الأخطر والأكثر دموية .. تفاصيل الاشتباكات العنيفة في ليبيا
شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة، منذ الساعات الأولى لصباح أمس السبت، تعد الأخطر والأكثر قوة ودموية منذ اندلاع الصراع في ليبيا منذ الإطاحة برئيسها الراحل مُعمر القذافي بعد الاحتجاجات الشعبية في عام ٢٠١١.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة ٨٧ جريحًا، حسب اخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، وفق ما نقلته بوابة الوسط الإخبارية.
وحثت العديد من الحكومات العربية والأجنبية طرفي النزاع لوضع حدًا لما يحدث، ودعت القاهرة جميع الأطراف والقوى الوطنية والمكونات الاجتماعية الليبية إلى وقف التصعيد وتغليب لغة الحوار وتجنب العنف وضبط النفس حقناً للدماء، مؤكدة على ضرورة حماية المدنيين وتحقيق التهدئة بما يحفظ للشعب الليبي الشقيق أمنه واستقراره ومقدراته ويعلي المصلحة العليا للبلاد.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، حسب بيان رسمي، عن حرص مصر على توصل الأشقاء الليبيين إلى حل ليبي- ليبي توافقي على نحو يلبي تطلعاتهم ورؤيتهم للانطلاق نحو المستقبل ويحقق الاستقرار المنشود في ليبيا.
ما أصل الحكاية؟
بدأت التوترات بعد إعلان مجلس النواب، المُنتخب في عام ٢٠١٤ ومقره مدينة طبرق، تعيين وزير الداخلية السابق المدعوم من المشير خليفة حفتر فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة، مُعتبرًا بذلك أن التفويض الذي حصلت عليه حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة منتهي.
غير أن الدبيبة رفض التخلي عن منصبه، وأصر على التمسك بالحكم، مؤكدًا أن البرلمان ليس له حق في استبداله، وأنه لن يتنحى إلا بعد إجراء انتخابات.
يُذكر أن حكومة الدبيبة تولت زمام الأمور في إطار عملية سلام بقيادة الأمم المتحدة بعد فترة من العنف المسلح في البلاد.
بدأت التوترات بين الحكومتين الأربعاء الماضي عقب رسالة وجهها باشاغا إلى الدبيبة، ودعاه فيها إلى "الالتزام بمبادئ الديمقراطية التي تحتم علينا الالتزام بالتداول السلمي".
واستفزت الرسالة الدبيبة، فرد، بعد دقائق، قائلاً: "إلى وزير الداخلية الأسبق، وفر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين، لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية فقد ولى زمانها"، حسبما نقلت بوابة الوسط.
لماذا تطورت الأحداث؟
بررت حكومة الوحدة الوطنية بزعامة عبدالحميد الدبيبة وقوع القتال في العاصمة بانهيار المفاوضات التي كانت تجري لتجنب إراقة الدماء في المدينة الغربية.
واتهمت حكومة الوحدة باشاغا بمحاولة "تنفيذ تهديداته" للسيطرة على طرابلس، مُشيرة إلى أن المفاوضات كانت جارية "لإجراء انتخابات في نهاية العام لحل الأزمة السياسية"، ولكن باشاغا "انسحب في اللحظة الأخيرة".
في المقابل نفت حكومة باشاغا، السبت، ما تردد عن رفضها أي مفاوضات مع حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا إن الأخير رحَّب طوال الأشهر الستة الماضية بـ"كل المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلميًا، دون أي استجابة من الحكومة منتهية الولاية"، حسبما نقلت بوابة الوسط.
كيف تختلف هذه الاشتباكات عن غيرها؟
كان تطور الأحداث في ليبيا متوقعًا حسبما قال الصحفي الليبي رمضان التويب لمصراوي، ففي ظل الاستقطاب بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، ومساندة عدد من تشكيلات مسلحة للحكومتين، موضحًا أن كل قوة تحاول المحافظة على نفودها واماكن سيطرتها.
ورغم وقوع مناوشات أكثر من مرة بين القوات المناصرة للدبيبة وأخرى مناصرة لفتحي باشاغا، غير أن ما يجري الآن في ليبيا مختلف، لاسيما وأن تلك الاشتباكات لم تستمر لأكثر من يوم، على عكس الأحداث الدائرة الآن، والتي بدأت في وقت مبكر من صباح أمس السبت ومن المتوقع استمرارها لفترة، خاصة بعد إفادة شهود عيان في المنطقة، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، باستمرار عمليات التحشيد العسكري بين الطرفين داخل العاصمة.
ووفقًا لشاهد العيان، فإن قافلة عسكرية تابعة لحكومة باشاغا، توجهت إلى طرابلس قادمة من زليتن بالقرب من مصراته، أمس السبت.