راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

«التعديل الوزاري».. عشرات المرشحين يعتذرون عن المناصب.. ومواطنين: «بلا وجع دماغ»

وكالات
كشفت وكالات الأنباء العالمية، عن الأجواء المحيطة بالتعديل الوزاري الجديد، بداية من التأخير في الإعلان عن الوزراء الجدد، ورفض العديد من المرشحين المنصب الوزاري، وصولاً إلى تفاعل الشارع مع هذا التعديل.
«مطلوب عمالة كل التخصصات ولدينا». اللافتات المثبتة أمام مكاتب التشغيل وإيجاد العمالة اللازمة واستقبال الباحثين عن فرص عمل باتت تُقلّب المواجع الوزارية، وتؤلب المطالب المجتمعية، وتؤجج نيران الاتهامات، وتشعل بورصات التكهنات.
لكن الأنظمة المتواترة والوزارات المتعاقبة، ما خرج منها من تلقاء نفسه، وما سقط بحكم الانتفاضات الشعبية، وما يعتبره البعض في حكم الغائب على رغم أنه حاضر، ألقت بظلال وخيمة وأتت بنتائج رهيبة على المفاهيم الشعبية في ما يختص بـ «التغيير الوزاري».
«التغيير الوزاري»، تلك العبارة السحرية التي كانت تدغدغ أحلام المشتاقين، وتضعضع أمنيات الخارجين، وتسيطر على أحاديث الجماهير، فقدت لذتها وخاصمتها الإثارة وسحبت الأوضاع الاقتصادية شديدة الإيلام والصعوبات المعيشية بالغة التعقيد بساط اللذة من تحت أقدامها.
وعلى رغم توافر كل مقومات الإغراء والعوامل المساعدة والمهيجة للقيل والقال، إلا أن الشارع رفع لافتة السأم وأعلن نوبة ضجر من كل ما يثار عن صعوبات التغيير ومشاكل التعديل وتوقيت الإعلان.
«الإعلان عن التشكيل الجديد «خلال أسابيع»… «أيام»… «ساعات»… «دقائق»! «عشرة»… «سبعة»… «أربعة وزراء خارج التشكيل الجديد»! «وزراء المجموعة الاقتصادية باقون»… «راحلون»… «نصفهم باق»! «التعديل الوزاري على مكتب الرئيس»… «على مكتب رئيس البرلمان»… «في الطريق»! «قائمة التعديل الوزاري المنتشرة مجرد تكهنات»… «مؤكدة»… «غالبيتها خيال»! عناوين لا أول لها ولا آخر تحفل بها وسائل الإعلام التقليدية من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية، لكن العناوين الكثيرة لا تعبر عن المواقف الشعبية الواضحة والأكيدة.
«المؤكد أن أي تعديلات مهما كانت كبيرة أو صغيرة لن يمتلك حلولاً سحرية. صعوبة الأوضاع المعيشية وتعقد المشاكل المتوارثة والمستجدة جعلت زيداً مثل عبيد. تختلف الأسماء وتتساوى القدرات في محدوديتها أمام الوضع المتأزم»، حسبما يؤكد أحد أفراد مجموعة المعاشات المتمركزة في ناد شهير. المجموعة المتراوحة بين وكلاء وزارة سابقين، ولواءات جيش وشرطة متقاعدين، ورجال أعمال معتزلين وجدت في التعديل الوزاري المطروح على صفحات الجرائد اليومية مادة لملء ساعات الفراغ النهارية جنباً إلى جنب مع «الدومينو». لكن غيرهم من فئات الشعب المطحونة وأفراده المغلوبين والمغلوبات على أمرهم، وحيث وقت الفراغ رفاهية غير متوافرة، فيرفضون التعليق وينأون بأنفسهم عن التنظير، ولا يجدون حرج تغيير مؤشر المذياع أو «الريموت» هرباً من موضوع التعديل.
نسرين الصيرفي (40 عاماً) موظفة وأم لثلاثة أبناء، هربت من نيران بورصة التعديل الدائرة رحاها على غالبية «التوك شو» الليلي إلى «روتانا كلاسيك»، مرددة لنفسها: «بلا وجع دماغ»! وجهة نظرها تتلخص في عدم إهدار ساعة أو أقل للترفيه والبعد من مواطن القلق في ما يضر ولا ينفع؟ «لا مشكلة التعليم وارد حلها، أو أزمات المرور معرضة لانفراج، أو قنابل الأسعار قابلة للتفكيك. لمَ وجع الدماغ إذن؟».
وجع الدماغ يقابله وجع قلب هربت منه العشرات المرشحة لمناصب وزارية، اذ ولّت عقود كان مقعد الوزير يرفع راية «من المهد إلى اللحد»، كما انتهت عقود كانت شخصيات تتهافت فيها على الكرسي أملاً في تخليد الاسم أو حفر الإنجاز، كذلك تبددت سنوات تملكت فيها حمى الثورة وحماسة التغيير من شخصيات ظنت أنها قادرة على صناعة تاريخ جديد للبلاد والتمهيد لعهد جديد للعباد.
وبعد ما تمكنت مشاعر الخوف من التربص بالوزراء وتحميلهم مغبة فساد سبقهم أو وزر إهدار جرى خلــــف ظهرهم وتوقع إتيانهم بحلول سحرية لمشاكل جهنمية، أصبح كرسي الوزارة هماً ثقـــيلاً وبؤساً شديداً وكابوساً رهيباً لكل من تــــدور حوله شبهة الاختيار. كما فقد الكرسي بريقه الشعبي، ووميضه الوطني، وكيانه المعيشي حيث جـري الباحثين عن فضيحة والمنــقبين عن خطيئة ولو كانت من بنات أفكار مواقــــع التواصل الاجتماعي.
حتى «الخبر الأكثر قراءة» و «الموضوع الأعلى تعليقاً» و «سؤال الحلقة» لم تعد عن التعديل والتغيير والآمال والآلام، بل عادت أدراجها في عز تكهنات التغيير لتكون «ما اسم أغنية شيرين الأخيرة؟» أو «مصير سيارة محمد رمضان الجديدة».

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register