التسليح وتأسيس مصانع الصواريخ بغزة.. اسرار العلاقات الخفية بين إيران وحماس
أبرزت وكالات الأنباء العالمية، تصريحات مسؤول بارز في جهاز المخابرات الإسرائيلية، بشأن العلاقة السرية بين إيران، وجماعة حماس في فلسطين، ويرصد "زهرة التحرير" أهم ما تداولته الوكالات بهذا الصدد.
اعتبر مسؤول بالمخابرات الإسرائيلية، أنه من الصعب على حماس إعادة التسلح أخيراً بسبب المشاكل السابقة التي حصلت بين الحركة وإيران نتيجة الأزمة السورية وقرار الحركة مغادرة دمشق ورفضها الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد.
وقال المسؤول لمجلة “ذا أتلانتيك” إن إيران لعبت دوراً رئيساً في مساعدة حركة حماس وجناحها العسكري “كتائب القسام”، على إنتاج الصواريخ محليا، داخل غزة في عام 2012.
وكان رئيس الحرس الثوري اعترف بأن قواته علّمت حماس كيفية إنتاج البديل من صواريخ (فجر 5)، وهي قذيفة بعيدة المدى التي استخدمت لضرب ضواحي تل أبيب.
وقالت المجلة الأمريكية في تقرير لها بعنوان “أزمة قطر تدفع حماس إلى إيران”، إنه بعد ثلاث سنوات من الحرب الأخيرة في غزة، يبدو أن قادة إسرائيل وفلسطين يتجهون نحو جولة أخرى من القتال وإن لم يكن للأسباب التي قد تفكرون فيها.
التحذير من انفجار
وتناول التقرير الأوضاع الداخلية في فلسطين وإمكانية حدوث حرب مع إسرائيل، حيث أشارت المجلة إلى أنه “في يوم الأحد الماضي وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية بناء على طلب الرئيس الفلسطيني على خفض كمية الكهرباء التي تقدمها إلى الأراضي المحاصرة بنسبة 40%”.
وقد حذر كبار الجنرالات الإسرائيليين من أن هذا القرار سيؤدي إلى أزمة إنسانية في الشريط حيث يستعد 1.9 مليون شخص لصيف حار ربما يمنح أهالي غزة ثلاث ساعات فقط من الطاقة يومياً، وحذروا حماس، التي تسيطر على غزة، من “انفجار”.
لكن انقطاع التيار الكهربائي ليس القضية الوحيدة، ولكن إذا كانت هناك جولة جديدة من القتال، فقد يكون سببها أزمة دبلوماسية تقع على بعد حوالي 1100 ميل، بين وزير الدفاع الإسرائيلي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
حماس.. وتعقيد الأزمة
وفي سياق متصل، رأى التقرير الأمريكي أن حالة حماس هي علامة أخرى على تعقيد الأزمة الخليجية مع قطر، مضيفة أنه “في السنوات الأخيرة، ضربت حماس توازنا غير مستقر بين السعودية وإيران، وبينما كان هذا الأخير أكبر راع لحماس، وكان يزودها بالمال والأسلحة، فقد قطع الجانبان طرقا في عام 2012 عندما دعم الفلسطينيون الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، في حينها قطعت طهران المساعدات العسكرية لحماس، وقد أجبر خالد مشعل، الزعيم السابق لحماس، على مغادرة دمشق، والتوجه إلى الدوحة، حيث تلقت الحركة ترحيباً حاراً.
ومنذ ذلك الحين حاول مشعل توجيه حماس إلى دول الخليج، التقى الملك سلمان في زيارة نادرة إلى السعودية عام 2015، ودفعت هذه الزيارة زعماء في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، الذي أراد العودة إلى إيران إلى معارضة مشعل في قرار الزيارة.
واعتبر بعض القادة في كتائب القسام أن مثل هذا التحرك من شأنه أن يعزز الجناح السياسي المعتدل نسبيا لحماس، أما الآن، فإن السعوديين وحلفاءهم يطالبون بقطع العلاقات مع حماس وطرد قادتها من الدوحة؛ ما قد يدفعها إلى إيران.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن “هذا التوتر ليس مجرد مسألة أكاديمية، وقد دُمرت غزة في ثلاث حروب على مدى العقد الماضي، حتى السياسيون الإسرائيليون المتشددون يوافقون على أن السبيل الوحيد لمنع اندلاع حرب رابعة هو تحسين الظروف المعيشية في القطاع، لكن ذلك لن يحدث إذا ما دفعت حماس بعيداً عن الخليج والعودة إلى إيران، وهو تحول من شأنه أن يرحب به المتشددون في حماس الذين دافعوا عنه منذ سنوات”.
حماس ومصر
وقد يؤدي الضغط على حماس أيضا إلى تمزق علاقتها مع مصر التي كانت معادية جداً للحركة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في عام 2013، وقد اتهمت القاهرة حماس بالتعاون مع فرع داعش في سيناء، الذي يسيطر على ما تبقى من تجارة نفق عبر الحدود مزدهرة.
وقال داوود شهاب، عضو حركة الجهاد الإسلامي، الذي ساعد في التوسط بين الجانبين، “إن القضايا في هذه العلاقة تعود إلى وقت طويل، وكان من الصعب إصلاحها”.
بيد أن المحادثات بين مصر وحماس بدأت تؤتي ثمارها في وقت سابق من هذا العام، فقد وافقت حماس على وقف إيواء الجهاديين، وقطع علاقتها العلنية مع جماعة الإخوان المسلمين، كما سمحت مصر لبعض المرور التجاري عبر الحدود مع غزة للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
وتوضح المجلة الأمريكية أنه “ينبغي أن يكون الفوز لكلا الجانبين (حماس ومصر)، لكن تعزيز كتائب القسام، التي تعتمد على أنفاق التهريب لاستيراد الأسلحة، يهدد بزعزعة الانفراج الهش”.
ولا يمكن أن يكون توقيت كل ذلك أسوأ، حيث تتعرض حماس لضغوط من أزمة الكهرباء، وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، خفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضا الرواتب المدفوعة لعشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية في غزة، وأوقف شحنات الأدوية وحليب الأطفال إلى المستشفيات.
وقد طردت قطر بالفعل عددا من مسؤولي حماس، بينهم صالح العاروري، وهو شخصية بارزة من الجناح العسكري، وتتهمه إسرائيل بالتخطيط لهجمات في الضفة الغربية المحتلة (وهي تهمة لا يعارضها زملاؤه).