الآثار: مقبرة ميحو أجمل مقابر الدولة القديمة في سقارة
افتتح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، صباح اليوم، مقبرة "ميحو" للزيارة أمام الجمهور لأول مرة، منذ اكتشافها، عام 1940، وذلك بعد الانتهاء من ترميمها.
حضر مراسم الافتتاح وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، والدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، بالإضافة إلى عدد من سفراء الدول الأجنبية فى مصر منهم قبرص وإيطاليا والمكسيك والبرازيل وفرنسا وهولندا وأذربيجان وليتوانيا وكازاخستان وأمريكا اللاتينية.
وأوضح الدكتور وزيرى، أن المقبرة كانت مغلقة منذ أن اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع على يد الآثرى المصرى زكى سعد عام 1940م، والذى اكتشف العديد من المقابر الأخرى الرائعة مثل مقابر نبت وخنوت زوجتى الملك ونیس.
وأشار وزيرى، إلى أن مقبرة "مِيحو" تعد من أجمل وأكمل مقابر الدولة القديمة فى سقارة، والتى لاتزال تحتفظ ببهاء ألوان مناظرها الرائعة، وكثرة التفاصيل فى المناظر والتى أضيفت فى عصر الأسرة السادسة ولم تظهر فى مقابر الأسرة الخامسة بسقارة ومنها منظر تزاوج التماسيح ومنظر السلحفاة.
وأضاف وزيرى، أن من أهم المناظر التى صورت على جدران المقبرة، منظر لصاحب المقبرة يصید الطیور بعصا الرمایة والأسماك بالحربة فى الأحراش وهو من المناظر التى تدل على نفوذ صاحب المقبرة والذى حرص على نقشه فى الحجرات الأولى والأقرب لرؤیة الزوار، بالإضافة إلى منظر الزراعة من بذر وحصاد وتذریة، ومنظر صید الأسماك بالشبكة الكبيرة، ومنظر الطهى وصناعة البیرة، والموسيقى والرقص الأكروباتى والذى لم یظھر هذا النوع من الرقص فى سقارة إلى فى الأسرة السادسة فقط.
ومن جانبه، قال عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية للقاهرة والجيزة، أن وزارة الآثار كانت قد بدأت فى مشروع ترميم وتطوير المقبرة بالشكل الذى يؤهلها لاستقبال زوارها، وقد شملت أعمال المشروع ترميم وتنظيف النقوش الملونة على جدران المقبرة بالطرق الميكانيكية والكيميائية، وتثبيت الألوان الضعيفة، بالإضافة إلى تطوير منطومة الإضاءة للمقبرة و تغطية بئر الدفن.
وقال صبرى فرج مدير عام منطقة سقارة، إن المقبرة تخص ميحو وعائلته، وقد عاش فى عهد الملك بيبى الأول، حيث كان يحمل 48 لقبا نقشوا على حجرة دفنه والتابوت الخاص به ومن أھمهم رئيس القضاة ووزير، والمشرف على كتبة وثائق الملك، ومشرف على مصر العلیا، وحاكم الإقلیم .
وفى وصف المقبرة أشار إلى أنها تقع جنوب السور الجنوبى لمجموعة ھرم زوسر المدرج بحوالى 6 أمتار، وتبلغ مساحتها511.92 متر مربع، وتضم حجرات دفن لابنه "مرى رع عنخ" وحفيده "حتب كا الثانى".
وتتكون من ممر أرضى منحدر باتساع 2.75م، وبها 6 حجرات (مابيت حجرات وردهات)، وفناء فى المنتصف یؤدى إلى حجرة الدفن على بُعد 5م، من أرضیة المقبرة، حيث عثر فى حجرة الدفن على تابوت… ذو غطاء تبلغ أبعاده 3.10x 1.55x 1.95، وبالجدار الجنوبى كوة وُضع بها الأوانى الكانوبیة.
كما یمكن الوصول إلى حجرة دفن مرى رع عنخ (ابن ميحو) عبر بئر خلف حجرة الباب الوھمى الخاص به وكان يحمل مرى رع عنخ 23 لقبا حفروا على جدران غرفة الدفن والتابوت الخاص به وأهمهم: رئيس قضاة ووزير، وحاكم إقليم بوتو، ومشرف بیت العمالة
أما حجرة دفن حتب كا الثانى (حفيد ميحو) والذى عاش فى عاصر الملك ببى الثاني، فقد قام بنقش بابه الوهمى فى حجر بهو الأعمدة الخاص بمحو، ووجد عليها نقوش لعشرة ألقاب يحملها حتب كا الثاتى منها: رئيس قضاة ووزير، والأمير، ومدير القصر، وحامل أختام ملك مصر السفلى.