الأوقاف: مُستمرون في فضح الأفكار المُتطرفة لجماعة الإخوان الإرهابية
قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الوزارة مستمرة في فضح أفكار جماعة الإخوان الإرهابية، بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة، ومنها التعاون مع وزارة الثقافة من خلال إصدار سلسلة «رؤية»، التي تفضح أفكارهم وشبهاتهم، فضلًا عن استهداف العمل على ترسيخ المفاهيم الصحيحة للإسلام.
وشدد عبد العزيز، في كلمة وزارة الأوقاف، اليوم الجمعة، في أولى جلسات مؤتمر «انتصار الهوية»، التي تقام ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ53، على أن الهوية ليست من القضايا الثانوية ولكنها قضية رئيسية في المجتمعات، لافتا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية حاولت قصر الهوية على الانتماء إلى الجماعة والتنظيم، لتسعى عبر انتشارها إلى اسقاط الدول كما شهدنا في دول نشطت فيها الجماعة، وذلك لأنهم يؤمنون «وفسدت عقيدتهم»، أن الوطن ما هو إلا حفنة تراب.
وأشار رئيس القطاع الديني بالأوقاف، إلى أن الإخوان الإرهابية، تحرف تفسير النصوص القرآنية والنبوية لإخراج فتاوى بالقتل والتخريب، لافتا إلى أن الفهم والتفسير السليم للإسلام يجد إحصائيًا أن آيات الأحكام والحدود لا تتجاوز 10% من القرآن، بينما تكون السمة الغالبة للقرآن تناقش حسن المعاملة والتعامل مع الأديان المختلفة، ليكون دين الإنسانية وهو بريء مما تطرحه الجماعات الإرهابية.
وأكد أن جماعة الإخوان الإرهابية، تعمل من خلال أجندة تخدم مصالحها، عبر نشر الفساد، ولكن يقف أمام تلك المخططات الالتفاف حول الوطن ومؤسسات الدولة، وهو ما برهنه الشعب المصري في التصدي لهم.
ونقل عبد العزيز تحية الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وتثمينه للنجاح الباهر الذي شهده افتتاح الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تتزامن مع عيد الشرطة، مؤكدًا أن التضحية من أجل الوطن ضرورة من أجل رفعته، موجهًا التحية لشهداء الوطن من رجال الشرطة والقوات المسلحة.
ومن جانبه، أكد الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، اتخذ قرارًا جوهريًا في 3 يوليو 2013، لضمان حرية هذا الشعب في مواجهة الجماعة الإرهابية، مؤكدًا أن ما كانت تتعرض له مصر على مستوى إرهاب الفكر وتدمير الدولة واجهه الشعب بثورة للإطاحة بتلك الجماعة.
واستعرض بكري المسميات المختلفة والأشكال التي حاولت جماعة الإخوان الإرهابية اتخاذها في المحيط العربي، وانطلاقها من العمل الدعوي، ثم التحول إلى العمل السياسي، ولكنها فشلت، لاسيما وأن الشعب المصري امتلك حصانة طبيعية، تكمن في إخلاصه لهويته الوطنية أمام محاولة اختطافه.
وتطرق بكري إلى جرائم الجماعة عقب تصاعد الأحداث في يناير 2011، وما تبعها من إلصاق الاتهامات بمختلف مؤسسات وجهات الدولة، ومحاولة الاستحواذ على مختلف مفاصل الدولة، حتى وصلوا إلى السلطة، مضيفا أن حرص الإخوان الإرهابية، على معايير السمع والطاعة، تجسد في أن محمد مرسي خلال رئاسته للجمهورية، لا يستطيع اتخاذ قرار إلا بعد العودة إلى مكتب الإرشاد ومرشد الجماعة، مؤكدًا أن تلك الجماعة سعت لأخونة الدولة والإضرار بالاقتصاد المصري، ما دفع الشعب المصري للثورة عليهم في يونيو 2013.
وأشار بكري إلى أن تكرار تلك التجارب في عدد من الدول العربية، بمحاولات سعي جماعة الإخوان الإرهابية ومنها السودان منذ سبعينيات القرن الماضي، وكذلك في تونس والمغرب، وتشترك السيناريوهات في محاولة السيطرة على الدولة، وعدم القدرة على حل مشاكل الشعب، والاعتماد على ترهيب القوى السياسية والتراشق اللفظي.
وخلص بكري إلى أن أي تيار يسعى إلى تسخير الدين لخدمة مصالحه، لن ينجح أبدًا في إدارة الدول، مؤكدًا أن الدين لله والوطن للجميع.
