اكتشف علماء من جامعة بلفاست بأيرلندا الشمالية اضطرابًا عصبيًا يصيب بعض الجراحين ويؤدي إلى تشويش التمييز بين الجانب الأيمن والأيسر من الجسد، ما ينتج عنه أخطاء فادحة في إجراء العمليات الجراحية كأن يبتروا ساقًا سليمة بدلًا من المعتلة، أو يستأصلوا كلية سليمة بدل من تلك المطلوب استئصالها.

وأوردت مجلة فوكاس الإيطالية أن فريقًا بحثيًا مكون من ثلاثة أطباء من جامعة بلفاست أجرى الدراسة على 234 طالب بكلية الطب، باختبار وجود اضطرابات تؤدي إلى عدم التمييز بين الجانبين الأيمن والأيسر في جسم المرضى، وأطلقوا على هذه الحالة الاختصار LRD.

وحددت الدراسة التي أجراها الفريق المكون من العلماء ماك كاينلي وديمبيستر وجورملاي، حددت عوامل خارجية تتسبب في إحداث حالة الاضطراب LRD، وقسّموا تجاربهم إلى عدة مراحل، مهمة الأولى هي الوقوف على مستويات إصابة 234 طالب بهذه الحالة، ثم أعيد عليهم الاختبار ذاته ولكن في وجود مشتتات سمعية خارجية، أي أصوات تشبه تلك التي تنتشر في أحد أقسام المستشفى، ومشتتات إدراكية، كمقاطعة عمل الطبيب ببعض الاستفسارات، وأخيرًا مشتتات سمعية وإدراكية معًا.

وأظهرت نتائج المراحل المختلفة للدراسة أن تأثير المشتتات الإدراكية هي صاحبة أكبر تأثيرًا سلبيًا، مقارنة بتأثير المشتتات السمعية، كما أن تأثير النوعين من المشتتات أثبت تأثيرًا أكثر سوءً، وأثبتت الدراسة عدم تدخل كون الإنسان أيسر أم أيمن في حدوث هذه الاضطرابات، إلا أنها أثبتت أن النساء أكثر عرضة لها.

وأثبتت دراسات قديمة أجريت ما بين فترة السبعينات والتسعينات أثبتت أن نسبة كبيرة من البشر لديهم استعدادًا فطريًا للإصابة بهذه باضطرابات LRD، من ضمنها الدراسة التي أجريت بجامعة توفتس والتي ثبت فيها أن قلة الذكاء ليست سببًا في هذه الاضطرابات، حيث أجريت التجارب على مجموعة ذات نسبة ذكاء عالية من الرجال والنساء وثبتت استعداد 18.8% من النساء المشاركات، 7.2 من الرجال للإصابة.

ورجحت الدراسات السابقة أن يكون السبب في قلة نسبة شيوع هذه الحالة بين الذكور هو كفاءة النصف الأيمن من المخ والذي يعد المسؤول عن عملية التمييز بين الاتجاهين.