كتب : زكريا سيد مهدي

يقود الإدارة التعليمية بمركز الداخلة سعد مهدى  وهو رجل لا غبار عليه يشهد له الجميع بالنزاهة والاحترام ولكن "البطانة" التى حوله هى التى تهدد مستقبل التعليم فى هذا المركز الكبير و كل الشواهد تؤكد ذلك  حيث سوء توزيع المعلمين فى كافة التخصصات .

ففى قرية غرب الموهوب التى تبعد عن الداخلة 75 كيلو متر تجد العجز الرهيب فى كافة التخصصات وعند سؤال المعلمين هناك عن عدد احصص التى من المفترض ان تصل بها المعلومات كاملة الى عقل الطالب اجابوا بانه من الواجب الا تقل عن 25 حصة لمادة الرياضيات مثلا  في حين ان طلاب هذه القرية لا يتلقون سوى 5 حصص فقط لهذه المادة !.

واستنكر معلموا القرية انتشار الواسطة والمحسوبية وبصفة خاصة فى الوظائف الاشرافية فكل من له قريب او حبيب فى الادارة يتم تعينه دون النظر الى مؤهلة التعليمى او قدرته ومهارته فى العمل.

ويعد  توجيه شؤون البيئة  اكبر مثال على توغل الواسطة فى اركان الادارة التعليمية فتجد بها أكثر من 23 متابع عل الرغم من ان هذا التوجه لا يستوعب سوى 9 متابعين فقط .

وفى سياق آخر يعانى أهالى الوادى الجديد من الفقر الشيدي فى الكثير من الخدمات فهم ليسوا افضل حالا من اهل الموهوب ولكن المأساة مختلفة حيث الندرة الواضحة فى اعداد الأطباء   والاصعب ان تجد الوحدات الصحية والمبانى والأجهزة ولكنك لا تجد "طبيب"!!. فإذا مرض احد ساكنى القرية يتم نقله إلى المدينة التى تبعد عن بعض القرى حوالى 75 كيلو مترا.

وبالنظر الى  حال المستشفى العام  بمركز الداخلة الوادى الجديد تتجسد ندرة الاطباء بشكل واضح جلى فلا يوجد طبيب واحد متخصص للحوادث او الحالات الطارئة وهناك الكثير من التخصصات التى تعانى من العجز الشديد فى الكوادر الطبية

ولذلك إذا وقع حادث يكون التفكير في كيفية نقل المصابين  إلى أسيوط اقرب محافظة متطورة فى مجال الطب.

وتبعد عن الداخلة 500 كيلو متر وحوالى 800كيلوا متر من مركز الفرافرة لذا يأمل الأهالي أن يتم  توفير أخصائيين  حتى يعيش المواطن فى الوادى وهو مطمئن كما يعانى أهالى الداخلة وقراها من العجز الرهيب فى سيارات الإسعاف وان وجدت سيارات إسعاف كانت  معطلة!!.

هذا الى جانب التهميش والتكاسل فى إنشاء طريق تنيدة – منفلوط الذى يقرب المسافة الى أسيوط أكثر من 300 كيلو مترا فهل هناك من يسمع شكواهم وينقذهم من الإهمال الذى أصاب كل شيء حولهم .