وبدوره، أكد الإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور، أهمية مؤتمر انتصار الهوية، وأهمية تنظيمه في وقت مبكر، خاصة وأنه يناقش قضية ملحة تشكل خطرًا إن لم يتم مواجهته بشجاعة قد نتعرض لمشاكل كثيرة مستقبلا.
وأشار الباز، خلال مداخلته بمؤتمر «انتصار الهوية»، إلى أن الإخوان ظهروا على حقيقتهم عند توليهم الحكم في مصر وفشلوا في حشد التأييد الشعبي، لافتا إلى أن المصريين طالبوا في 30 يونيو عام 2013 بخروج الإخوان من الحكم لأسباب مادية ومعنوية، فمن ناحية الأسباب المادية أراد أعضاء الجماعة الإرهابية التوغل والدخول في كافة مناحي الحياة، حيث خططت الجماعة لأن يكون مواطنها رقم واحد والمصريين ثانيًا فقاموا بإحلال عناصرهم بكافة مؤسسات الدولة، ووصفها بالمحتل الذي يحضر عناصره لتسكينهم بمناصب الدولة من أجل تحقيق رغباتهم الخاصة.
ومن الناحية المعنوية، أفاد الباز بأن نسبة كبيرة من المصريين تحمست في 30 يونيو عام 2013 للمطالبة بخروج الإخوان من الحكم لأنهم أدركوا أن الإخوان يخططون لتغيير هوية الشعب المصري والتي أهم ما يميزها أنها قائمة على التنوع والتعدد وثقافة الاختلاف وفجأة ظهرت جماعة تريد فرض وضع واحد على كافة كالمصريين ولذا لفظهم الشعب المصري سريعا.
ولفت إلى الخطورة التي تتعرض لها الذاكرة الوطنية حاليا وأن يقل إحساس الناس بخطورة هذه الجماعة، مشيرا إلى أن صاحب الباطل دائما هو الأعلى صوتا فجماعة الإخوان دائما تنشر كتبها ولها منابرها الإعلامية ودائما ما تتواجد رواياتها في كافة الأماكن، فضلًا عن سهولة الوصول إليها، دون وجود روايات أخرى تدحض أو حتى توضح حقائق ما يحدث أو تكشف كذبهم.
وشدد على ضرورة وجود المرجعية الوطنية، والعمل على نشر المضامين الإعلامية والثقافية من أجل القتال في معركة وعي مهمة جدا، منبها إلى أن جميع هذه التفاصيل هي الدافع الرئيسي وراء المشاركة في المؤتمر اليوم، مؤكدا ضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية بوجود روايات توضح الدور الوطني وتدحض روايات الجانب المظلم.
واقترح الباز، إنشاء متحف يوثق كافة جرائم الإخوان في حق الشعب المصري سواء الجنائية أو الإرهابية، يكون له أفرع بكافة المحافظات وأن يتم تنظيم زيارات لشباب المدراس لهذا المتحف لتعريفهم بجرائم هذه الجماعة بحق الشعب المصري.
من ناحيته تحدث اللواء الدكتور محسن الفحام مساعد وزير الداخلية الأسبق وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة، عن محاولات التأثير التي تعرض لها جهاز الشرطة من قبل جماعة الإخوان، لافتا في هذا الإطار إلى وجود محاولات فعلية من قبل الإخوان لاستقطاب بعض العناصر من ضباط الشرطة، مؤكدا عدم استجابة أي ضابط لهذه المحاولات، وفشل كافة محاولات التأثير التي تعرض لها جهاز الشرطة ومحافظة الجهاز على هويته الوطنية رغم المحاولات الفاشلة من قبل الجماعة الإرهابية.
وشدد على أن الجيش وجهاز الشرطة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أمان تام فهم صمام أمان الوطن.
يشار إلى أنه أدار الحوار محمد عبد المنعم، رئيس دار سما للنشر والتوزيع، والذي استعرض مصطلح تزييف الوعي، لافتا إلى أن المؤتمر يستهدف فضح ألاعيب الجماعات الظلامية ومنها الإخوان الإرهابية، في تغييب الوعي.
بينما أعلن عبد المنعم، عن مسابقة تنظمها دار سما للنشر، لأفضل بحث عن جرائم الإخوان، ليتم تكريم البحث الأفضل خلال الدورة المقبلة من معرض القاهرة للكتاب، وطباعته مع الهيئة العامة المصرية للكتاب.
يذكر أن مؤتمر «انتصار الهوية»، يناقش عدة محاور وهي (مؤلفات الجماعة الإرهابية، والجماعة الإرهابية في الإعلام والفنون، وبين التعليم والشباب، والمحور الاقتصادي، ومحور الخطاب الديني).