احتفاء لافت من «الأوبرا المصرية» بالذكرى الـ152 لميلاد السيد درويش
يعد الموسيقار المصري الشهير، واحداً من الموسيقيين الذين استطاعوا تطوير الموسيقى العربية، كما ألف ولحن العديد من الأغاني الخالدة حتى وقتنا هذا، ولها مذاق خاص، حتى بعد مرور كل تلك العقود عليها.
«زوروني كل سنة مرة»، «طلعت يا محلا نورها»، «ضيعت مستقبل حياتي»، «يا عشاق النبي»، وغيرها من ألحان وكلمات خالدة في تراث الموسيقى، تركها لنا خالد الذكر سيد درويش أحد أهم مجددي الموسيقى العربية، الذي تمر هذا العام ذكرى ميلاده 125 سنة. ولد سيد درويش عام 1892 في حي كوم الدكة بالإسكندرية، الذي شهد لقاءاته مع بيرم التونسي وزكي موردخاي والد ليلي مراد وأحمد رامي وبديع خيري، فحققوا معاً نهضة موسيقية عربية، ثم توفي عام 1923 عن عمر يناهز 31 عاماً، ورغم قصر عمره، فإنه استطاع أن يضع بصمة قوية في عالم الموسيقى ولحّن كثيراً من المسرحيات والأوبريتات لفرق نجيب الريحاني والكسار ويوسف وهبي، واستطاع خلال عمره الفني القصير أن يبرز قضايا وهموم الشعب المصري، فكتب الخلود لأغانيه التي تغنى بها عمالقة الطرب العربي، ولا يزال طلاب معاهد الموسيقى يتعلمون أصولها ومبادئها عبر ألحانه.
وبهذه المناسبة، تنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم احتفالية ثقافية فنية يقيمها صالون الأوبرا الثقافي في السابعة مساء الأربعاء 26 أبريل الحالي على المسرح الصغير. يستضيف الصالون كلاً من الدكتور زين نصار، والدكتور جمال عبد الحي، المتخصصين في تاريخ الموسيقى بأكاديمية الفنون، إلى جانب حفيد الفنان الراحل محمد حسن سيد درويش، في أمسية يديرها الفنان أمين الصيرفي. تتناول الندوة أهم المحطات المضيئة في مشوار فنان الشعب، إلى جانب تحليل نقدي لمجموعة من أشهر مؤلفاته التي شكلت ملامح تراث الموسيقى العربية، وتتخللها فقرات موسيقية وغنائية لفرقة تراث سيد درويش.
في السياق ذاته، احتفلت بسيد درويش اللجنة الثقافية بنادي اليخت المصري بالإسكندرية برئاسة الدكتور سمير كشك، أمس (الاثنين)، في ندوة بعنوان «لمحات من حياة فنان الشعب الخالد سيد درويش»، يتحدث عنها حفيده الدكتور حسن البحر درويش، المايسترو بدار أوبرا الإسكندرية.
المعروف أن سيد درويش أحد أهم مجددي الموسيقى العربية، ولد في 17 مارس 1892 بحي كوم الدكة بمدينة الإسكندرية، التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل بالغناء في المقاهي وبعض الفرق الموسيقية، لكنه لم يحالفه الحظ واضطر أن يلتحق بطائفة البنائين وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله أثناء غنائه في أوقات العمل، وكانا من أشهر المشتغلين بالفن وقتها، واتفقا معه على مرافقتهما في رحلة فنية إلى الشام عام 1908، بعدها أتقن أصول العزف على العود وكتابة المدونات الموسيقية وبدأت موهبته الموسيقية تنضج ولحن أول أدواره «يا فؤادي ليه بتعشق»، ومنذ سطوع نجمه قام بالتلحين لكل الفرق المسرحية الشهيرة آنذاك؛ منها فرقة نجيب الريحاني، وجورج أبيض وعلي الكسار. ويعد سيد درويش من أوائل الفنانين الذين ربطوا الفن بالسياسة والحياة الاجتماعية، فقدم أغنية «قوم يا مصري» التي غناها أثناء ثورة 1919، ثم نشيد «بلادي بلادي» الذي اقتبس فيه كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل، ومن ثم أصبح النشيد الوطني المصري، وأغنية «الحلوة دي» التي غناها تضامناً مع الحرفيين والفئات العاملة بالمجتمع، حيث جعل للموسيقى المصرية هدفاً يتخطى الطرب إلى الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي، وتغنى ضد الاحتلال الإنجليزي «يا بلح زغلول»، و«أهو دا اللي صار» التي تقول كلماتها: «تلوم عليا ازاي يا سيدنا… وخير بلادنا مهوش بإيدنا»، وأغنية «أنا المصري كريم العنصرين» التي كانت شعاراً للثورات المصرية طوال قرن وربع القرن من الزمان.