" الإفتكاس " على الطريقة الببلاوية
نعيش أقصى أوجاع التخبط .. والعزل .. والبطئ الغريب السحيق الذى لايندمل مهما تغيرت إدارة البلاد
وكأن السادة الوزارء لايعملون إلا من خلال ستائر قانونية تتيح لهم " الفضفضة " فى العمل .. والفضفضة بالطبع لاتأتى إلا بتحصين مُحكم يعينهم على الدخول فى المناطق الأمنة للسلطة ..
لن يحمى المصريين من الهلاك " مسؤل " يعمل وبجعبته "خنجرًا من الذهب "
حينما تجد الإفتكاسات تتسارع لُتلقى على قارعة الطريق بالشارع المصرى .. لاتستعجب .. هذه طبيعتنا نحن المصريين .. نفعل كل شئ .. ولدينا حلولاً لأتفه الأشياء .. وأعظمها فى نفس الوقت .. بغض النظر إن كانت " الإفتكاسة " تحقق المراد أم لا .. المهم أننا نعشق " الافتكاس " طوال الوقت .
وليست المشكلة أن العالم أجمع يتعامل بأسلوب " لاتتحدث " إن لم تكن تعلم وأرجع الأمر لأهله حتى تحصل على أفضل النتائج .. ونحن نتعامل بشئ من " الفهلوة " .. وخفة الدم .. " وُبعد نظر " .. طبعا وحتما بعيد بُعد " النخلة عن الأرض " بمقاييس الـ 6/6.
ولكن المشكلة أن تجد حكومة الدكتور الببلاوي التى تضم المتخصصين والكبار فى مجالاتهم حسبما قدموهم للشعب عقب ترشيحهم للمسؤلية .. واللذين تحملوا تحقيق أمال 30/6 التى طُلبها الشعب بثورتين أطاح فيهما بنظامى "مبارك والاخوان " تقترح قانونًا غريباً من نوعه، يعفى مسؤلى الدولة الكبار من العقاب على أى خطأ يتوفر فيه " حسن النية " .. وذلك بالطبع لتحصينهم وأعطائهم البراح اللازم للعمل دون خوف أو قيد .. وكأن السادة الوزارء أطال الله أعمارهم ورزقهم " السكينة والأمان " لايعملون إلا من خلال ستائر قانونية تتيح لهم " الفضفضة " فى العمل لإعطاء نتائج أفضل .. والفضفضة بالطبع لاتأتى إلا بتحصين مُحكم يعينهم على الدخول فى المناطق الأمنة للسلطة .. والعمل بأريحية كاملة تجعلنا نحن المصريين نعيش فى وادىٍ من الجنة على أيديهم " الناعمة " .
الحقيقة أننا نعيش أقصى أوجاع التخبط .. والعزل .. والبطئ الغريب السحيق الذى لايندمل مهما تغيرت إدارة البلاد .. ولا نعلم لماذا لايتحلى هؤلاء بأسلحتهم من المعرفة بوجدان الشارع وممارسة نوعا من الذكاء فى ايجاد علاقة متميزة بينهم وبين من يمثلونهم .. فالتحصين الذى يطلبه الببلاوى لحكومته لاينطلى على مخ طفل مصرى صغير المعروف بالمناسبة أنه الأذكى على مستوى العالم أجمع قبل أن تتلقفه أفكار الحكومات المصرية لتجعل منه " الأغبى " والأقل إبتكارا على مستوى العالم .
