل أفضل، والمشاركة في صُنع عصر جديد من التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي.
سيقام معرض الصين والدول العربية السادس بعنوان "حقبة جديدة، فرص جديدة، مستقبل جديد" في مدينة "ينتشوان" عاصمة منطقة نينغشيا، في الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر، وسوف يتضمن أنشطة متعددة تشمل مجالات الاقتصاد الرقمي، و الطاقة النظيفة، و الموارد المائية، والزراعة الحديثة، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود، والتعاون السياحي، مع التركيز بشكل خاص على التكنولوجيا الطبية، كما يهدف المعرض إلى رسم خارطة طريق لسبل التعاون في السنوات الخمس القادمة بين الصين والدول العربية في المجالات المذكورة، وسوف تُقام على هامش المعرض ثمانية منتديات ومؤتمرات فرعية، تستضيف المملكة العربية السعودية بعضًا منها.
إن المعرض المرتقب يدفع بروح جديدة من التفاؤل والأمل، ويُبشّر بمزيد من النجاح في مجالات التعاون المختلفة، وفتح آفاق جديدة من العمل المشترك بين الصين والدول العربية، لذلك فإن هناك الكثير من الجهات الرسمية والغير رسمية من الجانبين تنتظر لحظة انطلاق حفل الافتتاح في 21 سبتمبر القادم بتفاؤل كبير وروحٍ إيجابية.