راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الإعلام الصيني: العلاقات بين القاهرة وبكين تمر بفترة ذهبية

Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi (L) and China's President Xi Jinping attend a welcoming ceremony at the Great Hall of the People in Beijing, December 23, 2014. REUTERS/Jason Lee (CHINA - Tags: POLITICS)

أ.ش.أ

تحظى أنباء جولة الرئيس الصيني شى جين بينج إلى الشرق الأوسط حاليًّا بتغطية كثيفة من قِبل وسائل الإعلام الصينية، وتلقى زيارته المرتقبة لمصر، التي تبدأ اليوم، اهتمامًا إعلاميًّا واسعًا.

وتصدَّر تعليق عن الزيارة تحت عنوان "العلاقات المصرية – الصينية.. تاريخ عميق وفترة ذهبية" الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، وكذا صحيفة "الشعب" اليومية الصينية الواسعة الانتشار والتابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

وقالت الوكالة، في تعليقها، إنَّه مع اقتراب حلول الرئيس الصيني ضيفًا على مصر اليوم، تحول تاريخ العلاقات الصينية المصرية ليصبح محور دائرة الاهتمام العالمي، لا سيَّما أنَّ الزيارات رفيعة المستوى الكثيفة ونيات التواصل القوية بين البلدين في السنوات الأخيرة قد أثبتت أنَّ العلاقات الثنائية تمر بفترة ذهبية.

وأضافت "شينخوا" أنَّه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1956، حقَّقت العلاقات الصينية المصرية تطورًا مستقرا بغض النظر عن تقلبات الأوضاع الدولية، لافتةً إلى أنَّه على الرغم من التقلبات الحادة التي شهدتها الساحة المصرية على مختلف الأصعدة منذ عام 2011، فإنَّ علاقاتها مع الصين لم تصب بأي أذى وإنَّما على العكس، حيث صمدت أمام اختبار الزمن وشهدت تطورًا سريعًا بوتيرة أقوى وبوجه أشمل.

وتابعت: "منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه، أظهرت مصر اهتمامًا بالغًا بالصين التي تعتبر صديقًا تقليديًّا ووديًّا لها، فأجرى الرئيس السيسي زيارةً رسميةً للصين في ديسمبر 2014 بعد ستة أشهر فقط من توليه مقاليد السلطة في مصر، ثمَّ وفي سياق حرصها الدائم على تقديم تضامن قوي للصين، زار الرئيس السيسي الصين مرة ثانية في سبتمبر 2015 بمناسبة العرض العسكري الصيني الذي أقيم ضمن سلسلة من الاحتفالات الوطنية التي أقامتها الصين لإحياء الذكرى السبعين لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين، كما شاركت قوات من الجيش المصري في هذا العرض المهيب".

وألقت الوكالة الضوء على تطور العلاقات بين الصين ومصر، فذكرت أنَّهما أقامتا علاقات شراكة استراتيجية شاملة في ديسمبر 2014 لتصبح مصر بذلك ثاني بلد عربي يقيم مثل هذا النوع من العلاقات الوثيقة مع الصين بعد الجزائر، علما بأنَّ الصين ومصر قد أقامتا علاقات تعاون استراتيجي في العام 1999، وقالت: "إن هذا إن دل على شيء فإنَّه يدل على أهمية مصر في الدبلوماسية الصينية تجاه العالم العربي".

وأشارت الوكالة إلى أنَّه ومنذ إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية المصرية، واصل البلدان اهتمامهما بإضفاء صبغة مميزة على هذه العلاقة الوثيقة، فعلى الصعيد التجاري بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2015 حوالي 9.6 مليارات دولار بنسبة زيادة قدرها 13% مقارنةً بنفس الفترة من العام 2014 بحسب الأرقام الرسمية المصرية.

وعلى الصعيد الاستثماري، شهد التعاون الاستثماري الثنائي ازدهارًا متعاظمًا، وبخاصة بعد المؤتمر الاقتصادي المصري العالمي الذي أقيم في شرم الشيخ في شهر مارس 2015، إذ تعزَّزت ثقة المستثمرين الصينيين في أفق الاستثمار المصري بالتوازي مع جهود الحكومة الصينية لتشجيع مزيد من المؤسسات المحلية على زيادة الاستثمار في مصر.

وعلى صعيد الثقافة، تجرى في هذه الآونة ترتيبات للتوقيع على اتفاقية توأمة بين مدينتي القاهرة وشانغهاي، التي تعد المركز الاقتصادي والمالي للصين، ومذكرة للتعاون بين المتحف المصري ومتحف شانغهاي في إطار جهود البلدين لتنمية العلاقات الثنائية.

وتابعت الوكالة: "على الرغم من تطور العلاقات الثنائية سريعًا، فإنَّ مصر تحتاج إلى مزيد من المساعدات والدعم من الصين في عدة مجالات، وبخاصة في مجال الاقتصاد، حيث سيصبح النمو الاقتصادي ومستوى المعيشة عاملين مهمين يؤثران في الاستقرار المصري".

وأوضحت أنَّه قبل 60 عامًا، أظهرت مصر شجاعةً وذكاءً ورؤيةً بعيدةً، حيث سبقت الدول العربية والإفريقية جميعًا في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة التي كانت تعاني من العزلة والتضييق من قبل الدول الاستعمارية.

ووفقًا للوكالة، فقد لعب التصرف المصري الشجاع دورًا توضيحيًّا في العالمين العربي والإفريقي إذ بادرت عدة دول عربية وإفريقية إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين منذ ذلك الوقت.

وأشارت إلى أنَّه وبعد مرور 60 عاما، وفي هذا الوقت الحاسم، لم تنس الصين "صديقتها مصر" حيث أدرجتها في أولى زيارات الرئيس شي في السنة الجديدة، معربةً عن ثقتها في أنَّه لا شك في أنَّ هذه الزيارة ستضيف قوةً دافعةً أكبر لتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات بما فيها الاقتصاد والتجارة.

وأكَّدت الوكالة الرسمية الصينية أنَّه حتى إذا ابتعدت بعض الدول عن مصر وهي في فترة تواجه فيها صعوبات وتحديات متعددة، فإنَّ الصين لن تقف مكتوفة الأيدي، بل إنَّها ستواصل مد يد العون لمساعدة صديقتها مصر على تجاوز المشكلات التي تعانيها والعمل بجد لتقوية الصداقة التقليدية الثنائية.

وشدَّدت على أنَّ تطوير العلاقات الثنائية لا يخدم مصلحة مصر فقط، بل إنَّه سيفيد الصين أيضًا، حيث سيساهم في زيادة وجودها السياسي والاقتصادي والثقافي في مصر والعالم العربي، كما سيخدم جهود تمهيد الطريق أمام تنفيذ مبادرة الحزام والطريق في الشرق الأوسط.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register