الأصل فى المسؤل أن يكون عالمًا بما يفعله .. جريئا .. لديه مشروع يسعى لتحقيقه فى مدد زمنية محددة .. لابد وأن تكون حصنه الوحيد الذى يبنيه له رئيس الحكومة حتي يعتلى منصة الحكم فى وزارته أو المكان المنوط به لخدمة الشعب الذى يريدون التحصن منه أولا قبل أن يتحصنوا من قوانينه وقضاته
حسن النية يجعلنا أمام توليفه لاندرى كيف تكونت فى عقل " كبيرنا " الدكتور الببلاوى الذى نحترمه على تحمله المسؤلية فى وقت صعب .. ولكن لا نفهم كيف تقاس حسن النية لدى مسؤلي مصر .. ومن َيزنها .. وكيف لمسؤل بالاساس ان يُربع يديه لإنتظار " قرار " من رئيس الوزارء بفتحها " علي البحرى" امامه يتعلم فينا سيادته كيف يشاء .. حتى يتسنى له مصارعة مشكلات جاء من الأساس لحلها دونما الإعتماد على الفهلوة الشعبية التي من الواضح انها تتشعب أيضا داخل اليات عمل متخذى القرار المصرى من عموم الكبار.
ياسيادة رئيس الوزراء .. القانون المعيب الذى تراه حكومتك إن لم ُيسحب على الفور فسيبقى الجميع " ملطشة " للسادة الوزارء .. خاصة إن كانوا من اصحاب القوة المسلحة .. وبدلًا من صياغة علاقة محترمة بين اجهزة الدولة والمواطن المصرى وكتابة عقد جديد يضمن علاقة متعاونة يسودها الحب والوفاق والتعاون بين الجميع لرفعة البلاد .. سنجد أنفسنا أمام ارتجالية مريبة .. تضعنا أمام موجة جديدة من تفصيل الصراع الذى بدأ ينسج خيوطه بسبب بعض الممارسات القمعية الخاطئة التي تنتهجها بعض أجهزة الدولة التي تسعى لتحصينها لتفعل مايحلوا لها سواء كان ذلك باستخدام العنف فى تأديب الشعب .. او ببعثرة اموالة "بحسن النية " التي تراها سيادتك وتقرها لحمايته .
العمل بهذه الطريقة سيصيب البلاد " بدوار اجتماعى " لن ينجو منه أحداً .. وستتسبب هذه الطريقة الحلزونية فى عودة معادلة " السداح مداح " .. التى أغرقت البلاد بصورة مفزعة أكبر بكثير ممن يصورون القضية من حملة المباخر على أنها كانت حمى إقتصادية شرخت قواعد الإقتصاد المصرى العتيد .. ولكنها للأسف سَاحت فى جميع المجالات .. بما يجعلنا جميعا أمام موجة جديدة من خلخلة القواعد الاخلاقية المهتزة بطبعها لتناقض لدرجة الإنقراض .
القانون الذى تقف وراءه حكومة الببلاوى لتحصين الوزراء من المحاسبة وراءه تناقض لايخلوا من سوء نية .. ولايُشرف المصريين أن يتولى أمرهم من يعمل وهوا يحمل فى جعبته " خنجرًا من الذهب " .. فكفانا اللعب على جميع الحبال .. اما العمل بشرف ونزاهة وخبرة وقدرة على تحمل الصعاب وسط أجواء عادية تتيجها جميع الدول التي تحترم مواطنيها .. وإما الفوضى التي لن تترك حتي هؤلاء اللذين يريدون التحصين .. فمهما إرتفعوا بتحصيناتهم لن يصلوا لإرتفاعات الدُشم التى زرعها " كهنة مبارك " .. ومهما أخذتهم العزة بأنفسهم .. وحققوا انتصارات يتصورا انها تحصنهم ضد المسألة .. فلن يكونوا أعلى غرورًا من الإخوان الذين سحقوا جميع منافسيهم فى الفوز برضا الشارع .. ورغم ذلك انقلب عليهم ووضعهم جميعا داخل السجون
علينا جميعا مقاومة هذه القوانين التي " تحتال " على الضمير المصرى الذى نبت من جديد فى أوردة الشعب بعد غيبوبة طالت عقود .. وعلى المسؤلين أخذ العظة والعبرة من مثول رئيسين .. ونظامين .. خلف الاسوار .. والبعد عن التخبط الفكاهى الذى يثير الحمق لدرجة ستجعلنا جميعا نفقد القدرة على مجرد "الحلم" ..